قناة السويس تبدأ خطواتها نحو التحول الأخضر
شهد الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، اليوم الجمعة، فعاليات الجلسة النقاشية التي نظمتها الهيئة بالمنطقة الخضراء تحت عنوان "الدور الرائد لقناة السويس لضمان استدامة سلاسل الإمداد العالمية الصديقة للبيئة" ضمن فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ COP27، بحضور كوكبة من العاملين في قطاع النقل البحري محليًا وإقليميًا وعالميًا، وممثلي أبرز الهيئات والمؤسسات والشركات التجارية والبحرية وخطوط الملاحة العالمية.
شارك في الجلسة النقاشية الفريق أسامة ربيع رئيس الهيئة ومجموعة من الشخصيات الفاعلة في المجتمع الملاحي الدولي وصناع القرار بالمنظمات البحرية الدولية والخطوط الملاحية الكبرى، تضم كلًا من جاى بلاتين الأمين العام لغرفة الملاحة الدولية، وأرسينيو دومينجيز رئيس قطاع البيئة البحرية بالمنظمة البحرية الدولية IMO، ومورتن بو كريستيانسن نائب رئيس مجموعة أي بي موللر ميرسك لشئون قطاع إزالة الكربون، وجورجيوس بليفراكس نائب رئيس المكتب الأمريكي للملاحة لشئون الاستدامة العالمية، ويدير الحوار الإعلامي والمحامي الدولي خالد أبوبكر المستشار القانوني لهيئة قناة السويس.
بدأت فعاليات الجلسة النقاشية بعرض فيلم تسجيلي يشرح جهود هيئة قناة السويس في تعزيز الممارسات الخضراء والتوجه نحو التحول الأخضر.
عقب ذلك، استمع الحضور إلى كلمة مسجلة من السيد كيتاك ليم الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية IMO التي بدأها بتوجيه الشكر لهيئة قناة السويس على تنظيم هذه الجلسة النقاشية الهامة، وإتاحة الفرصة لإلقاء الضوء على الدور الحيوي لقناة السويس لضمان استدامة سلاسل الإمداد الصديقة للبيئة كونها واحدة من أهم المؤسسات العاملة العاملة في المجال البحري.
وأوضح الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية، أن تحقيق الاستدامة يأتي في مقدمة أجندة العمل للمنظمة الدولية بما يتماشى مع ما حددته الأمم المتحدة من قواعد ومعايير توصي بأهمية الاعتماد على الوقود النظيف، ومصادر الطاقة المتجددة وتطوير التكنولوجيا وتعزيز العمليات المحفزة لذلك.
وأكد الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية أن استراتيجية قناة السويس طويلة الأمد للتحول لقناة خضراء سيلعب دورًا هامًا في تعزيز التوجه نحو التحول الأخضر في صناعة النقل البحري، لافتًا إلى أهمية طرح قناة السويس لتجربتها الناجحة وخبراتها للمساعدة في تقليل الانبعاثات الكربونية الضارة.
وبدأ النقاش بطرح الإعلامي خالد أبوبكر المستشار القانوني لهيئة قناة السويس المحاور الرئيسية للنقاش، والتي تدور حول المحاور الرئيسية أبرزها الوقوف على التحديات البيئية التي تواجه صناعة النقل البحري، ومناقشة الدور الرائد لقناة السويس وما تطرحه من فرص واعدة لدعم سلاسل الإمداد وحركة التجارة العالمية بشكل فاعل ومستدام.
وافتتح الفريق أسامة ربيع رئيس الهيئة النقاش بالتأكيد على الدور المحوري الذي تلعبه قناة السويس لضمان استقرار سلاسل الإمداد العالمية، وسعيها الدائم لتعظيم دورها من خلال تبني مبادرة للإعلان عن قناة السويس "قناة خضراء" بحلول عام 2030.
وأوضح الفريق ربيع أن قناة السويس ساهمت في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بحوالي 31 مليون طن خلال عام 2021، مقارنةً بالمسارات البديلة، وتوفير الوقود بحوالي 10.3 مليون طن، كما ساهمت قناة السويس الجديدة في توفير 53 مليون طن مكافئ لثاني أكسيد الكربون.
