دراسة بيئية تبرز دور الحيوانات فى استعادة الغابات لتحقيق التوازن البيئى
أبرزت دراسة بيئية، قام بها فريق علمي من ألمانيا وكندا والولايات المتحدة وبنما، أهمية دور الحيوانات في استعادة الغابات ومكافحة التصحر لتحقيق التوازن البيئي، وذلك في إطار مبادرة عقد الأمم المتحدة لإصلاح النظام الإيكولوجي.
وكشفت الدراسة البيئية، التي جاءت مع انتهاء فعاليات قمة الأمم المتحدة السابعة والعشرين لتغير المناخ بمدينة شرم الشيخ، وبدء مفاوضات التنوع البيولوجي بمدينة مونتريال بكندا- عن أهمية دور الحيوانات في نقل العديد من البذور النباتية إلى المناطق التي أصابها التصحر، ما أدى إلى استعادة ثلاثة أنواع من الأشجار إلى مستويات نمو عالية، وذلك خلال فترة من 40 إلى 70 عاما من إعادة نموها.
وأوضح الباحث البيئي في معهد ماكس بلانك لدراسة السلوك الحيواني بألمانيا، البروفيسور دايسى دنت، بحسب الدراسة التي نشرت أول تقاريرها، اليوم الأحد، في مجلة "ساينس نيوز" الأمريكية- أن الحيوانات تعتبر حلفاء عظيمة في عملية استعادة الغابات، حيث يمكن تعزيز دورها في جهود استعادة الغابات، التي كانت ترتكز فقط على عمليات إعادة زراعة النباتات ونوعيات الأشجار التي انتهى وجودها.
وأشار البروفيسور دنت إلى أهمية تقليل عمليات صيد الحيوانات وتعزيز نموها وتواجدها في مستعمرات في الغابات، الأمر الذي من شأنه على مدار عقود قليلة استعادة 80 المائة من الأشجار، التي يساهم وجود الحيوانات في استعادة نموها بكثرة، وبالتالي استعادة النظام البيئي في مناطق من الغابات التي أصابها التصحر.
وبحسب الفريق العلمي بالدراسة، فإنه يتم العمل حاليا على قاعدة بيانات لتحديد نسبة النباتات التي يمكن نموها من خلال أربع مجموعات من الحيوانات، وتشمل الثدييات الأرضية والطيور الكبيرة والطيور الصغيرة والخفافيش، مشيرين إلى أن معظم الأشجار التي استعادت نموها في الغابات كان يرجع السبب في ذلك إلى الطيور الصغيرة في المقام الأول، ومن ثم الطيور الكبيرة، وفي الترتيب الأخير الثدييات.
وأشارت الدراسة إلى أن هذه البيانات تستند إلى فترة زمنية من عمليات وجهود الإحياء البيئي تصل إلى 100 عام.
يشار إلى أن عقد الأمم المتحدة لإصلاح النظم الإيكولوجية عبارة عن دعوة حاشدة لحماية النظم الإيكولوجية وإحيائها في جميع أنحاء العالم لفائدة الإنسان والطبيعة، وتستهدف هذه الدعوة وقفَ تدهور تلك النظم وإصلاح هيئتها من أجل تحقيق أهداف عالمية؛ فبدون نظم إيكولوجية صحية لن نتمكن من تحسين سبل عيش الناس، ولمكافحة تغير المناخ، ووقف انهيار التنوع البيولوجي.
ويمتد عقد الأمم المتحدة من عام 2021 إلى 2030، وهو الموعد المقرر أيضاً لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وهذا العقد هو نفسه الذي قرره العلماء باعتباره الفرصة الأخيرة لمكافحة التغير الكارثي في المناخ.
ويتولى قيادة عقد الأمم المتحدة كل من برنامج الأمم المتحدة للبيئة ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، وتسعيان من خلاله إلى بناء حراك عالمي قوي موسع لتعزيز جهود الإصلاح ووضع العالم أجمع على الطريق إلى مستقبل مستدام، ويشمل ذلك بناء زخم سياسي للإصلاح، وإطلاق ألوف المبادرات الميدانية.