شرفتونا.. المغرب ينافس على برونزية المونديال بعد الهزيمة من فرنسا: ما زلتم أسودًا
بتصفيقات حارة وتشجيع كبير، ودع منتخب المغرب بطولة كأس العالم قطر ٢٠٢٢، بالخسارة أمام المنتخب الفرنسى بنتيجة ٠-٢ فى نصف النهائى، بعد كتابة رحلة هى الأفضل فى تاريخ المنتخبات الإفريقية والعربية.
كان أشرف حكيمى أول من سقط أرضًا عقب صافرة نهاية اللقاء، فى مشهد يشعرك بأنه تلقى طعنة لم يكن مستعدًا لها، وبدا عليه الحزن الشديد أكثر من الجميع، فيما يعكس عدم اكتفائه بالإنجاز التاريخى وتقبل الواقع، كما بدت على الأغلبية فى معسكر «أسود الأطلس». بكى «حكيمى» كثيرًا عقب نهاية المباراة، ونال القدر الأكبر من المواساة، بداية من زملائه وأعضاء الجهاز الفنى، وصولًا إلى صديقه كيليان مبابى، الذى حرص على تهدئته والوقوف معه كثيرًا. وحرم الحرص على دعم «حكيمى»، هداف كأس العالم من الاحتفال رفقة زملائه مع جماهير فرنسا، ولم يلحق بهم سوى فى اللقطة التى كانوا يودعون فيها الجماهير، ومن كثرة استعجاله لكى يلحق بهم، كان يرتدى قميص «حكيمى»، الذى استبدله معه، ولم يتمكن من ارتدائه كاملًا، حتى أدار اللاعبون ظهورهم للمدرج وكانوا فى طريقهم إلى غرفة الملابس.
حتى فى غرفة الملابس، حرص «مبابى» على أن يكون قريبًا طوال الوقت من «حكيمى» والتحدث معه، ورصدت الكاميرا جلوسهما إلى جوار بعضهما أرضًا، فى مشهد رائع يعكس العلاقة الطيبة بين نجمين كبيرين، ويكشف عن الجانب الأروع فى كرة القدم. أما جمهور المغرب فكان رائعًا وفوق الوصف، فبعدما قدم مباراة تاريخية على مستوى التشجيع طوال ٩٠ دقيقة، وكان هو نجم المباراة الأول والدافع نحو عودة منتخب بلادهم للتماسك عقب استقبال الهدف الأول، ونجاحهم فى التحكم بالرتم- حرص على وداعية تاريخية، صفق خلالها وغنى بأعلى صوت لـ«الركراكى» وكل اللاعبين، وحيوهم على ما قدموه طوال مشوار البطولة، ليرسموا معًا أجمل ختام يليق بحجم الإنجاز المبهر، وكانت اللقطة الأخيرة داخل الملعب سجود «الأسود» قبل مغادرة المستطيل الأخضر.
وليد الركراكى: دفعنا ضريبة الإصابات.. وهدفنا المركز الثالث
أعرب وليد الركراكى، المدير الفنى لمنتخب المغرب، عن حزنه الشديد نتيجة الخسارة من فرنسا، معتبرًا أن الإصابات التى طالت نجوم فريقه حرمته من استكمال الحلم والسعى إلى التتويج بالمونديال، لكنه أكد أنهم سيحاربون من أجل التتويج بالميدالية البرونزية أمام كرواتيا، غدًا السبت.
وقال «الركراكى»، فى تصريحات صحفية عقب مباراة فرنسا: «لقد قدمنا أفضل ما لدينا، لكننا تأثرنا بالعديد من الغيابات، التى تسببت فيها كثرة الإصابات. هذه أحكام الكرة. حاولنا وبذلنا جهودًا كبيرة، وكنا قريبين للغاية فى أكثر من مرة من تعديل النتيجة، لكننا استقبلنا هدفًا ثانيًا».
