الديمقراطية المصرية إرادة شعبية بطعم الفرحة والبهجة والزغرودة المصرية
الديمقراطية إرادة شعب عقد عهدا بينه وبين من اختاره. تتمثل بنود هذا العقد فى استحقاقات وحقوق وواجبات، إذا أخل أحد الطرفين ببنود هذا العقد سيعتبر لاغيا بإرادة الشعب. لذا خرج الشعب المصرى بالملايين فى 30 يونيو 2013 ليفسخ العقد الذى بينه وبين المعزول الذى تم انتخابه ولكنه أخل بشروطه منذ اللحظة الأولى لدخوله إلى قصر الرئاسة.
نعم إنه الدرس الأول لثورة يناير 2011. وإذا انتقلنا للدرس الثانى بعد إسقاط حكم المرشد، وهو موافقة الشعب على بنود خريطة طريق المستقبل، بل وإصرار الشعب الأصيل على تنفيذها ونزوله بالملايين لاختيار رئيس الجمهورية، واستعداده بعد ذلك للانتخابات البرلمانية ثم المحليات، بل والمشاركة فى أى موقع يستطيع منه ممارسة حقه الديمقراطى فى التعبير عن رأيه وتحقيق مصالحه ومصالح بلاده سواء فى محليات أو نقابات أو جمعيات أهلية أو منظمات مجتمع مدنى.
وقف العالم مندهشا فاغرا فمه عاقدا حاجبيه مستغربا أو ضاحكا: ما سر هذا الشعب الجبار الذى يخرج فى طوابير طويلة تتصدرها السيدات؟ هذا الشعب الذى يحول الانتخابات إلى فرح كبير يصطف فيه الشعب بطول نهر النيل وبللون علم مصر الأحمر والأبيض والأسود راقصا على أنغام الطبول وكلمات أغانى العشق لبلده. عائلات بأكملها خرجت، الجدة تصطحب الابنة والابن وتمسك بيدها الحفيد وكأنها تعلمه فى سنوات عمره الأولى حق الاختيار والانتخاب ماسكا بين كفوف يديه الصغيرتين الناعمتين علم مصر ليظل قابضا عليه وهو يكبر فيكبر معه الأمل والحلم والعشق للوطن.
ها هى إيزيس تطوف بين البلاد بطول نهر النيل لتلملم أشلاء الوطن.
ها هى إيزيس تدفع حورس لحماية الوطن.
ها هى المرأة المصرية تشارك فى إعادة بناء الوطن.
نزلت المرأة المصرية لتقول لا للإرهاب ولا للتبعية ولا للفساد ولا للاستبدا
قالت وبصوت عال لما سألوها (بتحلمى بإيه وعايزة إيه) قالت: (الستر، عايزة أستّر البنات وأجوزهم- عايزة ولادى يشتغلوا- عايزة المعاش يزيد).
المرأة المصرية عطاؤها كبير. كل ما تريده لأسرتها ولبلدها الأمن والأمان. المرأة المصرية كانت ومازالت صمام الأمان فى السنوات العجاف التى تم تشريد العمال والموظفين فيها نتيجة لسياسات الخصخصة والمعاش المبكر. كانت صمام الأمان فى السنوات التى تخلت فيها الدولة عن تشغيل مواطنيها فذهب الأب والزوج والابن للعمل بالخارج فخرجت للعمل فى كل المجالات حتى فى الزراعة وحفظت الأسرة، وأصبحت ثلث الأسر المصرية تعولها النساء. المرأة المصرية التى تصدرت طوابير الانتخابات كانت حافزا قويا لنزول الشباب والرجال لأنها قالت بصوت عال: مشاركتكم هامة لبناء حاضركم ومستقبلكم.
المشوار لسة طويل، فالشعب المصرى يعرف أن البرلمان القادم دوره من أخطر وأهم البرلمانات فى السنوات الأخيرة، لأن عندنا الآن دستور جديد يحتاج لتشريعات جديدة وتغيير تشريعات قائمة لكى تلائم المبادئ التى أتى بها الدستور بالذات حقوق المواطنة وعدم التمييز والعدالة الاجتماعية المتمثلة فى حقوق الفقراء، ودولة القانون. إن دستورنا الجديد قلص من الصلاحيات المطلقة والسلطات المطلقة لرئيس الجمهورية، وأصبحت الكثير من السياسات العامة للدولة والقرارات يتقاسمها الرئيس مع رئيس الوزراء ومع البرلمان.
لذا فاختيار أعضاء البرلمان القادم لابد وأن يكون اختيارا دقيقا لأبناء الشعب المخلصين والشرفاء المنحازين لحقوق الشعب المصرى، وليس برلمان رجال السلطة والمال والاحتكار والمصالح والمحاسيب والمتاجرين بكل شيئ. كفانا الرجال الفاسدين والمتاجرين بالدين.
المشوار لسة طويل. لابد من مناقشة مجتمعية لقانون مباشرة الحياة السياسية والانتخابات البرلمانية ليجئ البرلمان بأفضل تمثيل ممكن لإرادة الشعب. ياشعب مصر العظيم، إن الدور الكبير عليك فى عزل كل رجال سياسات الفساد لنظام المخلوع ورجال السياسات الإرهابية والدموية لنظام المعزول، فأنت الوحيد القادر على منع وصولهم للبرلمان. عليك بالمشاركة والمراقبة والمحاسبة فى الفترة القادمة. (الرأى رأيك، والشورى شورتك). لن يستطيع أى رئيس قادم أو حكومة قائمة أن يعملا وحدهما دون مشاركتك. وشرط المشاركة هى مصداقية وشفافية وإرادة سياسية للرئيس القادم والحكومة القادمة لبناء دولة العدل والحريات والكرامة.