دور برد وحقنة خطأ.. قصة الطفلتين سجدة وإيمان وإحالة الصيدلانية للمحاكمة
أثارت قضية وفاة الطفلتين «إيمان وساجدة» على مدار الشهرين الماضيين، حالة من الغضب، بعد وفاة الطفلتين بسبب حقنهم بحقنة خطأً دون إجراء اختبار حساسية لهما مما تسبب في وفاتهما.
تفاصيل حقن الطفلتين بحقنة خطًا في الصيدلية
بداية تلك الواقعة كانت في الأسبوع الأول من شهر أكتوبر الماضي، عندما كانت تعاني الطفلتين من حساسية ودور برد وسعال، وكتب لها طبيب علاجًا لحساسية الصدر، وفقًا لوالد الطفلة.
وقال والد الطفلتين في تصريحات إعلامية، إن الطفلتين كان لديهما مشاكل في الصدر، والطبيب كتب لهما علاجًا لحساسية الصدر والسعال ونزلات البرد، يحصلان عليه في أول أسبوع من المدارس.
كما أن الطبيب كتب لكل طفلة منهما حقنة مختلفة عن الأخرى، ومن ثم قامت والدتهما بعمل اختبار حساسية، وحصالا على الحقن التي كانت مكتوبة لهما في اليوم الأول، ومن ثم عادتا إلى مسكنهما من جديد، لافتًا إلى أن «الطبيب كان كاتب 3 حقن لكل طفلة، على 3 أيام».
وفي اليوم الثاني للحصول على الجرعة الثانية من الحقنة، أخذت زوجته الطفلتين من أجل الحصول على الحقن، ومن ثم قالت لها الطبيبة الموجودة في الصيدلية إن هناك حقنة موجودة والأخرى غير متواجدة ولم تكن موجودة في كل الصيدليات.
وأضاف: “والطبيبة قالت إن المادة الفعالة في تلك الحقنة نفس الموجودة في الأخرى، ولكن هذه شركة وهذه شركة أخرى، ووالدة الطفلة لم تكن تعلم ذلك لأنها ليست متخصصة، الصيدلانية قالتلها الاتنين زي بعض، وكانت هتديهم الحقنتين، مراتي قالتلهم مش هتعملي ليهم اختبار حساسية الأول قالت لا ما هما خدوا حقن إمبارح ومحصلش حاجة”.
وتابع: “وبعدها بدأت الطفلة الصغيرة تصرخ ولديها ضيق في التنفس، والأخرى تشعر بوجع قوي في رأسها، رحت للصيدلي قولتله إلحق بنتي، قالي بنتك جعانة ومفهاش حاجة بس أكلها بس ومفيش حاجة، جريت ببناتي الاتنين على دكتور صيدلي تاني قالي إلحق إجري ببنتك على المستشفى بسرعة عشان بتموت”.
متابعًا: "دخلت المستشفى أكثر من طبيب تجمع على الطفلتين، وحاولوا إنقاذ الطفلتين لحد ما الطبيب قالي سيبهم واطلع برا والحالة مستقرة وسيبها على الله، وظل الدكاترة مع الطفلتين من الساعة 11 ونص وحتى الخامسة فجرًا، وبعدها أبلغوني بوفاتهما، أنا عايز حق عيالي».
أول قرار من النيابة
وفي أول قرار لها في الواقعة أمرت النيابة بحبس الصيدلانية المتهمة في واقعة وفاة الطفلتين إيمان وساجدة في مينا البصل بالإسكندرية، أربعة أيام على ذمة التحقيقات.
إحالة المتهمين للمحاكمة
وأمس أمر النائب العام بإحالة صيدلانية وعاملة لديها إلى محكمة الجنايات؛ لاتهامهما بجرح الطفلتين إيمان وسجدة بحقنة عمدًا مما أفضى إلى موتهم.
وكانت التحقيقات انتهت إلى أن المتهمة العاملة بالصيدلية حقنت الطفلتين المجني عليهما بمادة «السيفوتاكسيم» دون اختبار حساسية لهما، وهي غير مصرح لها بمزاولة مهنة الطب البشري، حيث إن حقن المرضى من الأفعال الماسَّة بجسم الإنسان، ويُحظر إتيانه دون الحصول على تصريح بمزاولة مهنة الطب، فأدى فرط حساسية الطفلتين لتلك المادة إلى مضاعفات لديهما انتهت إلى هبوط دورتهما الدموية، وفشل وظائف تنفسهما، مما أفضى إلى موتهما على النحو الثابت بتقرير الصفة التشريحية لجثمانيهما الصادر عن مصلحة الطب الشرعي.
وأكدت التحقيقات أن المتهمة الصيدلانية اشتركت مع الأخرى في الجريمة بطريقي التحريض والمساعدة، حيث حرضتها على حقن الطفلتين وهي غير مصرح لها بمزاولة مهنة الطب، وساعدتها بتمكينها من استخدام الأدوات والمواد والعقاقير اللازمة للحقن بالصيدلية، فوقعت الجريمة بناء على هذا التحريض وتلك المساعدة.
وأخيرًا فقد أسندت النيابة العامة إلى المتهمة العاملة بالصيدلية مزاولتها مهنة الطب البشري دون قيدها بالسجلات الخاصة بالأطباء، وعلى وجه يخالف أحكام القانون، فضلًا عن مزاولتها مهنة الصيدلة بدون ترخيص، كما أسندت النيابة العامة إلى الصيدلانية السماح للأخرى بمزاولة هذه المهنة باسمها داخل الصيدلية، وأمرت النيابة العامة بنسخ صورة من الأوراق تخصص عن باقي الوقائع التي تكشَّفتْ خلال التحقيقات؛ للتصرف فيها استقلالًا.