تجمل بالأخلاق.. كيف يمكننا محو الوصمة عن مرضى الجذام في يومهم العالمي؟
يصادف اليوم السبت الموافق 28 يناير، اليوم العالمي لمرض الجذام، وعملًا بمبادرة الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية "تجمل بالأخلاق"، فنعمل على إنهاء وصمة العار المرتبطة بالمرض، بحيث يتم فهم الأشخاص المصابين بالجذام واحترامهم وإدماجهم في المجتمع.
وبحسب موقع leprosymission، فالجذام هو أحد أكثر الأمراض الموصومة بالعار في العالم، وغالبًا ما يتم تهميش الأشخاص المتأثرين بهذه الحالة في المجتمع، ويمكن أن يؤدي تشخيص الجذام إلى الطلاق أو فقدان الوظيفة أو العمل أو التشرد، وليس من المستغرب أن يعاني الناس في كثير من الأحيان من ضعف الصحة العقلية نتيجة لذلك.
يجب إشراك الأشخاص المصابين بالجذام في المجتمع، حتى يتمكنوا من الوصول إلى التعليم والحصول على فرصة لكسب لقمة العيش، ومنحهم الاستقلال والكرامة.
منظمة eprosymission تعمل مع منظمات حقوق الإنسان والأشخاص المصابين بالجذام لمعالجة القوانين والممارسات التمييزية وتحسين ظروف المعيشة والعمل للأشخاص المصابين بالجذام ، وهناك قوانين وسياسات في جميع أنحاء العالم تميز ضد الأشخاص المصابين بالجذام، مع وجود أكثر من مائة شخص في الهند وحدها.
في الهند، قامت الجهات المعنية برفع مستوى الوعي والتثقيف حول مرض الجذام، للتخلص من وصمة العار الموجودة، حيث ساعدوا مجموعات الأشخاص المصابين بالجذام على فهم حقوقهم وتحدي القوانين التمييزية والمواقف التي تقف وراءها، وذلك على المستوى المحلي ومستوى المقاطعات والولايات.
في عام 2016، تم إلغاء قانون الجذام لعام 1898، وفي عام 2018 ، تعهدت حكومة الهند بإزالة جميع الإشارات إلى الجذام من قوانين الزواج لكل دين رئيسي، حيث تلغي الولايات الهندية ببطء الأفعال التي تميز ضد المصابين بالجذام.
في نيجيريا، يوجد ضعف تغطية وجودة لخدمات الجذام، وفي موزمبيق، تعمل الجمعيات المحلية للأشخاص المصابين بالجذام لمساعدة أعضائها على التسجيل للحصول على المزايا، وفي بنغلاديش، طالبت الجمعيات الحقوقية من الحكومات المحلية بطاقات الإعاقة والعلاج متعدد الأدوية لخدمة أصحاب مرض الجذام.
قصة شريدة
شريدة هي مناصرة من أجل القضاء على الجذام، وتدافع عن حقوق الإنسان في مجتمعها، فتعيش شريدة في الهند، وعندما بدأت تظهر عليها علامات الجذام، تخلى عنها زوجها، كما أُجبرت على مغادرة قريتها بسبب وصمة العار.
من خلال أحد مشاريع eprosymissionفي منطقتها، تلقت تدريبًا في مجال المناصرة لأصحاب مرض الجذام، وهي الآن بطلة من أجل القضاء على الجذام، وهي واحدة من آلاف الأشخاص في الهند الذين تم تدريبهم على الكفاح من أجل حقوق الأشخاص المصابين بالجذام والعمل على إنهاء وصمة العار.
وشريدة هي سكرتيرة مجموعتها المحلية للمساعدة الذاتية ، حيث تقوم بتنسيق أنشطة المناصرة لـ 4000 شخص، وكان أكبر نجاح لها هو قيادة حملة لتأمين إمدادات المياه عبر الأنابيب لمجتمع الجذام لديها ، والاتصال بالحكومة المحلية واتخاذ إجراءات مباشرة للتأكد من اكتمال المشروع.
إحصائيات عن مرضى الجذام
يبلغ عمر الجذام 4000 عام على الأقل ، مما يجعله أحد أقدم الأمراض التي عرفتها البشرية، ومع ذلك ، حيث يعتقد الخبراء بمنظمة الصحة العالمية، أنة يمكن أن نكون الجيل الذي ينهي انتقال مرض الجذام، فهدف المنظمة هو تحقيق 120 دولة خالية من حالات الجذام الأصلي الجديدة بحلول عام 2030.