وأشار رئيس الهيئة، إلى استراتيجية القناة التي تضع البعد البيئي في مقدمة أولوياتها وهو الأمر الذي يتماشى مع توجهات الدولة المصرية لتحقيق التنمية المستدامة من خلال اقتصاد نظيف صديق للبيئة، وكذا جهود المنظمة البحرية الدولية (IMO) لخفض الانبعاثات الناجمة عن قطاع الشحن البحري، وتشجيع التوجه نحو استخدام الوقود النظيف المحايد للكربون بدلًا من أنواع الوقود الأحفوري.
وأضاف أن قناة السويس اتخذت العديد من الإجراءات ضمن استراتيجيتها للإعلان عن قناة السويس القناة الخضراء، حيث قامت الهيئة بالفعل ببدء تطوير 16 محطة إرشاد بطول المجرى الملاحي للعمل بالطاقة الهجين بالطاقة الشمسية وطاقة الرياح بدلًا من الطاقة التقيليدية، كما تعمل الهيئة على تحويل أسطول سيارات الهيئة للعمل بالغاز بدلًا من الوقود الأحفوري، كما كشف عن قرب التوصل لاتفاق مع شركة عالمية متخصصة في مجال جمع وتدوير المخلفات الصلبة والسائلة من السفن العابرة لقناة السويس.
وتحدث جاى بلاتين الأمين العام لغرفة الملاحة الدولية ICS عن أهمية تضافر جهود كافة الأطراف المعنية في صناعة النقل البحري لمواجهة التحديات التي تواجهها الصناعة لا سيما التحديات البيئية، مؤكدًا أن المبادرات الخضراء هى خطوة أساسية لتحقيق الأهداف المأمولة والوصول لعالم أفضل، مثمنًا جهود الهيئة لتعزيز التوجه نحو السياسات المستدامة الصديقة للبيئة، ولتكون قناة السويس مستقبلًا مركزًا للنقل البحري الأخضر.
فيما أكد أرسينيو دومينجيز رئيس قطاع البيئة البحرية بالمنظمة البحرية الدولية IMO على ضرورة دعم الدول الأعضاء وتعاونهم لمواجهة التحديات البيئية، لافتًا إلى أنه سيتم اتخاذ العديد من التوصيات نحو تقليل الانبعاثات الكربونية بنهاية العام الجاري.
وأوضح رئيس قطاع البيئة البحرية بالمنظمة البحرية الدولية، أن المنظمة تبنت استراتيجيتها الهادفة لتقليل الانبعاثات الكربونية منذ عام ٢٠١٨ وهو ما تمت الاستجابة له من العديد من المنظمات والمؤسسات العاملة في المجال البحري وغيرهم من الشركاء، مشيرًا إلى التعاون الذي تم مع الدولة المصرية لتعزيز استخدام الممارسات الخضراء وزيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة.
فيما تناول مورتن بو كريستيانسن نائب رئيس مجموعة أي بي موللر ميرسك لشئون قطاع إزالة الكربون استراتيجية شركة ميرسك العالمية لبناء سفن صديقة للبيئة.
حيث تعكف الشركة على بناء ١٩ سفينة صديقة للبيئة ما بين عامي ٢٠٢٤ و٢٠٢٥ بما يوفر ٢ مليون طن من الانبعاثات الكربونية، كما من المقرر عبور أول سفينة صديقة للبيئة لقناة السويس بحلول العام المقبل ٢٠٢٣.
ولفت كريستيانسن، إلى التعاون المثمر بين شركة ميرسك العالمية والحكومة المصرية وهيئة قناة السويس والذي أثمر عن توقيع مذكرة تفاهم لعقد مشروعات عملاقة تؤول نحو جعل مصر مركز للطاقة الخضراء.
كما تحدث جورجيوس بليفراكس نائب رئيس المكتب الأمريكي للملاحة لشئون الاستدامة العالمية ABS عن اهتمام المكتب الأمريكي للملاحة واضطلاعه بدراسة التأثير البيئي لتشغيل السفن، بالإضافة إلى عمل الدراسات الخاصة بأنواع الوقود الجديدة من أجل تقليل تأثير ثاني أكسيد الكربون للتوجه نحو صناعة بحرية نظيفة، فضلًا عن دراسة أثر استخدام التكنولوجيا الجديدة على العامل البشري.
وأشار إلى أن المناقشات الكثيرة التي يطرحها المكتب الأمريكي للملاحة بهذا الصدد، وما يطرحه من حلول ذكية لا سيما البحث عن أنواع وقود ورفع الوعى بأهمية الممارسات الخضراء واتخاذ قدرات وعمليات صديقة للبيئة.