«الدستور» داخل معسكرات منتخبات المونديال فى الدوحة قبل ساعات من الانطلاق
حماسة وتركيز وتحدٍ كبير ظهرت فى تدريبات المنتخبات المشاركة فى بطولة كأس العالم ٢٠٢٢، قبل ساعات من انطلاق البطولة الأقوى عالميًا، فى العاصمة القطرية الدوحة، وسط حضور إعلامى ضخم، وتوافد جماهيرى ليس بالكبير، وإن بدأ فى التزايد خلال الساعات الأخيرة قبل ضربة البداية، غدًا الأحد.
«الدستور» تجولت داخل معسكرات كبرى المنتخبات المشاركة فى المونديال، وكذلك معسكرات المنتخبات العربية، لرصد ما يدور داخل كل معسكر، وأبرز استعدادات اللاعبين والأجهزة الفنية للحدث العالمى الكبير.
فرنسا تشاومينى يتوعد ميسى.. تألق مبابى وجيرو.. وقلق حول بنزيما
البداية مع حامل اللقب المنتخب الفرنسى، داخل معسكره بملعب نادى السد فى قلب العاصمة الدوحة، حيث المركز الرئيسى لتدريبات «الديوك».
بدا الاهتمام القطرى واضحًا ومتزايدًا بالمعسكر الفرنسى، من حيث الموقع والتنظيم، إلى جانب مرافقة منتخب «الديوك» من قبل رجل الأعمال القطرى ناصر الخليفى، مالك نادى باريس سان جيرمان، فى تدريبه الأول.
وعلى خلاف الشائع حول حامل اللقب الذى دائمًا ما تطارده توقعات السقوط والخروج المبكر فى البطولة التالية، ظهر نجوم المنتخب الفرنسى واثقين للغاية فى أنفسهم، وبحظوظهم للمنافسة على اللقب والاحتفاظ بالكأس.
يتوقع كثيرون- كما جرت العادة- خروج منتخب فرنسا من الدور الأول، مثلما جرى فى ٢٠٠٢ بعدما توج بمونديال ١٩٩٨، لكن هذا الاختيار لا يدور فى ذهن أى من أعضاء المنظومة الفرنسية فى الدوحة، فالجميع هنا، مسئولون وجهاز ولاعبون وإعلاميون، استبعدوا هذا الطرح تمامًا، حتى مع إصابة عدد كبير من النجوم الكبار وتغيبهم عن البطولة، وعلى رأسهم بول بوجبا ونجولو كانتى.
أوريلين تشاومينى، نجم ريال مدريد، قال بصوت حاد واثق فى حديثه مع الصحفيين حول فرص فرنسا فى هذه البطولة: «جئنا لنقاتل لا لنختبئ، من يريد البطولة يستطيع مواجهة الجميع».
الصحافة الفرنسية داخل المعسكر تترقب مواجهة محتملة أمام الأرجنتين المتحفز، لذلك حرصت على توجيه السؤال فى كل فرصة سنحت لهم بذلك، وجاء الرد دائمًا: «نحن أبطال العالم.. لا نخشى أحدًا».
«تشاومينى» قال إنه لعب ضد ميسى، وزامل فينيسيوس جونيور ورودريحو، يعرف نجوم «السامبا» و«التانجو»، وكيف يواجههم، لكنه تحدث للصحفيين بصراحة شديدة، كاشفًا عما يدور بعقول الفريق الفرنسى: «الآن كل تركيزنا على المباراة التالية، ثم بقية منافسات المجموعة، لا يمكننا استباق شىء الآن».
فى التدريبات ركز ديدييه ديشامب على كيفية فك التكتلات، ووضع عدد كبير للمدافعين فى منطقة ضيقة لمواجهة مهاجميه، وهنا برز كليان مبابى ولمع بشكل كبير خلال التدريبات، خاطفًا أنظار الجميع بجاهزيته، وبحالته الفنية والبدنية، وتسجيل عدد كبير من الأهداف.
