نادين جورديمر.. سيدة «نوبل» لمناهضتها التمييز العنصرى فى جنوب أفريقيا
نادين جورديمر .. سيدة "نوبل" لمناهضتها التمييز العنصري في جنوب أفريقيا، "جورديمر" والمولودة في مثل هذا اليوم من العام 1923، قرب مدينة جوهانسبورج عاصة جنوب أفريقيا، لأبوين من البيض المهاجرين من أوروبا، فقد كانت أمها "فان مايرز" من مواليد انجلترا، فيما كان والدها "ايزيدور جورديمر" قد هاجر من ليتوانيا وهو في سن الثالثة عشرة، حصلت "نادين" على جائزة نوبل في الآداب عن مجمل أعمالها للعام 1991.
كان والدا نادين جورديمر من العاملين في مناجم الذهب، فنشأت في جو عائلي مريح وفر لها قسطًا كبيرًا من الحرية والثقافة، فانكبت منذ سن مبكرة على قراءة روائع الأدب العالمي، وبالأخص روايات القرن الـ 19الفرنسية والروسية المترجمة إلى الإنجليزية، بالإضافة إلى أعمال الكتاب الإنجليز أمثال فرجيينيا وولف وتشارلز ديكنز، والأمريكيين أمثال هوثورن وهيمنجواي، كما أنها تأثرت كثيرًا بقصص كاترين مانسفيلد.
لقد كانت جنوب أفريقيا جزءا من الكومنولث البريطاني، وهذه الحقيقة جعلت نادين جورديمر تتماهي بالثقافة البريطانية أكثر من الثقافة الأمريكية مع أن المستعمرة التي ولدت فيها كانت تابعة لجمهورية البوير وهي مستعمرة هولندية.
كتبت نادين جورديمر، العديد من الأعمال الأدبية التي توزعت بين الروايات والمجموعات القصصية، من بينها: ضيف شرف، عالم الغرباء، رفاق ليفينجستون، عناق جندي، قوم جولاي وغيرها.
وبالإضافة إلي حصولها على جائزة نوبل في الآداب عام 1991، نالت نادين جورديمر عدة جوائز أخرى، منها: جائزة النسر الذهبي الفرنسية للعام 1975، جائزة مالابارتي الإيطالية عام 1985، وفي نفس العام ــ 1985 نالت جائزة نيلي ساكس الألمانية، وفي العام 1968 حصلت علي جائزة بينيت الأمريكية.
إطلالة على عالم نادين جورديمر الإبداعي
في روايتها "ضيف شرف"، تقتحم نادين جورديمر عالم مناهضة التمييز العنصري، الذي مارسه البيض المستوطنين، ضد سكان جنوب أفريقيا الأصليين، حيث تدور أحداث الرواية في إطار تخيلي، في بلد أفريقي غير محدد، وذلك تحت تأثير الأحداث التي جرت في بلدها جنوب أفريقيا، في أواخر الستينيات التي أتسمت بالقمع والتمييز العنصري.
وبحسب مترجم الرواية "عدنان حسن"، تقوم فكرة "ضيف شرف" لــ نادين جورديمر، على مفهوم التناقض المزدوج: الداخلي والخارجي المرتبطين بعلاقة جدلية من التأثير والتأثر، إن الطبيعة المعقدة والمفارقة للفعل الفردي يمكن ردها إلى النظام الاجتماعي الذي ينتج الأفراد، وهذا هو مقياس الواقعية السياسية للرواية، فالسجال السياسي جزء مكمل لبنية الرواية، ويخلق انطباعًا شديدًا بوجود علاقة بين العام والخاص، كما يتجلى التناقض في التفاصيل المحلية في نسيج الرواية، بما في ذلك عناصرها الرمزية، وفي معالجة الرواية للجنسانية، التي تعتبر سمة نموذجية لــ نادين جورديمر، تحمل مؤشرًا على النضج السياسي.
تدور رواية "ضيف شرف" حول شخصية "جيمس براي"، الموظف الإداري الاستعماري الإنجليزي، والذي تم طرده من دولة أفريقيا الوسطي، بسبب اصطفافه إلى جانب زعمائها القوميين السود، بعد عشر سنوات من ذلك يتلقي دعوة للمشاركة في احتفالات عيد استقلال هذا البلد، وحين عصفت الانشقاقات الحزبية والعنف بهذا البلد، جراء تحريف المثل الثورية، وجد "براي" نفسه مجبرًا مرة أخرى على الاختيار والانحياز إلى أحد أطراف السلطة المتصارعة، الأمر الذي يكلفه حياته.
ويلفت "عدنان حسن" إلى أن رواية "ضيف شرف" لـ نادين جورديمر، تستوحي الآراء والأفكار السياسية فيها من كتاب "المعذبون في الأرض" لـ فرانز فانون، صاحب التحليل الذائع الصيت للصراع ما بعد الاستعماري، والذي نشره لأول مرة سنة 1961.
ثمة إشارة صريحة إلى "فانون" في مناقشة بين "براي" و"شينزا"، يقدم فيها شينزا مقتطفًا تبناه براي لاحقًا، رن المقطع المستشهد به يقدم واحدة من عدة أفكار من "فانون"، تنظم توالي القضايا في رواية "ضيف شرف".