شهادة حق.. نشطاء بيئة دوليون: مصر تعبّر عن أصوات الدول المتضررة من تغير المناخ
أشاد عدد من النشطاء الدوليين فى مجال المناخ والدفاع عن البيئة بجهود مصر التى تبذلها فى هذا الشأن، وبتنظيمها المبهر مؤتمر الدول الأطراف فى الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة بشأن المناخ «كوب ٢٧»، فى شرم الشيخ. وقالوا إن مصر بمثابة الصوت المدافع عن حقوق الدول النامية والفقيرة الأكثر تضررًا من تأثيرات تغير المناخ التى تسبب فيها ولا يزال النشاط الصناعى المضطرد فى الدول الكبرى، التى تعهدت فى دورات سابقة بحشد تمويل ضخم للتخفيف من أضرار تغير المناخ على اقتصاديات الدول فى إفريقيا وآسيا، لكنها لم تتخذ أى خطوات حقيقية على أرض الواقع. وأكدوا أن مصر تسعى فى هذه القمة لإقناع الدول الكبرى بحشد التمويل اللازم للعمل المناخى والبدء الفورى لإجراءات التخفيف والتكيف وخفض الانبعاثات الكربونية.
متزى تان:تعاون الدول المتقدمة مع النامية يحمى سلاسل توريد الغذاء عالميًا
أكدت متزى تان، ناشطة بيئية من الفلبين، أن قادة العالم عليهم النظر إلى أوضاع البلاد التى تعانى بشدة وتواجه صعوبات تعرض حياة الملايين للخطر.
وأضافت أن الفلبين عانت من عدد من الفيضانات ومخاطر شبيهة بتسونامى وارتفاع شديد بدرجات الحرارة.
وعبرت عن سعادتها بدعوتها لحضور قمة المناخ فى مصر، وأنها شاركت فى عدة ندوات تحدث فيها الخبراء والنشطاء بكثير من الحكمة، وشرحوا ما يجب على جميع الدول أن تقوم به وتتخذه من إجراءات لوقف ارتفاع درجات الحرارة.
وأوضحت أن الهدف من قمة المناخ الحالية هو إلزام الدول الكبرى بتنفيذ تعهداتها السابقة وحشد التمويل اللازم لتبدأ الدول النامية والمتضررة مشروعات التكيف وتخفيف الضرر، بالتوازى مع خفض الانبعاثات الكربونية، كما تأمل فى تسليط الضوء على كل من حاجة إفريقيا وآسيا للعمل المناخى الفورى. وقالت إن عام ٢٠٢٢ شهد تقاربًا فى وجهات النظر فيما يتعلق بالأزمات التى أججها تغير المناخ وفيروس كورونا المستجد، وحرب روسيا وأوكرانيا، واضطرابات سلاسل الإمداد الغذائى، والاعتماد على السلع المتقلبة والملوثة. وأوضحت أن الدول الكبرى هى الأكثر مساهمة فى الانبعاثات الكربونية المسببة للاحتباس الحرارى، بينما الأكثر عرضة لخطر تأثيرات تغير المناخ من الاقتصاديات النامية والناشئة، التى تشهد أيضًا نموًا سكانيًا سريعًا. وأكدت أنه يتوجب على الدول الكبرى تقديم التمويل للبلدان النامية والفقيرة ومساعدتها فى بناء القدرات، لأن التعاون بين الجانبين يحمى سلاسل التوريد العالمية الأوسع نطاقًا ويحفظ الاستقرار الاقتصادى. وأضافت أن استجابة قادة القطاعين الحكومى والخاص لإجراءات الحد من تغير المناخ وارتفاع حرارة الأرض ضعيفة، وهذا يؤدى إلى تآكل الثقة، مؤكدة أن التضامن هو المفتاح لكسر الجمود وحشد التمويل اللازم لخفض الانبعاثات وتأمين أنظمة غذائية مستدامة.
نيكولاس مونوك: ملايين الأرواح مهددة بخطر المجاعات والفيضانات والعواصف وارتفاع الأسعار
قال نيكولاس مونوك، ناشط بيئى من نيروبى، إنه شارك فى جلسة حول آليات عمل مركز تسوية النزاعات وطرق ووسائل خفض التصعيد، ومعالجة القضايا بحلول سلمية.
