«وجوه شهريار» يكشف كيف قدم نجيب محفوظ شخصية المسيح في «اللص والكلاب»؟
صدر مؤخرًا عن سلسلة كتاب اليوم "وجوه شهريار " للشاعر والباحث فتحي عبد عبد السميع، ويكشف عبره لأول مرة عن وجه المسيح في أعمال نجيب محفوظ رواية “اللص والكلاب” نموذجًا.
يشير فتحي عبد السميع إلى أن لم تحظ المؤثرات المسيحية في أدب نجيب محفوظ باهتمام النقاد والمتابعين وهو أمر غريب يبقي ظل الاهتمام الكبير بتجربته.
يلفت عبد السميع إلى أن اعتمد نجيب محفوظ في رواية على قصة السيد المسيح عليه السلام، كما وردت في الأناجيل المعتمدة من الكنيسة ، فقام باستحضار وتوظيف شخصية السيد المسيح، وشخصية يهوذا الأسخريوطي، ومريم المجدلية، وبطرس الرسول، وتحديدًا في أحداث العشاء الأخير.
أما عن المؤثرات المسيحية فيقول عبد السميع: لم تعتمد على الإشارات الصريحة، بل جاءت ذائبة في كيان الرواية، حيث قام الكاتب بتوظيفها بمهارة فنية عالية، ولا يمكننا فهمها بمعزل عن الجو العام للرواية، وطبيعة التناول الفني، والرؤية التي يطرحها النص والموقف يجذبنا نحوه.
يشير عبد السميع عبر دراسته إلى أن "الخيانه باعتبارها أسوأ الجرائم فكرة إنسانية قديمة، لكنها محورية في المسيحية، كما أن العلاقات الملتبسة بين الأنا والآخر تظهر في سيرة السيد المسيح مع تلاميذه وهي العلاقة التي تتردد بشكل صريح في أكثر من موضع.
ويلفت عبد السميع إلى في ظل التركيز الأساسي على الهوية الملتبسة التي تقوم على التناقض الجوهر والمظهر، يأتي توظيف الشخصيات المسيحية مثل يهوذا الإسخريوطي التلميذ الخائن، وبطرس الرسول الذي أنكر المسيح، ومريم المجدلية العاهرة التائبة.
يذهب فتحي عبد السميع إلى أن شخصية “يهوذا الأسخريوطي” استدعاها نجيب محفوظ إلى عالم اللص والكلاب بشكل فني دون ذكر اسمه، وكان السياق يفرض عليه دمجه في شخصية اللص / السفاح، لكنه خالف المتوقع وباعد بينهما وقام بدمج يهوذا في شخصيات أخرى.
يؤكد عبد السميع "لقد تم استدعاء يهوذا من أجل الآخرين الذين تسكنهم روح الشرير النموذجي ويعيشون بلا مطاردة، تم استدعاؤه كمرآة تكشف البراءة الكامنة حلف قناع الجريمة، والسر الحقيقي المتخفي خلف قناع البراءة.
حضرا يهوذا ليصبح خصما لسعيد مهران ومجرد وجوده في هذا الموقع يعني دمج بطل الرواية في شخصية السميح.