كيف تحولت السوشيال ميديا إلى سوق موازية لبيع العملات الأجنبية؟
تحولت السوشيال ميديا إلى مرتع لأغلب التجارة غير المشروعة والتي يمكن من خلالها أن تكون منصة لبيع وشراء كل ما هو محظور، ووصل الأمر إلى وجود آثار سلبية لتلك التجارة لعدم وجود أي ضوابط أو رقابة عليها.
من بين تلك التجارة كان تداول الدولار والعملات الأجنبية على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي باتت تعتبر بمثابة سوق موازية للتداول الرسمي للعملات، في وقت يسعى فيه البنك المركزي من أجل توفير العملة الصعبة ووقف الدولرة.
السوق السوداء للدولار
ونجح البنك المركزي المصري منذ بداية ديسمبر الماضي، في الإفراج عن بضائع وسلع بقيمة تقترب من 10 مليارات دولار، من بين بضائع بقيمة 14 مليار دولار كانت مكدسة في الموانئ المصرية بسبب أزمة شح الدولار.
وعلى إثر تلك التحركات التي تحاول تضبط الدولار في السوق السوداء داخل مصر، نشر الخبير المالي المتخصص في الاقتصاد التطبيقي في جامعة "جون هوبكنز" البروفيسور ستيف هانكي، إحصائية تتوقع تباطؤ السوق السوداء للنقد بمصر بسبب ما قام به البنك المركزي مؤخرًا.
وأظهرت مؤشرات الصرف سعر الجنيه خلال يناير الماضي أمام الدولار وحتى يناير الحالي وأظهر المؤشر أن سعر صرف الدولار يوم 17 يناير في مصر لدى السوق السوداء بلغ 29.63 جنيه للدولار الواحد، وبحسب المؤشر فإنه لأول مرة يتساوى سعر الدولار في مصر لدى السوق السوداء مع السعر في البنوك.
خطورة وجود سوق موازية للدولار
توضح الدكتور هدى الملاح، الخبيرة الاقتصادية، خطورة تداول العملات الأجنبية على صفحات التواصل الاجتماعي، بأنها تساهم في شح العملة الأجنبية وتعميق الأزمة في وقت يحاول فيه البنك المركزي إيجاد وفرة من الدولار.
وبينت لـ"الدستور" أن سوق تداول العملات الأجنبية غير الرسمي لا يوجد عليه رقابة أو ضبط ولا يخضع للوائح والقوانين التي يسير عليها الصرف الرسمي للدولة: "خطورته في عدم الرقابة عليه ووجود سماسرة يعتبرونه تجارة دائمة".
وأرجعت سبب وجود تلك التجارة هو شح العملة في مصر: "أي سلعة تشح في أي دولة يظهر لها على الفور سوق موازية تبيع بأسعار أعلى من السعر الرسمي والمحتاجين للعملة يضطرون إلى الشراء لعدم توافرها".
“فيس بوك” يتحول إلى سوق موازية للعملة
بمجرد أن تضع كلمات دولار للبيع أو عملات أجنبية بيع وشراء على محرك البحث لموقع "فيس بوك" تجد عشرات الصفحات والمواقع التي تخصصت في بيع وشراء العملات الأجنبية بشكل علني وبأسعار مخالفة لسعر الصرف اليومي.
وفي أحد المنشورات على جروب يخص تداول وبيع العملات الأجنبية كتب سمسار: "موجود ٢٠٠ دولار للبيع"، وأوضح أنه يبيع بسعر 30 جنيهًا للدولار الواحد، وانهالت عليه التعليقات للاستفسار عن كيفية الشراء.
وصل سعر الدولار اليوم في سوق الصرف الرسمية 29.89 جنيه
بينما كتب آخر أنه يبيح التسليم في سرية وأنه يملك 1200 دولار: "يوجد 1200 دولار للبيع"، وتبين أن سعر الصرف 30 جنيهًا للدولار الواحد.
وكتب سمسار آخر: "10 دولار للبيع لأعلي سعر في القاهرة التواصل خاص"، والبعض كان يحدد مناطق بعينها فكتب سمسار على جروب لتداول العملات الأجنبية: "متاح 2000 دولار للبيع بمدينتي".
وتبين الملاح أن الحل في تشديد الرقابة إلى جانب ما يقوم به البنك المركزي من قرارات لوقف الدولرة وخفض القيم الشرائية، كي تصبح العملة متاحة ومتوفرة ما يصدر ضربات للسوق السوداء.
يذكر أن حجم الاحتياطي النقدي الأجنبي في مصر ارتفع بـ 470 مليون دولار خلال شهر ديسمبر، ليصل إلى 34 مليار دولار، مقابل 33.53 مليار دولار بنهاية شهر نوفمبر.