صحفية صينية لـ«الدستور».. بكين ستتصدى لمحاولات تسييس وباء كورونا
قالت الصحفية الصينية سعاد ياى شين هوا إن سلالات فيروس كورونا “كوفيد 19” المنتشرة في الصين سبق وانتشرت في جميع أنحاء العالم، مشيرة إلى أن بكين لن تقبل الإجراءات التي تتخذها بعض الدول ضد بلادها بسبب الوباء التي تهدف إلى تسييس الوضع الوبائي.
أضافت هوا، لــ"الدستور"، أن منظمة الصحة العالمية غيّرت موقفها تجاه الوضع الوبائي الصيني، وأكدت أن انتشار الوباء بالصين لن يؤثر على الدول الأوروبية، وإلى نص الحوار:
كيف ترين إعلان منظمة الصحة العالمية أن وضع كورونا في الصين لن يؤثر على الدول الأوروبية؟
أكد العلماء أنه من غير المحتمل أن يتسبب متحور أوميكرون في ذروة إصابات جديدة في الصين في المستقبل القريب، وإن تصاعد كوفيد-19 مؤخرا قد قلل من عدد الأفراد المعرضين للإصابة في الصين، لذلك من غير المحتمل أن يسبب متحور الفيروس ذروة جديدة في الإصابات على المدى القصير.
وأن الأشخاص الذين تعافوا من إصاباتهم بالفيروس لديهم مستوى مرتفع للغاية من الأجسام المضادة وهم أقل عرضة للإصابة بمتحور الفيروس مقارنة بأولئك الذين لم يتم تطعيمهم أو لم يصابوا أبدا.
كما أن سلاسل الفيروس المنتشرة في الصين كلها قد انتشرت في نطاق العالم، وجاءت من الوافدين من خارج البلاد، ولا توجد سلاسل جديدة للفيروس في الصين. وقد اتخذت الصين الإجراءات الصارمة للسيطرة على انتشار الوباء خلال ثلاث سنوات مضت، بينما بدأت الدول الأوروبية بالتعايش مع الفيروس منذ أكثر من سنتين. وبعد مرور الذروة لفترة انتشار الوباء، يشهد عدد المصابين بالفيروس في الصين انخفاضا متواصلا، فإن الوضع الوبائي لن يؤثر على ما يكون الحال عليه في الدول الأوروبية.
وفي الفترة التي يشهد فيها عدد الإصابات ارتفاعا سريعا، كانت الولايات المتحدة والهند وغيرهما من الدول اتخذت الطريق الذي تتخذها الصين حاليا لحساب الإحصاءات المعنية بالوباء، ويختلف الطريق عما اتخذته الحكومة الصينية قبل رفع قيودها في السيطرة على انتشار الوباء. لأنه من الصعب أن تسجل الأجهزة المعنية بيانات دقيقة في هذه الفترة.
وكانت منظمة الصحة العالمية لم تقدم أي تساؤل تجاه البيانات والإحصاءات من الولايات المتحدة والهند. لذلك، فإن الصين دعت منظمة الصحة العالمية إلى اتخاذ موقف موضوعي وعادل وعلمي حول انتشار الوباء بالصين، كما أنها أكدت أنها تشارك دائما بالمعلومات والإحصاءات الواضحة حول انتشار الوباء مع منظمة الصحة العالمية، وستواصل تعاونها مع المنظمة في التسلسل الجيني للفيروس ومواجهة انتشار الوباء.=
لماذا تصر بعض الدول الغربية على فرض إجراءات ضد الصين بسبب كورونا؟
بسبب ضعف قدرة الإمراض لمتحوّر أوميكرون وارتفاع نسب التطعيمات بين المواطنين، وتراكم خبرات الحكومة للسيطرة على انتشار الفيروس، بدأت الصين برفع القيود في السيطرة على انتشار الوباء، من أجل تقليل تأثيرات القيود على التنمية الاقتصادية وحياة المواطنين الصينيين.
وقبل ذلك، كانت بعض الدول انتقدت الصين بأنها التزمت بالحجر الصحي والإجراءات الصارمة للسيطرة على انتشار الوباء، ودعت الصين لفتح أبوابها لكن، في الوقت الحالي، بعد رفع الصين قيودها، اتخذت بعض الدول إجراءات القيود على المسافرين الصينيين.
إذاً، في عيون بعض الدول، بغض النظر عن أي نوع من السياسات الوقائية والسيطرة على الوباء التي اتخذتها الصين، كلها خاطئة فمن الواضح أن هدفها هو خلق جولة جديدة من الانقسام والمواجهة ضد الصين.
وبشأن هذا، أكدت الصين أنها لن تقبل مثل هذه الإجراءات التي تهدف إلى تسييس الوضع الوبائي، كما أعلنت مؤخرا فرض قيود على المسافرين من اليابان وكوريا الجنوبية عند سفرهم إلى الصين.
على صعيد آخر، يمكن أن نلاحظ أن العديد من الدول أعربت عن ترحيبها الحار بالسياح الصينيين. ومن المتوقع أن يدفع عودة السياح الصينيين إلى أسواق السياحة الدولية انتعاش صناعة السياحة في نطاق العالم.
هل تتجه الأمور للتصعيد الفترة المقبلة ام قد نشهد تراجعا من قبل كافة الأطراف؟
بعد شهر من رفع الصين قيودها في السيطرة على انتشار الوباء، يشهد عدد المصابين بفيروس كورونا المستجد في الصين انخفاضا متواصلا، حيث تعود حياة الصينيين وإنتاج مختلف الصناعات بأرجاء البلاد إلى مسارها الطبيعي تدريجيا. وأكدت الصين أن الوضع الوبائي يكون تحت السيطرة، ولن يكون خطيرا مثلما كان الحال عليه قبل ثلاث سنوات، ويكون أعراض معظم المصابين خفيفة. كما تركز البلاد على جهودها وأهميتها في علاج المصابين ذوي أعراض شديدة.
ومع انتعاش الاقتصاد الصيني، من المتوقع أن يشهد الاقتصاد العالمي المزيد من التطورات في العام الجديد. ومن جانبها، غيرت منظمة الصحة العالمية موقفها تجاه الوضع الوبائي الصيني، وأكدت أن انتشار الوباء بالصين لن يؤثر على الدول الأوروبية.
وبوجهة نظري أن تطبيع تبادل الأفراد بين مختلف دول العالم مهم في تعزيز التبادلات الاقتصادية والتجارية بين دول العالم، ونتوقع أن تشهد التبادلات والتعاون بين الصين والدول الأخرى تحسنا وتعززا متواصلين في العام الجديد.
هل تتوقع ظهور موجات جديدة من الوباء على مستوى العالم خاصة اننا في فصل الشتاء؟
حسب تحليل العلماء، فإن الوضع الوبائي الحالي يكون حاليا تحت السيطرة. في الوقت الحالي، لم تظهر سلاسل جديدة للفيروس في نطاق العالم، فمن غير المحتمل أن تظهر جولة جديدة من انتشار الوباء سواء أكانت في الصين أو في العالم.
كما تشهد نسب التطعيمات للناس في مختلف دول العالم ارتفاعا متواصلا، ما يسهم في تقليل عدد الحالات المرضية الشديدة. كما تتراكم خبرات الدول في مواجهة انتشار الوباء وعلاج المصابين باستمرار، فإن الوضع لن يعود إلى ما كان الحال عليه في أوائل فترة اندلاع الوباء قبل ثلاث سنوات.