2022.. أدباء يحصدون أرفع الجوائز الأدبية.. وحضور ملفت للرواية الآسيوية
مثلما حمل العام 2021 مفاجأة في الأوساط الأدبية بفوز الكاتب الأفريقي عبد الرزاق قرنح بجائزة نوبل للآداب، ما عدّه كثيرون انتصارًا للأدب الأفريقي ومساهمة في الخروج من إسار هيمنة الآداب الغربية، شهد العام 2022 حضورًا بارزًا للأدب الآسيوي في أرفع الجوائز العالمية، وكان فوز الكاتبة الهندية جيتانجالي شري عن روايتها "مقبرة الرمال" بجائزة البوكر الدولية من أبرز مفاجآت الجوائز لهذا العام.
جائزة البوكر الدولية
تعد رواية "مقبرة الرمال" الرواية الهندية الأولى، الُمترجمة من اللغة الأم إلى الإنجليزية، التي تفوز بجائزة البوكر الدولية، وهي جائزة تُمنح لأفضل رواية منشورة في المملكة المتحدة، وتبلغ قيمتها 50 ألف جنيه استرليني؛ قُسمت بين مؤلفة الرواية ومترجمتها؛ الأميركية ديزي روكويل.
تبدأ الرواية مع امرأة تبلغ من العمر ثمانين عامًا، وتقرر عقب وفاة زوجها السفر إلى باكستان وإعادة النظر في حياتها والانطلاق في حياة غير تقليدية متخلصة من التقاليد. تتطرق الرواية إلى جملة من الموضوعات مثل انفصال الهند عن باكستان وفجيعة الفقد والعذاب الإنساني.
يذكر أن للكاتبة الهندية جيناتالي شري ثلاث روايات وعدة مجموعات قصصية، كما تُرجمت أعمالها إلى الفرنسية والإنجليزية والألمانية والكورية والصربية.
بوكر البريطانية
شهد العام الراهن كذلك فوز الكاتب السريلانكي شيهان كاروناتيلاكا بجائزة "بوكر" البريطانية عن روايته "أقمار معالي الميدا السبعة". تتمحور الرواية حول موضوع الحرب الأهلية التي شهدها كاتب الرواية، وتدور أحداثها في تسعينيات القرن الماضي في قالب من الفكاهة السوداء والأجواء البوليسية. وقد أشاد رئيس لجنة تحكيم الجائزة نيل ماكغريغور بها مشيرًا إلى أنها رواية فلسفية تنقل أهوال الحرب الأهلية المميتة في سريلانكا.
جدير بالذكر أن جائزة "بوكر" البريطانية تُمنح لأفضل رواية أصلية مكتوبة باللغة الإنجليزية ومنشورة في المملكة المتحدة. أما الكاتب السريلانكي شيهان كاروناتيلاكا فقد سبق وحصد جائزة الكومنولث عن روايته "الرجل الصيني" التي صدرت في 2011.
جائزة نوبل
حمل العام الراهن مفاجأة أخرى بفوز الكاتبة الفرنسية أني أرنو بجائزة “نوبل للآداب”. واعتبرت الأكاديمية السويدية أن فوز إرنو مستحقًا لما أظهرته من شجاعة وبراعة في "اكتشاف الجذور والقيود الجماعية للذاكرة الشخصية"، كما أنها قدمت في أعمالها فحصًا للتباينات القوية في الحياة فيما يتعلق بالجنس واللغة والطبقة.
كانت مفاجأة فوز أرنو بالجائزة مثيرة للجدل لكون أعمالها الروائية ذات طبيعة خاصة جدًا، فمادتها الخام مستقاة من المحيط الأسري والحدث اليومي العادي، والذي تنسج منه نصًا سرديًا يتوغل في أعماق الذات ويرصد تقلباتها لكنه على الجانب الآخر يتعقب تحولات المجتمع ويُساءل إشكاليات الذاكرة.
جائزة بوليتزر
فاز الروائي الأمريكي، جوشوا كوهين، بجائزة "بوليتزر" عن روايته "آل نتانياهو"، التي وصفتها لجنة تحكيم الجائزة بأنها "رواية تاريخية بارعة لغويًا حول غموض التجربة اليهودية الأميركية، تقدم أفكارًا ونزاعات شتى". تقدم الرواية أسئلة حول الأفكار والهوية والتاريخ عبر مسيرة كاتب يصورها الروائي الأمريكي بنبرة ساخرة في أثناء التجربة الأمريكية اليهودية بفترة الستينيات.
يستوحي الكاتب أحداث روايته من الواقع، فبطل الرواية كان أستاذ الكاتب وصديقه، وشغل منصب أستاذ الأدب الإنجليزي في جامعة يال قبل وفاته في العام 2019.
أما جائزة بوليتزر، فتمنح للرواية المتميزة المنشورة في شكل كتاب خلال العام من قبل مؤلف أمريكي، وتبلغ قيمتها 15000 دولار، وتعد من أرفع الجوائز الأدبية في الولايات المتحدة.
فن الخسارة
فازت الكاتبة الفرنسية أليس زينيتر مع المترجم الأيرلندي فرانك وين بجائزة “دبلن الأدبية” في العام 2022 عن رواية “فن الخسارة”. وترصد الرواية ملحمة لعائلة من ثلاثة أجيال من منطقة القبائل الجبلية بالجزائر، والتي كانت قد غادرت البلاد في عام 1962 وانتقلت إلى فرنسا، لتسلط الضوء من خلالها على الحرب وتداعياتها بتنقلها عبر المدن والأجيال والثقافات المختلفة.
وتعد جائزة دبلن الأدبية الدولية من أغنى الجوائز في العالم، وتمنح كل عام لرواية مكتوبة باللغة الإنجليزية أو مترجمة إلى الإنجليزية وتقدر قيمتها بمبلغ 100 ألف يورو، وتقسّم الجائزة بين الكاتب والمترجم، إذ يتلقى الكاتب 75000 يورو والمترجم 25000 يورو.
جائزة الكتاب الوطني
تُقدم جائزة الكتاب الوطني لعمل من الخيال الأدبي لكاتب أمريكي، وتبلغ قيمتها 10 آلاف دولار. وقد فازت بها هذا العام الكاتبة الأمريكية تيس غونتي عن روايتها "قفص الأرانب".
تدور الرواية في بلدة متخيلة بولاية إنديانا، وفيها تتضح ملامح مجموعة من الشخوص الذين يشتركون جميعًا في البحث عن معنى لحياتهم. ففي إنشائها لعالم غير واقعي تطرح رموزًا حول بعض الأحوال المرتبكة المتعلقة بالمجتمع الأمريكي.