كذلك تألق قائد المنتخب الفرنسى أوليفيه جيرو فى التدريبات، وسجل من عدة زوايا مغلقة جعلت الجماهير تتفاعل معه بقوة، ويبدو من تركيز «ديشامب» عليه فى التدريبات أنه قريب من لعب دور مهم فى التشكيلة الفرنسية.
وربما تزيد احتمالات هذا الطرح بسبب الإصابة التى ما زال يعانى منها كريم بنزيما، مهاجم ريال مدريد وأفضل لاعبى العالم، الذى أدى رفقة زميله رافائيل فاران تدريبات تأهيلية، ولم يشاركا فى التدريبات الجماعية، وظهر اللاعب قلقًا أثناء عملية الجرى.
«بنزيما» يركض بحرص شديد، ولا يستطيع الجرى بسرعته القصوى واكتفى بـ«الاسبرنتات القصيرة»، وقبل نهاية التدريبات بنصف الساعة غادر وحيدًا، بعدما بدا متعجلًا فى حديثه مع الطبيب، وهو يشير لمنطقة الألم أكثر من مرة.
إنجلترا مباراة استعراضية مع العمال.. وفودين يعد باللقب
فى منطقة الوكرة يبدو معسكر المنتخب الإنجليزى أكثر انضباطًا، فوسط اهتمام إعلامى هو الأكبر لأى منتخب، حرص الإنجليز على وضع قواعد لعزل النجوم وإبعادهم عن «الميديا»، فكانت المنطقة المخصصة للصحفيين على بعد أمتار كبيرة.
لكن رغم حرص الإنجليز على تجنب الإعلام، شارك بعض اللاعبين العمال الوافدين للعب بعض الدقائق فى مباراة قصيرة، لاقت استحسان الحاضرين، لكن بعض الصحفيين الإنجليز فى مقصورة الإعلاميين لم يكونوا راضين عن الأمر.
تدريبات المنتخب الإنجليزى شهدت حماسة كبيرة من اللاعبين، وبدوا جميعًا فى أعلى مراحل التركيز، وهنا تبدو اللغة واحدة وتستطيع لمسها من البعثة كاملة وأفرادها: «الآن أو لا شىء».
هارى كين نجم توتنهام كان صاحب النصيب الأكبر من الدعم الجماهيرى والحفاوة الكبيرة، وانعكس ذلك على أدائه فى التدريبات، حيث دائمًا ما كان يسجل ويتفاعل مع صيحات الجمهور.
كذلك حرص فيل فودين على تقديم صورته المثالية، وحسب صحفيين إنجليز فإن اللاعب الشاب يؤمن بأنه سيقدم بطولة للتاريخ رفقة زملائه، وذكر لمقربيه بأن فرصة التتويج يراها كبيرة، وأن الفريق الإنجليزى هو الأكثر انضباطًا وتكتيكًا فى هذه النسخة من المونديال، وبحاجة فقط للتركيز الذى كان عليه فى بطولة أمم أوروبا الأخيرة.
وركز جاريث ساوثجيت، المدير الفنى لمنتخب «الأسود الثلاثة»، على تخفيف الأحمال، لتجنيب لاعبيه الإصابات وحالة الإرهاق.
ولمع بلينجهام فى تدريبات المنتخب الإنجليزى، وبدا المتحكم فى الرتم، واللاعب الذى تدور حوله ثقة المجموعة.
هولندا جدية من فان خال.. وآكى حزين على غياب ساديو مانى عن البطولة
فى المعسكر الهولندى كان المرح سائدًا بين اللاعبين، بينما الجدية والتركيز الشديدان يرسمان ملامح مدربهم فان خال، الذى يريد أن يعيد لـ«الطاحونة» سمعتها واسمها الكبير.
ناثان آكى، مدافع مانشستر سيتى الإنجليزى، أكد صعوبة المباراة التى ستجمع منتخب بلاده بنظيره السنغالى، فى الجولة الأولى من المجموعة الأولى بدور المجموعات لبطولة كأس العالم، مشددًا فى الوقت ذاته على أن غياب ساديو مانى عن البطولة أمر مؤسف.
