صدرت حديثًا.. «وكان مساء» فى طبعتها الثانية للمترجم سمير جريس
صدرت حديثًا عن دار سرد للنشر والتوزيع، الطبعة الثانية، للمجموعة القصصية "وكان مساء" للكاتب الألماني هاينريش بُل، والحاصل على جائزة نوبل العالمية للآداب في العام 1972، من ترجمة وتقديم سمير جريس.
و"هاينريش بُل"، من مواليد مقاطعة كولونيا الألمانية، ويشهد شهر ديسمبر ذكرى مولده والتي تتزامن في 21 عامًا 1917، ومن أشهر مؤلفاته: "عندما اندلعت الحرب، تأملات مهرج، مذكرات أيرلندية، أين كنت يا آدم؟، بيت بلا حراس وغيرها".
وفي تقديمه للنسخة العربية، من المجموعة القصصية "وكان مساء"، ويقول المترجم سمير جريس: هل للأدب عمر افتراضي؟ وبعد كم من الأعوام تفقد الأعمال الأديبة قيمتها، أو على الأقل بريقها؟ أم أن الأعمال الجيدة لا تفقد قيمتها أبدًا؟
هذه الأسئلة طرحتها الأوساط الأدبية قبل سنوات قليلة خلال الاحتفال بمرور مئة عام على مولد الروائي والقاص الألماني هانيريش بُـل "1917– 1985"، الذي حصل عام 1972 على جائزة نوبل. آنذاك كرّمته لجنة نوبل تقديراً "لإبداعاته التي جددت الأدب الألماني وأثْرته". لكن، كيف يبدو هذا الإثراء بعد مرور نحو خمسين عامًا على منحه هذا الوسام الأدبي؟
ويضيف "جريس": "كان بُـل بالفعل واحدًا من أبرز ممثلي التيار الأدبي الجديد بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية. ضم هذا الجيل كتّابًا مثل هاينريش بُل وجونتر جراس، ومعظمهم قضى الحرب العالمية الثانية بالزي العسكري، وكان همهم بعد الحرب التعبير عن خبرة الحرب وفترة النازية والطغيان، كما كانوا يطمحون إلى تخليص اللغة الألمانية من رطانة هتلر وأعوانه. كانت بداية بُل مع القصة القصيرة التي كتبها متأثرًا بأسلوب الأمريكي هيمنجواي والألماني فولفجانج بورشرت الذي قضى نحبه في ريعان شبابه من جراء مرضه أثناء تأدية الخدمة العسكرية. في قصصه المبكرة كان بـُل يعبر عن الحرب العالمية الثانية بعيون المجند الذي يكره الحرب، ليس لأنه بطل مقاوم، بل لأنه ببساطة شاب في مقتبل العمر يريد أن يحيا ويتزوج ويربي أطفاله، غير أنه يرى كل شيء في حياته قد بات مؤجلًا".
ــ أعمال تثير النقاشات والجدل
وقال "جريس": "كانت أعمال بُل تلقى إذًا صدى كبيرًا فور صدورها، وتثير النقاشات والجدال. وفي أعقاب فوزه بجائزة نوبل تُرجم عدد كبير من أعماله إلى أهم لغات العالم، ومن بينها العربية. وبات بإمكان القارئ العربي أن يطالع قصصه القصيرة وعددًا من رواياته. ولكن، ماذا يتبقى من أدب بُل الآن؟ لقد كان صاحب "آراء مهرج" لسنوات طويلة من أكثر الكتاب الألمان نجاحًا، باعت أعماله ما يزيد على 16 مليون نسخة في المنطقة الألمانية وحدها، وفي الستينيات والسبعينيات كانت نصوصه مقررة دومًا على تلاميذ المدارس، فهي تعكس بصدق التطور السياسي والاجتماعي في ألمانيا بعد الحرب".