نقاد تشكيليون عن «بين السماء والأرض» لـ لينا أمين: مزجت بين سكون التشكيل وتمرده
افتتح الفنان التشكيلي وجيه يسي معرض "بين السماء والأرض" للفنانة التشكيلية لينا أمين بجاليري أوديسي بمصر الجديدة، والذي جاء بحضور عدد من النقاد والفنانين التشكيليين منهم مجدي السداوي، والفنانة والناقدة التشكيلية إيمان خطاب، وغيرهم.
وضم المعرض 33 لوحة من الحجم الكبير، جاءت اللوحات متنوعة بدءا من التكنيك الذي مزج بين الواقعية والتجريدية، وصولا إلى المواد الخام التي تم استخدامها، والتي منها الاكريليك والزيت وفي بعض اللوحات لجأ إلى السبراي.
من جانبه قال الناقد التشكيلي مجدي السداوي: "كثيرا ما يتبدل وعي الفنان ومزاجه النفسي، فيزهد عن فتنة المحاكاة، ولا تتملكه شهوة التشخيص والتفاصيلFigurative . objectivness فيتسلل مأخوذا إلى سكون السلطة وتهاويم اللاشكل Disformative. مغلبا إدراكه الحدسي على إدراكه البصري، مفارقا التزامات قواعد الاستطيقا وجمالها الأخاذ، نشد تحرير قيود خياله، وكسر جمود المألوف، والتنعم بإشراقات البساطة والعفوية.
وتابع “لقد تجسد هذا الرحيل في مجمل أعمال الفنانة لينا، والتي عبرت عنه في تكويناتها العفوية وألوانها التي تراوحت بين السطوع والتخافت في لوحاتها التي مالت إلى اتساع المساحة استيعابا لذلك الحوار المتعاقب الدائم بين السماء والأرض، والذي اتخذته عنوانا لأعمالها ومعرضها ليأتي بالغ الدلالة مشمولا برسالة ملحة تتحدث عن عبقرية ذلك الحوار حين تتشكل الأرض بأنوار السماء ما بين بريق وشحوب”.
ولفت إلى أن “تتابع لينا هذا الحوار ليصبغ أعمالها بكثافة لونية يفجرها نور النهار ثم يتبدل الإشراق شحوبا ولكل مضمونه وكثافه وشحوب الوانه. لقد أجادت لينا تجسيد هذه المعانى ما بين همس اللون ودوى إيقاعه. ما بين سكون التشكيل وتمرده على سطوح اللوحة الملساء. وما بين الانفعال اللوني الصارخ حينا، والخلاص الصوفي الشاحب”.
وختم السداوي “تتوالى أعمال الفنانة لينا أمين في سرد غنائي خلاب يصرخ حينا. ويهيم سكونا حينا آخر، ولكنها في مجمل الأمر تصوغ جملة تشكيلية متكاملة بارعة بمذاق ذلك الحوار العبقرى بين الأرض والسماء. وما بين هدأة الفجر والغروب ودينامية وصخب النهار تصحبنا لينا في رحلة جميلة إلى هذه المتلازمة الكونية الساحرة. فنعم الرحلة”.
من جهتها قالت الناقدة والتشكيلية إيمان خطاب: ترى الفنانة لينا أمين الفن وتعبر عن رؤيتها للجمال من خلال ممارستها للرياضة وخاصة الفروسية، فكثيرا ما امتلأت قاعات معارضها بلوحات تجسد حركة الخيول وجمالياتها، ولكنها في هذا المعرض خرجت من هذا الإطار الضيق إلى رحابة التجريد،. وأصبحت ترى الفن من خلال التشكيل الفني ذاته.
وتابعت: “وهى بذلك قد دخلت في مرحلة أو تجربة جديدة تماما عليها، تخوضها بكل شجاعة وجرأة، حيث يلعب الضوء والتهويمات اللونية والهارموني دور البطولة في لوحاتها.. التي تتسم بالحيوية بل والانفجار أحيانا، وكانها تمثل طاقة إبداعية كانت مكبوتة فى نفس الفنانة وظهرت فجأة على سطح اللوحة”.
وختمت خطاب بقولها إن المعرض تجربة رائعة لفنانة جادة ومستمتعة بالتجارب والمحاولات الفنية المتواصلة.. للتعبير عن نفسها بكل صدق وشجاعة.
يذكر أن الفنانة لينا علي أمين شاركت وقدمت العديد من المعارض التشكيلية والتي منها: معرض جماعي بعشرة أعمال بجدة، معرض خاص عام ٢٠٠٧ يجمع ٢٠ عملا فنيا باسم تراث، شاركت في معرض كفافيس عام ٢٠١٣، وفي معرض ساقية الصاوي قطع صغيرة، وعرض لأعمال بشكل دائم في جاليري بيكاسو ايست بالتجمع الخامس، وعرض لاعمالي بشكل دائم في دروب جاليري، ومعرض فردي بالهناجر دار الأوبرا المصرية يوم ١٦ ديسمبر ٢٠١٧ باسم نبض حياة، معرض سلام ٢ في البيت السناري التابع لمكتبة الإسكندرية، ومعرض فردي بجاليري بيكاسو ايست ١٥ سبتمبر ٢٠١٧ باسم صراع، ومعرض ستبس (steps) بقاعة arthill بلندن إنجلترا ١٥ و١٦ أكتوبر ٢٠١٧، والمعرض الصيفي بقاعة دروب.