محلل اقتصادي جزائري: إفريقيا أكبر سوق في العالم وكل الدول الكبرى تحاول كسبها
قال المحلل الاقتصادي الجزائري أحمد الحيدوسي، إن القمة الأمريكية الإفريقية جاءت كرد فعل على التي عقدتها إفريقيا مع دول كبرى على غرار القمة اليابانية الأفريقية التي عقدت مؤخرا في تونس، وعلى غرار القمة التركية الإفريقية، وآخرها القمة الصينية العربية، ولذلك تشعر واشنطن أنه بدأ البساط يسحب منها، حيث كانت آخر قمة عقدت في ٢٠١٤ وثم جاءت هذه القمة لضخ أموال ضخمة في أفريقيا من أجل الحصول على أسواق والحصول على موطن قدم اقتصادي يعود بالفائدة على أمريكا التي تراجع دورها كثيرا السنوات الأخيرة.
وأضاف المحلل الاقتصادي الجزائري في تصريحات لـ"الدستور"، أتوقع أن نتائج هذه القمة ستكون جيدة على إفريقيا لعدة اعتبارات أولا حجم الإنفاق وحجم الميزانية المخصصة من أمريكا لأفريقيا في حدود 55 مليار دولار، وكذلك ستكون هذه القمة تنافسية وبالتالي تحاول تقديم الأفضل لأن إفريقيا تختلف اليوم عن السابق.
وتابع أن كل الدول الكبرى تحاول التقدم حتى تفوز بإفريقيا التي تعتبر أكبر سوق في العالم وخزان للمواد الأولية والطاقة البشرية ولذلك اليوم إفريقيا تستفيد بالصراع الدولي ما بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية وحتى تركيا وروسيا، وأعتقد أن القارة الأفريقية ستستفيد من البنية التحتية ومن مشاريع تعود بالفائدة عليها وعلى الدول التى تمنح لها هذه المميزات.
وتابع المحلل الاقتصادي الجزائري، أن إفريقيا تبحث عن فرص العمل، حيث تصدر العديد من المنتجات على حالتها الأولية، وترغب في تحولها إلى منتجات ذات قيمة مضافة تخلق من خلالها العديد من منصات عمل وتوفر العديد كمية كبيرة من النقد الأجنبية وهذا لن يتم إلا عن طريق التمويلات البنكية، أما الطاقات المتجددة أكد أنها لا تخدم أوروبا بقدر ما تخدم الغرب بوجه الخصوص.
وأكد المحلل الاقتصادي الجزائري، أن الدول الأفريقية اليوم تحاول النأي بنفسها من الصراعات الدولية بين الشرق والغرب وتحاول أن تجد لها موطن قدم بعيداً عن هذه الصراعات من خلال إحياء فكرة عدم الانحياز والتعامل مع الجميع وفق ما يخدم مصالحها لأن اليوم إفريقيا واعية والمجتمع الأفريقي أصبح يضغط على حكومته لتوفير مطالبه والتفاوض بجدية وتحقيق المصالح الأفريقية بعيداً عن الصراعات الدولية.