وقال «آكى» فى مؤتمر صحفى: «ستكون مباراة صعبة للغاية، لديهم لاعبون جيدون. هجوميًا هم أقوياء جدًا، حتى لو لم يكن مانى موجودًا، لديهم أيضًا العديد من اللاعبين الجيدين».
وأضاف: «إنه لأمر مؤسف للبطولة عدم وجود لاعب مثل مانى، ستكون خسارة كبيرة، ليس هو فقط بل كل المصابين، الإصابات أمر سلبى دائمًا، لكن لا ينبغى أن يحدث ذلك أى فرق فى أسلوبنا فى المباراة، ندخل المباراة بنفس الموقف، حتى لو لم يكن موجودًا».
وعن كونه أكثر المستفيدين بتغيير خطة منتخب هولندا للعب بـ٣ فى قلب الدفاع، كونه اللاعب الوحيد الأعسر فى ذلك الخط، قال «آكى»: «مع هذه الطريقة لديك المزيد من الفرص. لكن هناك المزيد من المدافعين الجيدين فى فريقنا، هذا لا يعنى أنك متأكد بنسبة ١٠٠٪ أنك ستكون فى الفريق».
وواصل: «أنا فقط يجب أن أستمر فى فعل الأشياء الخاصة بى، لدينا الكثير من المدافعين، لكن فى الوقت الحالى أنا الوحيد أعسر، وهذا لا يعنى أن اللاعبين الآخرين لا يمكنهم اللعب هناك أيضًا، ولكن إضافة لذلك يمكننى أيضًا أن ألعب كظهير أيسر صريح، إذا اضطررت لذلك». وأكمل: «لا يحصل اللاعب على كثير من الفرص للعب فى بطولات كأس العالم فى مسيرته، بطولة مثل تلك من الرائع تجربتها، المونديال أكبر من البطولات الأوروبية مع المنتخبات، لذا فهى تجربة رائعة، بغض النظر عما إذا كنت تلعب كثيرًا أو أقل».
كما وصف «آكى» أيامه الأولى فى قطر بـ«الإيجابية»، مشيرًا إلى أنه كان عليهم التكيف مع الطقس والظروف الخاصة بالدوحة.
العرب «العنابى» يرفع الطوارئ و«نسور قرطاج» متحمس
عربيًا، دخل المنتخب القطرى فى معسكر مغلق خلال الساعات الأخيرة، من أجل الاستعداد لمباراة الافتتاح أمام الإكوادور.
وحرص كبار المسئولين القطريين على زيارة «العنابى»، فى الساعات الأخيرة قبل انطلاق البطولة، لتحفيز اللاعبين وحثهم على القتال من أجل الصعود للدور التالى، وتقديم صورة جيدة للكرة القطرية.
هنا فى قطر يأمل الكثيرون فى حجز إحدى بطاقتى التأهل، معتبرين إصابة ساديو مانى، نجم منتخب السنغال، حافزًا كبيرًا ودافعًا لتقديم مباراة أقوى أمام السنغال.
الثلاث نقاط الأولى ستكون مفتاح الصعود، وأى شىء غير ذلك يعنى وداعًا مبكرًا لـ«العنابى»، وهو ما يؤمن به القطريون، الذين يعتبرون أن فرصتهم كبيرة هذه المرة، لذا يرفع الجميع شعار: «أكون أو لا أكون» فى هذه المباراة.
وفى أجواء حماسية للغاية تدرب المنتخب التونسى، مساء أمس، قبل انطلاق مباراته أمام الدانمارك، فى افتتاح جولاته ضمن المجموعة التى تضم أيضًا فرنسا وأستراليا.
معكسر تونس واحد من أكثر المعسكرات حماسًا هنا فى الدوحة، ويثق الجمهور كثيرًا فى قدرة المنتخب على تقديم شىء خلال مشوار المجموعة، وتعتقد الأغلبية منهم أن «نسور قرطاج» سيقدمون مستويات ليست بعيدة عن أستراليا والدانمارك.