«التاريخ يناديكم».. المغرب يسعى لاقتناص أولى ميداليات العرب وإفريقيا بكأس العالم أمام كرواتيا
يسعى منتخب المغرب لكرة القدم إلى تحقيق إنجاز تاريخى غير مسبوق، حينما يلتقى نظيره الكرواتى، الخامسة مساءً، فى مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع.
ويُمنى «أسود الأطلس» النفس بأن يكون أول منتخب عربى وإفريقى يحصل على الميدالية البرونزية، حال نجح فى الفوز بالمباراة على حساب رفاق لوكا مودريتش.
وخسر المغرب من فرنسا بهدفين نظيفين فى نصف النهائى، خلال مواجهة استحوذ فيها «أسود الأطلس» وتحكم بالرتم، عقب استقباله الهدف الأول فى الدقائق الأولى من عمر المباراة.
لكن الحظ لم يسعف لاعبى المغرب لتسجيل التعادل، وفوت حكم المباراة عليهم ضربة جزاء تراها الأغلبية صحيحة، حينما تعرض سفيان بوفال للإعاقة داخل منطقة الجزاء، وهو ما دفع الاتحاد المغربى لشكوى حكم المباراة لدى الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا».
وخاض المنتخب المغربى تدريبه الرئيسى، أمس، بعدما انتهى من الاستشفاء قبلها بيوم، وبدا على اللاعبين جدية كبيرة، وحرصوا على تقديم مباراة قوية، من أجل ختام مسيرتهم فى هذه البطولة بصورة طيبة، وحصد أولى الميداليات المونديالية للعرب وإفريقيا.
وشهدت الساعات التى تلت الخسارة من فرنسا حسرة كبيرة داخل المعسكر المغربى، وكان أكثر اللاعبين حزنًا وتأثرًا بالأمر، الظهير الأيمن أشرف حكيمى، ولاعب الارتكاز سفيان مرابط، والجناح الأيمن حكيم زياش.
ودخل اللاعبون فى مناقشات حول أسباب الهزيمة، واتفقوا على أن الهدف المبكر هو ما حرمهم من الانتصار، ولولا الهفوة التى كانت فى بداية اللقاء، ما نجحت فرنسا فى التسجيل وما صعدت، خاصة أن هذا الهدف هو السبب الرئيسى فى مبادرة «الديوك» إلى تضييق المساحات وعدم التقدم للأمام، ما حرم المغرب من القدرة على صناعة الفرص. وطالب سفيان مرابط زملاءه بنسيان ما جرى فى مباراة فرنسا، وحثهم على ضرورة اليقظة سريعًا والعودة إلى طريق الانتصار، لأن الخسارة أمام كرواتيا ستكون أكثر قسوة، وستترك أثرًا سلبيًا، وذلك حال تلقى خسارتين متتاليتين.
وطالب وليد الركراكى، المدير الفنى، لاعبيه بالقتال من أجل الفوز وعدم تفويت الفرصة التاريخية، مشيرًا إلى أن توثيق الرحلة سيكون بحاجة إلى انتصار فى الختام على منتخب كرواتيا، مصحوبًا بتحقيق الميدالية الأولى للقارة، الذى سيكون حدثًا تاريخيًا لن ينساه أحد.
وحذر «الركراكى» من أن المباراة ستكون صعبة للغاية، أمام منافس قوى جدًا لديه القدرة على التعامل مع مثل هذه الظروف، وسبق أن تعرض لمواقف مماثلة، فضلًا عن امتلاكه خبرات طويلة فى التشكيل الأساسى، وهو ما يحتاج إلى بذل كل الجهد، وإخراج كل ما لدى اللاعبين لصناعة الفارق، مشددًا على ضرورة القتال من أجل التواجد على منصة التتويج فى اليوم الأخير للبطولة.
ومن المحتمل أن يجرى مدرب المغرب عدة تغييرات على التشكيل الذى لعب به طوال مشوار البطولة، من أجل منح عدد من لاعبى الدكة فرصة الظهور فى المونديال، وعلى رأسهم المهاجم عبدالرازق حمد الله، الذى طالب الجميع بالدفع به منذ بداية البطولة، لكنه لم يبل بلاءً حسنًا فى الدقائق القليلة التى لعبها، وأهدر فرصة تهديف مؤكدة أمام فرنسا، إلى جانب البدء بقلب الدفاع بدر بانون، والظهير الأيمن يحيى عطية الله.
وقال «الركراكى» فى تصريحات صحفية بعد مباراة فرنسا، إن مواجهة كرواتيا ستكون فرصة لمشاركة اللاعبين الذين لم يلعبوا فى الفترة الماضية. وخلال محاضرة، أمس، أبدى ثقته الكبيرة فى المجموعة كاملة، وفى قدرة أى لاعب سيشارك على تنفيذ أفكاره وترجمتها إلى أداء وفاعلية تمكنان المغرب من الانتصار.
فى المقابل، جاء المنتخب الكرواتى لمباراة الثالث والرابع بعد الخسارة الكبيرة من المنتخب الأرجنتينى فى نصف النهائى بثلاثة أهداف دون رد، فى ليلة غاب فيها الكرواتيون هجوميًا، وظهروا فى أضعف حال خلال مشوار البطولة، أمام ليونيل ميسى الذى قدم أفضل مبارياته ولعب بشكل مثالى ليقود «التانجو» إلى المباراة النهائية.
ويعانى منتخب كرواتيا من حالة إجهاد شديدة، كما الحال مع المغرب، بسبب لعبه ١٢٠ دقيقة أمام اليابان فى دور الـ١٦، ثم أمام البرازيل فى ربع النهائى، قبل مواجهة بدنية صعبة أمام الأرجنتين.
لكنّ الكرواتيين يمتلكون عقلية انتصارية، ويعرفون كيف يستفيقون من تبعات هزيمة مثل هزيمة الأرجنتين، خاصة مع قائد مثل لوكا مودريتش، يجيد الخروج من ظروف مماثلة، ويدرك أهمية الانتصار وتوثيق مشوار اللاعبين بميدالية مهمة، بعد فضية مونديال ٢٠١٨، بما يعد ختامًا مثاليًا لهذا الجيل.