وأضاف: «ليس لدىّ ما أقوله، لأن اللاعبين قدموا أقصى جهودهم من أجل إسعاد الجماهير المغربية والعربية والإفريقية على حد سواء، لكن قدر الله وما شاء فعل. ارتكاب أى خطأ أمام منافس مثل منتخب فرنسا، تدفع ثمنه على الفور. لكن الفريق قدم أفضل ما لديه». وواصل: «واجهنا خصمًا قويًا، يجيد لعب المباريات الكبيرة، ويعرف كيف يتعامل مع تفاصيلها. فرنسا لم يكن بطلًا للعالم من فراغ. لكنه يمتلك تشكيلة شرسة وعقلية قوية جدًا. أتمنى لو يفوز بكأس العالم، لكى تكون خسارتنا من البطل، هكذا أود أن أقول مستقبلًا». وأكمل مدرب «أسود الأطلس»: «فى لحظات معينة ارتكبنا أخطاءً كلفتنا هدفين، رغم التفوق فى أغلب فترات المباراة، خاصة فى الشوط الثانى، لقد تفوقنا على كل الأصعدة حتى استقبلنا هدفًا ثانيًا حسم به فرنسا الأمور فى الدقائق الأخيرة من المباراة». واختتم حديثه قائلًا: «هدفنا الآن إنهاء المونديال فى المركز الثالث رغم صعوبة المهمة، وسندفع باللاعبين الذين لم يشاركوا فى المباريات الماضية. مواجهة المركز الثالث ستكون صعبة وذهنية فى الدرجة الأولى. سأمنح الفرصة لمن لم يشاركوا منذ بداية البطولة. أثبتنا أن هناك كرة قدم فى المغرب. ولسنا بعيدين عن المركز الثالث».
ياسين بونو: قدمنا مستويات كبيرة وكان بإمكاننا التأهل للنهائى
بدا على ياسين بونو، حارس مرمى المنتخب المغربى، حزن شديد للغاية، ليس لوداع منتخب بلاده فحسب، بل لشعوره بالتفريط فى جائزة «أفضل حارس فى البطولة»، التى كان قريبًا منها للغاية، بعد ما قدمه من مستويات كبيرة طوال مشوار البطولة. وشعر «بونو»، كذلك، بأنه كان قادرًا على صد ومنع الهدف الأول لو أغلق زاويته، وهو ما زاد حزنه ألمًا.
وقال حارس المغرب فى تصريحات عقب اللقاء: «لم تكن مباراة سهلة أبدًا. لاعبونا قدموا مستويات كبيرة، وحاولوا جاهدين تحقيق الفوز فى المباراة. لكن هذه هى أحكام الكرة. دائمًا هناك فائز وآخر خاسر». وأضاف: «الآن علينا أن نستريح قليلًا بعد الجهود التى بُذلت على مدار هذه المباراة الصعبة، قبل أن نفتح ملف المباراة المقبلة أمام كرواتيا، التى سنستعد لها بأفضل صورة، من أجل خوض المباراة بروح قتالية عالية، والصعود على منصة التتويج عبر الفوز بالمركز الثالث».
ورأى أن المنتخب المغربى كان قريبًا جدًا من التسجيل، ولعب بثقة كبيرة بعد استقبال الهدف، لكن الحظ لم يسعفه، ولم يكن هناك توفيق، وبدلًا من تعديل النتيجة، نجح المنتخب الفرنسى فى تسجيل الهدف الثانى.
بدر بانون: لعبنا بطولة عالم يفخر بها الجميع
قال بدر بانون، مدافع الأهلى السابق ومنتخب المغرب، إن منتخب بلاده قدم مونديالًا سيظل الجميع يفتخر به، بعد الرحلة الصعبة والنتائج التاريخية التى قدمها «أسود الأطلس» طوال مشوار البطولة.
وأضاف «بانون»: «المغرب مر بالمشوار الأصعب مقارنة بكل منتخبات المربع الذهبى، بداية من مجموعة هى الأقوى، مرورًا بمواجهات نارية أمام الكبار إسبانيا والبرتغال فى الأدوار الإقصائية». وواصل: «جئنا من المغرب بهدف تقديم بطولة للتاريخ، ونجحنا فى ذلك، ومنذ اللحظة الأولى لعبنا من أجل الانتصار، وكان المنتخب ندًا لكل الخصوم حتى نهاية البطولة ولحظة الوداع أمام فرنسا»، معتبرًا أن «الإرهاق والإصابات لعبا دورًا مهمًا ومحوريًا فى ختام المشوار».
