كتّاب يرشحون «الطاعون وكاليجولا والغريب» للقراءة.. أفضل أعمال ألبير كامو (خاص)
تمر هذه الأيام ذكرى رحيل الفيلسوف والكاتب الفرنسي ألبير كامو، والذي رحل في 4 يناير 1960.
تنوعت أعماله بين الرواية والمسرح والفلسفة، وفي مجال الرواية تعد رواية "الغريب" أحد أبرز أعماله، والتي تُرجِمت إلى العديد من لغات العالم، ذلك إلى جانب أعمال روائية أخرى مثل "الطاعون، السقطة، المقصلة"، وفي مجال المسرح "كاليجولا".
في التقرير التالي كتاب وناشرون يرشحون للقراء أهم وأبرز أعمال كامو.
سيد محمود : كاليجولا تشريح فني لفكرة الطاغية
من جانبه، قال الكاتب الصحفي والشاعر سيد محمود: "تعد مسرحية كاليجولا واحدًا من أهم وأبرز الأعمال التي يمكن أن أرشحها للشباب، وهذا يرجع إلى الفنية العالية التي كتبت بها من قبل ألبير كامو، إلى جانب تشريحه لشخصية المستبد. تناقش المسرحية فكرة الطاغية، وذلك عبر شخصية (كاليجولا)، الإمبراطور الروماني القديم المعروف بوحشيته وجنونه وساديته، الذى تولى حكم روما منذ العام 37 إلى 41 ميلاديًا".
وأضاف: "يصور كامو الطاغية في المسرحية رجلًا ينفي عن نفسه صفة البشر ومحدوديتهم، ويستلب سلطة الآلهة ويسعى للتفوق عليها، يريد المستحيل والخلود، يتخيل نفسه مالكًا للسماء والأرض، الماضي والحاضر والمستقبل".
وتابع: "يرجع ارتباطي شخصيًا بكاليجولا أنني شاهدته عبر المسرح، وقدمها المخرج سعد أردش وجاءت البطولة لنور الشريف وإلهام شاهين".
سهير عبدالحميد: "الطاعون" استشراف لجائحة كورونا ورمز لسقوط فرنسا في قبضة قوات النازية
من جهتها، قالت الكاتبة الصحفية والباحثة سهير عبدالحميد: "تستهويني رواية (الطاعون) لألبير كامو فتفاصيلها قديمة جديدة، تكشف كيف يتعاطى الناس مع الجوائح من أوبئة ومجاعات وغيرها، فتتباين سلوكياتهم، إذ تدفع الأزمة أسوأ ما فيهم إلى الظهور وأيضًا أفضل ما فيهم. فكما نجد الدكتور (ريو) الذي يظل يساعد الناس على مواجهة الطاعون رغم حالة زوجته السيئة، فإننا نجد المهرب الذي استغل الأزمة لجمع المال".
وتابعت عبدالحميد: "ولهذا ازدادت مبيعات الرواية كثيرًا بعد جائحة كورونا، خصوصًا أن رواية كامو ألمحت إلى فكرة العقاب الإلهي المتجسد في الطاعون كما جاء على لسان الأب بانيلو، الذي اعتبر ما يحدث عقابًا جماعيًا مستحقًا، وهى الفكرة ذاتها التي سيطرت على العقول إبان أزمة كورونا التي جعلت العالم كله قرية صغيرة تحت الحجر والعزلة تمامًا كما حدث في رواية كامو الذي ارتأى على لسان السيد كوتارد أن الطريقة الوحيدة لجمع الناس هى إرسال الطاعون إليهم، فوحدها المعاناة هي ما تجعل الجميع في مركب واحد في مواجهة الإعصار".
وختمت عبدالحميد: كيف يتعاطى الناس مع الجائحة هو المعنى القريب للرواية . لكن المعنى البعيد وهو الأهم يتعلق بآثام الاحتلال الفرنسي في الجزائر؛ فتفاصيل الرواية التي تدور في مدينة وهران الجزائرية إنما قصد بها سقوط فرنسا في قبضة القوات النازية وكأنها عوقبت بما فعلته في الجزائر.
شريف بكر: "الغريب" تحيلنا لشخصية ألبير كامو في الحياة
من جهته، قال الناشر شريف بكر: تعد رواية "الغريب" أحد أبرز أعمال ألبير كامو، وتأتي فتنتها إن جاز التعبير من أول جملة افتتح بها الرواية وهي "اليوم ماتت أمي، أو ربما ماتت بالأمس.. لست أدري"، وهذا يلخص الكثير في الرواية، ويشير إلى أننا أمام بطل لا يعنيه شيء في الحياة.
وتابع: "من المدهش أن تأتي الرواية في 140 صفحة، يقدم ألبير كامو رؤية مختلفة ومغايرة لانطباعاتنا، وفي نفس الوقت تعطي انطباعًا عن شخصية الفيلسوف والكاتب الفرنسي ألبير كامو بكونه يعيش بمنطق الغريب والمختلف والمنقلب على ما هو عادي".