تقرير أمريكى: القمة العربية الصينية تحقق مكاسب مشتركة لكل الأطراف
قالت إذاعة "فويس أوف أمريكا" في تقرير عبر موقعها الإلكتروني، إن الهدف الأول من القمة العربية الصينية هو تعزيز العلاقات مع بكين، وهو الأمر الذي قد يكون له تداعيات دائمة على الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية الأخرى.
القمة العربية الصينية
ووفقًا لتقرير الإذاعة الأمريكية، فإن الكثير من الدول تريد المشاركة في مبادرة طريق الحرير في بكين التي تربط آسيا بإفريقيا عبر العالم العربي. في نهاية المطاف، لاسيما وستربط مبادرة طريق الحرير أيضًا بمبادرة الحزام والطريق الصينية التي تربط الصين بأوروبا.
وأبلغ الرئيس الصيني "شي" القادة العرب يوم الجمعة أن القمة"تعمل على تعزيز الجهود المشتركة لمواجهة أزمات الغذاء والطاقة والمناخ، وهو ملتزم بإيجاد حلول سياسية للقضايا الشائكة مع الحفاظ على السلام والأمن في المنطقة".
ووفقًا للتقرير، فان بعض الدول العربية المشاركة في القمة تسعى للحصول على شريان حياة مالي من بكين وسط المشاكل الاقتصادية المضطربة منذ بداية أزمة فيروس كورونا المستجد COVID-19 وما نتج عنها من نقص غذائي عالمي وزيادة الأسعار.
خبراء: الصين تبحث استبدال الولايات المتحدة
ومن جانبه قال عالم الاجتماع السياسي سعيد صادق لـVOA: إن القمة الصينية العربية في الرياض تعكس قمة "الأمن والتنمية" الأمريكية العربية التي استضافتها المملكة العربية السعودية في زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في يوليو ، إلى جانب عدد كبير من القادة العرب. وقال إن "القمم الثلاث مع الصين هي محاولة لتنويع العلاقات على المسرح العالمي" في وقت "اضطراب كبير"، حيث "تتحدى روسيا النظام العالمي السابق".
وقال صادق إن "الصينيين أكدوا الأهمية الاستراتيجية للدفاع عن الخليج ، لذلك ليس الأمريكيون والغرب وحدهم المسئولين عن الدفاع عن دول الخليج".
وأضاف صادق إن «دول الخليج لا تحاول استبدال الولايات المتحدة بالصين، ولكنها تريد أن تكون قادرة على التحول إلى شريك استراتيجي آخر».
وقال ثيودور كاراسيك، محلل دول الخليج ومقره واشنطن: إن "الاتفاقات الموقعة (في القمم) لا تزال بحاجة إلى التنفيذ وإجراء تجارة (النفط) باليوان (العملة الصينية)، والعملية بدأت".
وقال إن "دول الخليج تواصل عملية التنويع التي كانت تمارسها منذ عدة عقود" ، كما أن أزمة كوفيد -19 "دفعتها إلى التحرك بسرعة أكبر من أجل التعافي ، حيث يتحرك المركز الجغرافي الاقتصادي للتجارة أكثر إلى الشرق".
وقال بول سوليفان، محلل شؤون الشرق الأوسط في المجلس الأطلسي في واشنطن ، لـ VOA إن القمة الصينية العربية كانت "الكثير من العلاقات العامة والدعاية للصين". ويقول إن "(الصين) وآخرين يدفعون بفكرة انسحاب الولايات المتحدة (من المنطقة)، لكنها لم تفعل ذلك".
وأشار إلى أن العديد من الشركات الأمريكية تقوم بأعمال تجارية في مصر والمملكة العربية السعودية ودول عربية أخرى، بينما يقع الأسطول الخامس الأمريكي في البحرين والقوات الجوية الأمريكية في قاعدة العديد الجوية في قطر.
وقال إن "الاستثمارات الصينية (في العالم العربي) ليست سوى جزء صغير من استثمارات الصين العالمية الإجمالية، ومعظمها موجود وسيبقى في آسيا".