محلل روسي لـ«الدستور»: تقديم أسلحة متقدمة لأوكرانيا قد يشعل حربا نووية
قال المحلل السياسي الروسي أندريه أونتيكوف، إن استمرار تسليح الجانب الأوكراني من جانب الدول الغربية سيؤدي إلى تشجيع السلطات الأوكرانية على استمرار القتال وتجنب الجلوس على طاولة الحوار.
وأوضح أونتيكوف في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن إعلان الدول الغربية تقديم أسلحة هجومية إلى أوكرانيا سيتسبب في إطالة العملية القتالية وتجنب طاولة المفاوضات، مشيرا إلى أن الدول الغربية لو مارست ضغوطا على السلطات الأكروانية لكي تجلس على طاولة الحوار لكانت الأوضاع أحسن بكثير ولكن الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية تقوم بإطالة أمد العملية القتالية في أوكرانيا.
وبشأن الإجراءت التي قد تتخذها روسيا للرد على هذا التصعيد، أوضح أونتيكوف، أن روسيا أجرت التعبئة الجزئية وسينضم ٣٠٠ ألف جندي قريبا إلى صفوف الجيش الروسي وسيشاركون في العمليات القتالية ضد القوات الأوكرانية كما تم رفع مستوى القادة للعملية العسكرية في أوكرانيا وتعيين رئيس أركان حرب وقائد عام جديد للعملية العسكرية في أوكرانيا ومن المتوقع أن نشهد قريباً في شهر فبراير أو مارس المقبلين تطورات نوعية.
وأضاف: “نحن سنشاهد الهجمات الروسية وربما على مختلف الاتجاهات ضد القوات الأوكرانية”، محذرا من أننا نتنظر مزيد من التصعيد بسب إصرار الدول الغربية على نقل الأسلحة للجانب الأوكراني وكل من يدعم كييف يدرك تماما أن روسيا تستعد لتواصل العملية العسكرية في أوكرانيا.
سيناريوهات وقوع حرب نووية
واستبعد المحلل الروسي، أن نشهد تصعيد نووي لأن استعمال الأسلحة النووية في أوكرانيا سيؤدي إلى تداعيات كارثية بالنسبة للجميع وليس فقط في أوكرانيا، لكن استعمال الأسلحة في أوكرانيا سيشكل مقدمة لاستعمال الأسلحة النووية الاستراتيجية وتبادل الضربات بهذه الأسلحة من بين روسيا والدول الغربية وعلى رأسها أمريكا وعلى ما يبدو الكل يدرك خطورة مثل هذا السيناريو والكل يدرك الخطوط الحمراء الموجودة على الأرض.
وأشار أونتيكوف، إلى أن سيناريوهات التهدئة والوصول إلى الحل السلمي سنراه عاجلا أما آجالا وسنرى الحل السلمي والمفاوضات ولكن السؤال الأهم في هذا السياق متى سيتم استئناف السياق السلمي؟ بينما الجانب الأوكراني انسحب من المفاوضات ويتجنب فكرة الجلوس على طاولة الحوار مجددا ولكن على كل حال العملية العسكرية في الوقت اللاحق ستؤدي إلى تغييرات جذرية في مواقف كل الدول المعنية.
كيف سينعكس الصراع على اقتصاد العالم؟
وتابع أنه بشكل عام نرى تغييرات جذرية في العالم بسبب العلاقات الاقتصادية بين روسيا والدول الغربية التي أصبحت تفكك، لكن الآن روسيا تتجه حاليا إلى الشركاء الآخرين وتقوي التعاون معهم في آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط وأمريكا الجنوبية وإفريقيا.
واعتبر أونتيكوف، أن قطع العلاقات التجارية بين روسيا والدول الأوروبية خاصة فيما يتعلق بتصدير الغاز الروسي إلى الدول الأوروبية، أدى في العالم الماضي إلى ارتفاع نوعي لأسعار الغاز في الدول الأوروبية ما تسبب في إغلاق المصانع في الدول الأوروبية وانتقال بعض المصانع إلى الدول الأخرى من بينها الولايات المتحدة الأمريكية لذلك أمريكا بشكل أو بآخر تستفيد من الأزمة الأوكرانية بخلاف مبيعات الأسلحة، لذلك سيكون هناك مشاكل اقتصادية ضخمة في أروبا وشبه تفكيك للصناعة في الدول الأوروبية الرئيسية.