علاج مرضى الجذام
يمكن علاج الجذام بمجموعة من المضادات الحيوية المعروفة باسم العلاج بالعقاقير المتعددة والتي تسمى بـ«MDT» فهذا العلاج متاح مجانًا في جميع أنحاء العالم، إذا لم يتم علاج الجذام، فقد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، وفقًا لما ذكره موقع «everyday health» الطبي.
أكد الخبراء، أنه لا يزال الجذام موجودًا، على الرغم من تشخيص حوالي 200000 شخص بالجذام كل عام قبل ظهور فيروس كورونا، فقد انخفض هذا العدد بنسبة 30٪ بسبب الاضطرابات التي سببتها جائحة كورونا، حيث يعيش الملايين من الأشخاص المصابين بإعاقات مرتبطة بالجذام ، لا سيما في جميع أنحاء آسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية.
ما السبب في الإصابة بمرض الجذام؟
لعدة قرون، كان الجذام يُعتبر مرضًا شديد العدوى وخطيرًا يصيب ويشوه، فلا يشير الجذام إلى حالة جلدية فحسب، بل كان يشار إلية بالعقاب النجسي الديني، حيث كان ينظر إلية بالعقاب من الله.
يُستخدم مصطلح "الجذام" على نطاق واسع للإشارة إلى المنبوذ، وهذا مهين لمئات الآلاف من الأشخاص المصابين بالمرض اليوم، على الرغم من الغموض والوصمة العالقة ، حيث يدرك المجتمع الطبي الآن أن الجذام ، المعروف أيضًا باسم مرض هانسن، هو مرض معدي مزمن وتدريجي تسببه بكتيريا بطيئة النمو تسمى Mycobacterium leprae " .
تغزو هذه البكتيريا الجلد والعينين وبطانة الأنف والأعصاب المحيطية وهي الأعصاب خارج الدماغ والحبل الشوكي، على الرغم من أن الجذام معدي في الواقع، إلا أنه ليس قابلاً للانتقال كما كان يعتقد في العصور القديمة، مما يعني أن عزل المصابين به غير مبرر.
علامات وأعراض مرض الجذام:
أوضح الخبراء، أنه لا توجد عادة أعراض للجذام على الفور لتدل على إصابتك بالمتفطرة الجذامية، فبدلاً من ذلك قد يستغرق ظهور الأعراض عامًا على الأقل، حيث تظهر علامات الجذام على معظم الأشخاص بعد خمس إلى سبع سنوات فقط من الإصابة بالمرض.
بشكل عام، يصيب الجذام الجلد والأعصاب المحيطية، فالتنميل على البقع الجلدية، وفقدان الإحساس في اليدين والقدمين، وضعف العضلات كلها أعراض لفقدان الأعصاب المحيطية.
كما تختلف أعراض الجذام حسب مدى تقدم المرض، ففي أسوأ الحالات، لم يتم علاج الجذام في الوقت المناسب، يمكن أن يحدث التشوه والعمى.
وتشمل بعض أعراض الجذام بقع على الجلد تظهر عادة على الذراعين أو الساقين أو الظهر، وقد تكون أغمق أو أفتح من الجلد الطبيعي، أو حمراء قليلاً، بالإضافة إلى تورم غير مؤلم يحدث في الوجه وشحمة الأذن.
كما أن مشاكل في العين من الأعراض لمرض الجذام، فقد تكون حساسية الضوء من الأعراض المبكرة، وإذا كان المرض قد غزا أعصاب الوجه، فقد يفقد المنعكس الوامض، مما قد يؤدي إلى جفاف العين والقرحة وحتى العمى.
قد تتساقط بقع الجلد الشعر، وقد تتساقط الحواجب أو الرموش، بالإضافة إلى التنميل والوخز والشعور بالخدر في البقع الجلدية، حيث يمكن أن يحدث فقدان للإحساس، أولاً في إصبع ثم يتطور إلى اليدين والقدمين.
أوضح الأطباء، أن الجلد الجاف المتشقق إذا تسبب الجذام في تلف الأعصاب في الجلد، فقد يتسبب ذلك في توقف الغدد العرقية والزيتية عن العمل، مما يؤدي إلى جفاف الجلد وتشققه في اليدين والقدمين.