رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كتب تناولت سيرة الطعام وتحولاته فى التاريخ الإنسانى

كتب تناولت : سيرة
كتب تناولت : سيرة الطعام وتحولاته في التاريخ الإنساني

يقول كارل ماركس"تاريخ البشرية هو تاريخ البحث عن الطعام" ومن هنا يبدو أن للطعام له تاريخه الطويل الذي يشير بشكل كبير إلى طبيعة مستهلكيه ومنتجيه، ويصبح إحدى سماتهم الأساسية في النظر إليهم.

 نرصد في التقرير التالي سيرة ومسيرة الطعام في التاريخ الإنساني.

يشير الباحث حسن ذكرى، إلى كتاب «المطبخ والأمبراطورية، الطبخ في التاريخي العالمي» للمؤرخة الإنجليزية راشيل لودان الحاصلة على درجة الدكتوراه في التاريخ والفلسفة من جامعة كوليدج بلندن 1974، قامت بالتخصص في دراسة تاريخ وسياسات الطعام، تضمن الكتاب 8 فصول وصفت فيه طرق انتشار سلسلة من المأكولات عبر مناطق واسعة من العالم .

يتناول الكتاب تاريخ المطابخ والتاريخ العالمي للطعام والطرق والأساليب التي استعملها البشر في الطبخ على مر العصور  القديمة بدءًا من الاعتماد التام على الحبو في العصور القديمة وانتهاء بالمطابخ الحديثة وعولمة المأكولات المتوسطة في الفترات المعاصرة، إلى جانب ذلك تقدم  طرق توسع المطابخ في العالم عبر الفتوحات والتجارة وكيف كان الجنود والتجار والمبشرون ينقلون المطابخ عبر البراري.

ويشير إلى أن أحد أهم المواضيع الرئيسية للكتاب، خاصة في الفصول الأولى منه، العلاقة المتبادلة بين الدين والمطبخ؛ وكذا مساهمة كل من أنواع الطبخ والمطابخ التي انتشرت حول العالم على مر القرون والأزمنة في تراث الطهي العالمي.

 

البوذية وتأثيرها على الطبخ 

يناقش الفصل الثالث من كتاب راشيل (البوذية وتأثيرها على الطبخ في جنوب وشرق آسيا 200 ق.م- 800م) عائلة المأكولات البوذية التي أثرت في الطبخ والأكل والزراعة في النصف الشرقي من أوراسيا بين الفترة الزمنية الممتدة من 200 قبل الميلاد إلى 1000م. 

فاستنادًا لتعاليم بوذا تلخصت فلسفة الطهي في تجنب أكل اللحوم وشرب الكحول وتشجيع تناول الأطعمة التي يُعتقد أنها تعزز التأمل، وقد أعطت لهذا الأمر قيمة كبيرة.. أما المطابخ البوذية في الهند فمتعددة، اشتهر منها في عام 260 ق.م مطبخ الإمبراطورية الموريانية الذي يعتبر مطبخًا بوذيًا راقيًا ورصينًا، يُعتمد فيه على الأرز والزبدة والسكر وبدائل اللحوم.

 

المطبخ الإسلامي 

ويلفت الكتاب إلى أن المطبخ الإسلامي كان من أقوى مطابخ إمبراطوريات الجزء الأوسط من أوراسيا، وقد اعتمد بالأساس على خبز القمح وأطباق اللحوم المتبلة والحارة، بالإضافة إلى غناه بالمعجنات والحلويات، وامتد تأثيره من إسبانيا إلى جنوب شرق آسيا، ومن حدود الصين إلى الحافة الجنوبية للصحراء.

 

ثقافة الطعام الصيني 

كتاب «ثقافة الطعام الصيني» للبرفيسور «شييه دينغ يوان» أستاذ علوم الأغذية بجامعة وسط الصين للزراعة، يشير المترجم حسانين فهمي إلى تميز ثقافة الطعام الصيني بمجموعة من العادات والتقاليد والآداب التي تعكس عادات وتقاليد الشعب الصيني الكبير والأقليات الصينية الست والخمسين، وقد حظى موضوع ثقافة الطعام الصيني باهتمام كبير من قبل المفكرين والساسة والمثقفين على مر العصور، وذلك لما له من أهمية وتأثير واضح في حياة الأمة الصينية، فيذكر صن يات صن «1866-1925» مؤسس جمهورية الصين الوطنية فى كتابه «استراتيجية بناء الدولة»: «إذا نظرنا إلى تقدم الحضارة الصينية فى العصر الحديث، نجد أن جميع الجوانب تبدو متخلفة عن ركب التقدم، فيما عدا الأطعمة الصينية التى لا تزال تشهد انتشارًا فى مختلف دول العالم، فالأطعمة الصينية تتفوق على نظيرتها فى أوروبا وأمريكا، وكذلك طرق الطهى الصينية التى تتفوق على طرق الطهى فى أفريقيا وأوروبا وأمريكا… إن فن الطهى الصينى يضرب بجذوره فى أعماق تاريخ الحضارة الصينية العريقة». 

ويرى مؤلف الكتاب أن تطور فن الطهى باعتباره مكونًا مهمًا من مكونات ثقافة الطعام والتقدم الكبير الذى شهدته ثقافة الطعام، كان وثيق الصلة بالتطور الإقتصادى والثقافى الذى حققته الأمة الصينية، كما أن ذلك يعد نتيجة واضحة لتقدم المجتمع الصينى. كما قام بتوضيح العديد من سمات ثقافة الطعام الصينى من خلال عقد مقارنات بين الثقافتين الصينية والغربية.