وشدد على أن مشوارهم فى المونديال سينتهى بمباراة تحديد المركزين الثالث والرابع، وسيسعون خلالها لتحقيق انتصار وميدالية لبلادهم ولكل الجمهور العربى، لكن الأهم من ذلك أن هذه المجموعة تطمح للعودة مجددًا وتحقيق إنجازات أخرى، والجميع داخل المعسكر مؤمن بالقدرة على الاستمرارية، وتحقيق إنجازات لبلدهم.
مدرب «الديوك»: أقصينا خصمًا قويًا جدًا.. واللاعبون: «الدور على الأرجنتين»
أشاد ديديه ديشامب، المدير الفنى لمنتخب فرنسا، بما قدمه منتخب المغرب طوال مشوار البطولة، مشيرًا إلى أنه كان ندًا صعبًا للغاية طوال مباراة نصف النهائى، وخلق مشكلات كبيرة لـ«الديوك».
وشدد «ديشامب» على أن لاعبيه نجحوا فى إقصاء خصم قوى جدًا، وقدموا مباراة كبيرة، خاصة أن المغرب فريق منظم للغاية، ويجيد غلق المساحات، ولديه لاعبون رائعون بالكرة، ويتمتعون بقوة بدنية والتحامات قوية فى كل لعبة، ما عقّد المواجهة وجعل فيها ندية كبيرة، مشيرًا إلى أن «أسود الأطلس» استحق الوصول إلى هذه المرحلة، وبرهن على مدى قوته واستحقاقه ذلك.
وعن احتمالية عودة كريم بنزيما إلى معسكر المنتخب الفرنسى فى المباراة النهائية لتسلم الميدالية الخاصة به، واصل مدرب فرنسا تهربه من الإجابة عن السؤال، وسط اتهامات كبيرة له بإقصاء «بنزيما» عمدًا، رغم وجود فرصة لعودته بعد تعافيه من الإصابة.
ولا يزال «بنزيما» ضمن قائمة المنتخب الفرنسى، ويحق له تسلم الميدالية الذهبية حال الفوز على الأرجنتين، أو الفضية حال الخسارة، لكن تبدو أن كل التقارير التى تحدثت عن تعنت «ديشامب» مع اللاعب صادقة وسليمة.
وتفاخر ثيو هيرنانديز، ظهير المنتخب الفرنسى، بما قدمه منتخب بلاده خلال مشوار البطولة، وبلوغه الدور النهائى، عقب ما وصفه بالأداء الرائع منذ اللحظة الأولى حتى المراحل الأخيرة.
وقال «هيرنانديز»: «من المذهل أن نلعب نهائيين متتاليين فى كأس العالم، نحن سعداء، هذا أمر رائع حقًا، والآن سنحاول الفوز على الأرجنتين»، مضيفًا: «سألتقى عائلتى واللاعبين والمدرب، وسنرى ما سيحدث فى نهائى هو حلم الطفولة».
ووصف المنتخب المغربى بأنه كان خصمًا صعبًا للغاية، مثلما كان المنتخب الإنجليزى، لكن لاعبى «الديوك» كانوا واثقين من الفوز، ولعبوا بهدوء كبير، حتى فى أصعب الأوقات.
وقال جول كوندى، الظهير الأيمن لفريق برشلونة والمنتخب الفرنسى: «المغرب لم يفاجئنا بما قدمه، كنا نعرف أنه فريق قوى وجودته عالية، بوجود لاعبين كبار نعرفهم جيدًا فى إسبانيا وأوروبا، لكننا حضّرنا جيدًا للمباراة، وكنا نعرف المطلوب منا».
أما أوليفيه جيرو، قائد هجوم «الديوك» الذى حل بدلًا من «بنزيما» وقدم بطولة تاريخية حطم خلالها أرقامًا كبيرة وأصبح الهداف التاريخى لبلاده، فقال إن مباراة الأرجنتين هى الأصعب على الإطلاق، معتبرًا أنه لا يمكن اختصار فريق قوى بهذا الحجم فى شخص ليونيل ميسى فقط، متوقعًا أن يكون المنتخب ككل ندًا أصعب من الجميع، وسيكون النهائى مباراة معقدة جدًا.