هجمة من الشهب.. ماذا سيحدث فى سماء مصر اليوم؟
تغيرات حادة يشهدها طقس مصر الحالي، ما بين أمطار وضباب ومؤخرًا هجمة الشهب (شهب الأسديات)، والتي من المقرر أن تشهدها مصر اليوم في المساء، وذلك تزامنًا مع مؤتمر المناخ كوب 27 المنعقد في مدينة شرم الشيخ لبحث التغيرات المناخية التي أصابت الأحوال الجوية في معظم دول العالم.
وجنبًا إلى توقعات الخبراء والمعنيين بالطقس أن الشتاء القادم سيكون قارسًا رغم تأخره ظهرت توقعات باحتمالية ظهور شهب في سماء مصر اليوم، وهي تعد من الظواهر التي تتكرر هذا الموسم في كل فترة بوجود ظواهر وشهب في السماء.
شهب الأسديات
وأعلن معهد البحوث الفلكية أن السماء على موعد مع ظاهرة فلكية بديعة، وهي نشاط زخة شهب الأسديات، وذلك على مدار يومين اعتبارًا من اليوم والغد الجمعة، وقال الدكتور أشرف تادرس، أستاذ الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والچيوفيزيقية، إن هذا الأمر حدث مؤخرًا في عام 2001.
وأوضح في منشور على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أن شهب الأسديات تُنتج من حبيبات الغبار التي يخلفها مذنب «تمبل- تتل» الذي تم اكتشافه عام 1865، وتستمر هذه الزخة من 6 إلى 30 من شهر نوفمبر، وتبلغ ذروتها هذا العام ليلة 17 وفجر 18 من شهر نوفمبر.
فما هي تلك الزخة؟ وما هي توقعات الخبراء عن الشتاء القادم؟. "الدستور" أجابت على تلك الأسئلة في التقرير التالي.
زخة شهب الأسديات، هي زخة شهابية متوسطة يبلغ عدد الشهب بها حوالي 15 شهابًا في الساعة، وتشتهر هذه الزخة الشهابية بأن لها ذروة إعصارية كل 33 سنة، إذ يمكن رؤية مئات الشهب في الساعة الواحدة عند حدوثها.
تفسير تذبذب الطقس
في البداية يرجع الدكتور مجدي علام، خبير التغيرات المناخية والبيئة، تذبذب الطقس في الوقت الحالي، واستمرار الارتفاع في درجات الحرارة بعض الأوقات ثم سقوط أمطار إلى زيادة انبعاثات الاحتباس الحراري منذ الثورة الصناعية، واعتماد الدول على الفحم لتوليد الطاقة.
يقول: "العالم يعيش على توليد الطاقة من الفحم الذي يزيد الانبعاثات، ثم على البترول الذي يعتبر الوقود السائد الآن؛ ثم اكتشفوا بدائل الآن تزيد من الاحتباس الحراري"، مضيفًا: "تزايدت نسبة أكاسيد الكربون والنيتروجين والكبريت وهي غازات مسببة للاحتباس الحراري".
ويربط "علام" بين زيادة الاحتباس الحراري وتقلبات الطقس في الوقت الحالي لأن الغلاف الجوي بسبب الاحتباس الحراري يسمح بدخول الأشعة تحت الحمراء المسببة لزيادة درجة حرارة الأرض، ولا يسمح بخروجها في الفضاء الكوني، ما يؤخر الشتاء ويجعل قدومه قاسي.
ظواهر شهر نوفمبر
ولم تكن الشهب أو الأمطار هما الظواهر الطبيعية التي حدثت في شهر نوفمبر فقط، ولكن في بداية الشهر حدث خسوف للقمر لن يتكرر قبل عام 2025 ويتم فيه تغطية ظل الأرض بنسبة 135.9% من سطح القمر.
ومن المتوقع أن يستمر نوفمبر في تلك الظواهر منها القمر الجديد (محاق جمادى الأول) والتي من المفترض أن تحدث يوم 24 من الشهر الحالي، إذ يشرق القمر مع الشمس ويغرب معها في ذلك اليوم، وكذلك اقتران القمر وزحل إذ يقترن القمر مع كوكب زحل للمرة الثانية خلال هذا الشهر، وذلك يوم 29 من شهر نوفمبر 2022.
عمق الظاهرة
ويفسر "علام" أن هناك توقيتات من السنة يحدث فيها ما يسمى عمق الظاهرة، بمعنى زيادة الظواهر في السماء مثلما حدث في شهر نوفمبر الذي شهد إلى الآن نحو 4 ظواهر طبيعية في السماء من المقرر أن يحدث اثنان في نهايته.
وتابع: "وكذلك يتصل عمق الظاهرة بأن يكون الشتاء قارس في برودته عن المعتاد، أو أن يكون الصيف أشد في حرارته من المعتاد، وقد يحدث العكس تأتي الأمطار في فصل الصيف بينما الحرارة ترتفع في الشتاء وكلها تقلبات بسبب التغير المناخي".