خلال الأسبوع الثقافى.. علماء الأوقاف: «بر الوالدين واجب مُطلق»
انطلقت فعاليات اليوم الثاني من الأسبوع الثقافي الرئيسي بمسجدي"الصديق شيراتون بالقاهرة، والاستقامة بالجيزة"تحت عنوان: "بر الوالدين"، في إطار الدور التثقيفي الذي تقوم به وزارة الأوقاف تحت رعاية الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف.
حاضر خلالها كل من: الدكتور عبدالله النجار عميد كلية الدراسات العليا سابقًا، والدكتور رمضان حسان عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية بالقاهرة، وقدم له بهاء عبادة المذيع بإذاعة القرآن الكريم، وكان فيه القارئ الشيخ شريف خليف قارئًا ومبتهلًا، وبحضور الدكتور محمود خليل وكيل مديرية أوقاف القاهرة، والدكتورسعيد حامد مبروك مدير الدعوة بمديرية أوقاف القاهرة.
كما حاضر في مسجد الاستقامة كل من: الدكتور السيد مسعد مدير مديرية أوقاف الجيزة، والشيخ محمد الدومي إمام وخطيب مسجد مصطفى محمود، وقدم له محمد جمعة، وكان فيه القارئ الشيخ طه النعماني، والمبتهل الشيخ بلال مختار مبتهلًا.
وخلال اللقاء، أكد الدكتور عبدالله النجار، أن بر الوالدين عبادة أجمعت عليها جميع الشرائع، وأن بر الوالدين من الحقوق المطلقة، فطاعة الوالدين والقيام بحقهما واجب مطلق لا يحتاج لعلة قال (سبحانه): “وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا”.
وبين “النجار” أن الطاعة المطلقة للوالدين حق سريع الوفاء، مشيرًا إلى أن الله (عز وجل) غرس حب الأبناء في قلوب الآباء وأن بر الوالدين تأمين لسير الحياة في مسارها القويم.
وفي كلمته، أشار الدكتور رمضان حسان، إلى أن الإسلام اهتم بأمر الوالدين، حيث قرن القرآن الكريم الأمر بعبادته بالإحسان للوالدين فقال (سبحانه): "وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا"، مبينا أن القرآن الكريم بين مرحلة البر وكمالها في قوله (سبحانه): “وَقَضَى ربُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا”.
وتابع: "فإذا تقدم العمر بالوالدين وبلغا مرحلة الضعف والشيب وأرذل العمر هنا يحتاجان إلى بر يصحبه سعة صدر وصبر ومعاملة خاصة ورحمة وعطف وأن يروض الأبناء أنفسهم في طريقة التعامل مع كبير السن، ولذا خص النبي (صلى الله عليه وسلم) برهما في مرحلة الكبر بالذكر قال (صلى الله عليه وسلم): "رغم أنفُ ثم رغم أنفُ ثم رغم أنف قيل من يا رسول الله؟ قال: من أدرك أبويه عند الكبر أحدهما أو كليهما فلم يدخل الجنة".
وفي مسجد "الاستقامة" بالجيزة، أكد الدكتور السيد مسعد، أن بر الوالدين من أفضل الأعمال التي جاءت به جميع الشرائع، حيث يقول سبحانه: "وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا"، وقال سبحانه عن عيسى عليه السلام: “وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا”.
وأضاف أن بر الوالدين من أهم الحقوق الواجبة على المسلم، وأن العقوق من الكبائر قال (صلى الله عليه وسلم): "إنَّ مِن أكبَرِ الكَبائِرِ أنْ يَلعَنَ الرجُلُ والِدَيه قالوا يا رسولَ اللهِ وكيفَ يَلعَنُ الرجُلُ أبَوَيه؟ قال: يَسُبُّ الرجُلُ الرجُلَ فيَسُبُّ أباه ويَسُبُّ الرجُلُ أُمَّه فيَسُبُّ أُمَّه" فقد جعل النبي (صلى الله عليه وسلم ) التسبب في اللعن لعن، كما بين أن بر الوالدين شكر لله عز وجل على نعمة الوجود فالأبوان هما سبب الوجود المباشر قال سبحانه: "وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ".
وأكد الشيخ محمد الدومي، أن المجتمعات الآن في أمس الحاجة إلى بر الوالدين على مستوى الأسر والمجتمعات، وأن حسن التربية في الصغر يعين الأبناء في الكبر على البر، وأن بر الوالدين كما هو حال حياتهما فهو كذلك واجب بعد موتهما، بل هما أشد حاجة للبر ويتشوقان إلى دعوة صالحة وإلى عمل صالح يصل ثوابه إليهما.