جوزيف كونراد.. كيف حقق حلم طفولته بأن يكون فى إفريقيا؟
جوزيف كونراد، الكاتب الروائى البريطاني، والذي ولد في مثل هذا اليوم من العام 1857، اسمه الحقيقي "جوزيف كونراد كورزينفسكي"، من أصل روسي، أمضي طفولته في ظلال الثورة البلشفية، وقد توفي والداه وهو صغير جدًا، ولما بلغ السادسة عشرة من عمره رحل إلي مرسيليا ليمارس التجارة، مبتدئًا عمله هذا بمغامرة بحرية، فعاني من حياة البحر القاسية، وتحطم السفن ومن حوادث أخرى.
في العام 1890 سافر جوزيف كونراد إلي الكونغو البلجيكية ليصبح قبطان باخرة نهرية، وبذلك حقق أمنية طفولية حين أشار مرة بإصبعه وهو صغير إلي قلب إفريقيا وقال: "سأذهب إلي هناك".
أصبح جوزيف كونراد في العام 1889 من رعايا الدولة البريطانية، فرحل إلي لندن في نفس العام، وكان قد بلغ الواحدة والثلاثين من عمره، لينال قسطًا من الراحة بعد 15 سنة قضاها في البحر، مستغلًا عطلته هذه في كتابة رواية تتناول الحياة في البحر، وتحكي عن حوادث تحطم السفن وغرقها، وعن حادثة بعينها جرت لسفينة تحطمت في الكونغو.
أرسل جوزيف كونراد بمخطوط روايته "حماقة أولماير" إلي ناشر في لندن، لتكون أول رواية في سلسلة طويلة من القصص والروايات، التي اصطبغت بخبرته وتجاربه في حياة البحر، مما جعله يحتل قائمة الكتاب الإنجليز.
ومن أهم أعمال جوزيف كونراد، روايات: لورد جيم، قلب الظلام، تيفون، حماقة أولماير، الحظ، الإنقاذ، حكاية ساحل البحر، الشريك السري، تحت أنظار غربية، الانتصار، طريد الجزر، زنجي نارسيوس، الوارثون.. حكاية استثنائية، الإعصار الاستوائي وحكايات أخري، بين البر والبحر، خط الظل، سهم الذهب، المتجول أو القرصان وغيرها.
ــ "تحت أنظار غربية" درة أعمال جوزيف كونراد
في مقدمة روايته "تحت أنظار غريبة"، يقول جوزيف كونراد، عن شخوص الرواية: "الشخصيات التي تلعب دورًا في الحكاية، تدين بوجودها ليس إلي تجربة خاصة، بل إلي معرفة عامة بأحوال روسيا وردود الفعل الأخلاقية والعاطفية الخاصة بالمزاج الروسي، علي ضغوط انعدام القانون استبداديًا، والتي كان يمكنهاــ ضمن شروط إنسانية عامةــ أن تتحول إلي صيغة اليأس الأحمق.
إن ما كان موضع اهتمامي هو مظهر وصفة ومصير الأفراد كما بدوا تحت الأنظار الغربية لمعلم عجوز للغات. ولقد تم توجيه نقد كثير إليه هو بالذات، ولكني لن أقوم الآن في هذا الوقت المتأخر بتبرير وجوده. لقد كان مفيدًا لي، ولذا أعتقد أنه لا بد مفيد للقارئ كمعلق وكشخصية تلعب دورًا في تطوير الحكاية".
ويلفت جوزيف كونراد إلي: وبسبب رغبتي في تحقيق تأثير واقعي بدا لي أنه غير ممكن الاستغناء عنه، ليكون هناك شاهد عيان علي ما يحدث في جنيف. كما كنت في حاجة إلي صديق يتعاطف مع الآنسة "هالدين" التي كان من شأنها أن تكون جديرة بالتصديق علي نحو كامل من دون هذا الصديق، ما كان سيكون لديها شخص تستطيع أن تمنحه لمحة عن فكرها المثالي وقلبها الكبير وعواطفها البسيطة.