في ذكرى القديس إفرام.. كنيسة الروم: لا يجب أن تقتصر الصلاة على الطلبات
تحتفل كنيسة الروم المليكيين اليوم بحلول ذكرى البار أفرام السوري.
ولد أفرام في نصيبين بين النهرين في مستهلّ القرن الرابع، رسم شماساً إنجيلياً وأُلحق كمعلم بمدرسة نصيبين، فعكف على تفسير الكتاب المقدس وعقائد الإيمان القويم، على اثر المعاهدة التي قامت بين الإمبراطور الروماني جوفيانوس وسابور ملك فارس، ضمت بلدة نصيبين إلى المملكة الفارسيّة، فهجرها الكثيرون من المسيحيين، ومنهم القدّيس أفرام، فقطن مدينة الرّها معلماً في المدرسة المدعوّة "بالفارسية".
انتقل إلى الحياة الأبدية في حزيران من سنة 373 ألَّف أناشيد كثيرة باللغة السريانيّة، هي من روائع الأدب السوريّ المسيحي رقَّةً وجمال تعبير وعمق تفكير، من ألقابه: نبي السوريين وإيليا السوريين وعامود الكنيسة وقيثارة الروح القدس. وفي سنة 1920 أعلنه البابا بنديكتوس الخامس عشر ملفان الكنيسة الجامعة.
وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة قالت خلالها: لا يجب أن تقتصر الصلاة على الطلبات بالكلام. فعلاً، إنّ الله لا يحتاج إلى خطابات، هو يعلم ما نحتاج إليه حتّى ولو لم نسأله ذلك. فما الذي يجب قوله إذاً؟ لا ترتكز الصلاة على قواعد، بل إنّها تشمل كلّ الحياة: "إِذا أَكَلتُم أَو شَرِبتُم أَو مَهما فَعَلتُم، فَافعَلوا كُلَّ شَيءٍ لِمَجدِ الله." هل أنت جالسٌ على المائدة؟ صلّ: خذ خبزك واشكر الذي أنعم عليك به، تذكّر الذي منحك الهبة وأنت تشرب الخمر، كي يبهج قلبك ويشفي مصائبك. حين تنتهي من الطعام لا تنسى ذكر المحسن إليك، حين تلبس رداءك أشكر الذي أعطاك إيّاه، وحين تضع معطفك عليك اشهد على حنان الله الذي جعل لنا لباساً مناسباً للشتاء والصيف، ولحماية حياتنا.
حين ينتهي النهار أشكر الذي أعطاك الشمس للعمل في النهار والنار للإنارة في الليل وكلّ ما تحتاج إليه، فالليل يزوّدك بأفعال النعمة، حين تنظر إلى السماء وتراقب جمال النجوم صلِّ لسيّد الكون الذي خلق كلّ شيء بحكمة. حين ترى كلّ الطبيعة راقدة، أعبد أيضاً الذي يشفي أتعابك بالنوم ويعيد لنا قوّتنا بالقليل من الراحة.
هكذا صلّ ولا تملّ، إذا كانت صلاتك لا تقتصر على صيغة بل تبقى متمسّكاً بالله على مدى وجودك هكذا لا تنقطع عن الصلاة كلّ حياتك.