رسالة البابا فرنسيس إلى المشاركين في اليوم الـ25 للراعوية الاجتماعية في بوينس آيرس
وجه قداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، رسالة إلى المشاركين في اليوم الخامس والعشرين للراعوية الاجتماعية في بوينس آيرس، قال فيها: «بمشاركتكم والتزامكم، أنتم تظهرون الحاجة إلى هذه العادة السليمة للراعوية الاجتماعية في بوينس آيرس وأهميتها لقد ساعدت المشاكل التي تم تناولها، والانتباه إلى القضايا الحالية، وإمكانية التوقف للصلاة، والتأمل وتقييم الجهود المبذولة، إنَّ التزامكم لا يقتصر فقط على أعمال أو برامج تعزيز ومساعدة؛ لأنَّ ما يحرّكه الروح القدس ليس فيضًا من النشطاء وإنما وبشكل خاص اهتمام مبدع ومحترم يجعلنا نرى في الآخر أخًا لنا. إنَّ الروح القدس يحرّكنا لكي نحيا نبوءة الأخوَّة».
وتابع البابا فرنسيس: أنتم تسعون في اللقاءات إلى تمييز الحاضر وبذل الجهد لتخيل مستقبل ممكن، وهذا أمر ملح إذا نظرنا إلى الوضع العالمي إنَّ الحروب مع تهديدها النووي، والوباء الأخير وعواقبه على مختلف المستويات، والأزمة البيئية وأزمة الهجرة، وازدياد ثقافة الاستغلال والتهميش مشاكل يمكنكم أن تضيفوا إليها الأوضاع المحلية وراء هذه الحقائق أشعر بالقلق إزاء نمو الاستقطاب والتطرف اللذان يمنعاننا من بناء وإيجاد "نحن" مشترك، إنَّ الاستقطاب يفسد جميع محاولات إيجاد الحلول والشيء الوحيد الذي يثبِّته هو اليأس وغياب الثقة.
وأوضح: في هذا السياق، من الأهميّة بمكان أن نستعيد قدرتنا على الحوار، أي على الاقتراب والإصغاء والتعرف على بعضنا البعض والاعتراف ببعضنا البعض من أجل البحث عن نقاط اتصال تساعدنا على الذهاب أبعد لكي نساعد بعضنا البعض نحن بحاجة للحوار وقد دعوتُكم في مناسبات عديدة لتطوير ثقافة لقاء تذهب أبعد من الجدليات التي تواجهونها. إنه أسلوب حياة وثقافة ومواطنة يميل إلى تكوين ذلك الشكل المتعدد السطوح الذي يسمح بالعديد من الجوانب بدون أن يفقد وحدته.
وأضاف بابا الفاتيكان: نحن نعرف أن الأعمال والتحولات المحتملة تنمو وتتطور في الأرض عينها القادرة على توليد الزؤان أيضًا إن مكان الرجاء هو هنا والآن وهو مخصص للذين لا يخشون أن يقبلوا، كما أوضح لنا الرب، أن القمح والزؤان ينموان معًا بدون هذا المنظور، سيكون من الصعب جدًا أن نعزز أي عمل ومبادرة تريد أن تنطلق، كما هو موضح في دعوة هذا العام الأرجنتين كجماعة مصير.
وختم البابا فرنسيس رسالته بالقول أشجعكم على اتباع هذه المسيرة، فأنتم لستم وحدكم. تذكروا أنكم أبناء وبنات تاريخ وكنيسة "مجيدة لكونها تاريخًا من التضحيات، والرجاء، والصراع اليومي، والحياة المبذولة في الخدمة، والمثابرة في العمل المتعب، لأن كل عمل هو" عرق الجبين".