وأضاف، لـ«الدستور»: «تكتسب آليات التفاوض أهمية كبرى فى وقتنا الحالى بسبب صعوبة الظروف الإقليمية والعالمية التى تساعد فى اشتعال الصراعات بسبب ندرة الغذاء والموارد».
وأوضح أن قمة المناخ فى شرم الشيخ تسلط الضوء على أزمات الغذاء والطاقة والصحة المتعلقة بتغيرات المناخ، وتقترح مبادلة الديون بين الدول المتقدمة والنامية بهدف دعم مشروعات التكيف مع تغيرات المناخ وتخفيف الضرر.
وتابع: «تكتسب القمة أهمية مضاعفة لأنها تتزامن مع وقت حرج وحساس يشهده العالم فى ظل تقلبات مناخية عنيفة تسببت فى نقص الغذاء وارتفاع أسعار الوقود الأحفورى وتكاليف المعيشة، مع تفاقم الحرب بين روسيا وأوكرانيا واستخدام الوقود الأحفورى كسلاح للضغط».
وأشار «مونوك» إلى أن ملايين الأرواح فى إفريقيا مهددة بخطر الفيضانات والعواصف التى قتلت بالفعل مئات الأشخاص، وتسببت فى تعطل شبكات الكهرباء وعمليات الشحن ودمرت المنازل، بالتزامن مع موجة جفاف قاسية تضرر منها الملايين.
وقال إن تغير المناخ أضر بالغذاء والزراعة، وأدى لتحولات فى مواسم النمو وزيادة فترات الجفاف وهطول الأمطار الغزيرة، وفق المركز العالمى للتكيف، كما تشير الأدلة إلى أن تغير المناخ أوقف نمو إنتاجية الكثير من المحاصيل.
كولن ريس: مساعدة الاقتصادات النامية والناشئة لبناء القدرات المناخية والتخلص من الوقود الأحفورى
أوضح الباحث البيئى كولن ريس، من دولة بورتريكو، أن قمة المناخ المنعقدة حاليًا فى مصر تهدف بالأساس إلى دفع الحكومات للوفاء بالوعود التى قطعتها على نفسها فيما يتعلق بقضايا المناخ، مع تعزيز الجهود العلمية والتقنية ومساعدة الاقتصادات النامية والناشئة للتغلب على المعوقات التى تحول دون تمويل وبناء قدرات العمل المناخى طويل الأجل.
وأضاف: «هذا هو الوقت المناسب أيضًا بالنسبة إلى الملوثين الرئيسيين للبيئة للإسراع فى التخلص التدريجى من الوقود الأحفورى، سواء فى العالم المتقدم أو النامى، مع دعم البلاد التى تعانى بسبب ذلك، بما فيها مصر، التى شاهدنا خلال المؤتمر كم هى جميلة، ونحن لا نريدها أن تعانى، هى أو أى دول أخرى، من الجفاف أو الغرق أو الحرائق أو غيرها من تداعيات التغيرات البيئية».
وتابع: قمة COP 26، التى انعقدت العام الماضى فى جلاسكو، شهدت أيضًا موجة من الوعود من البلدان والقطاع الخاص والحكومات المحلية، ومع ذلك لا يزال تنفيذ الالتزامات أقل مما يقول العلم إنه ضرورى للحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى ١.٥ درجة مئوية، وعلاوة على ذلك، تراجعت البلدان بالفعل فى الاستجابة لتلك الالتزامات، بسبب الانكماش الاقتصادى والحرب فى أوكرانيا، ونأمل أن يتغير هذا الوضع فى هذه القمة بمصر، مع تطبيق قوانين وإجراءات صارمة تجاه الوعود الكاذبة والملوثين الرئيسيين».
وأكد أنه على البلدان الغنية أن تظهر أنها تعمل على الوفاء بوعودها الخاصة بتوفير ١٠٠ مليار دولار سنويًا لتمويل المناخ، مع وضع خطط لتوسيع نطاق التمويل، وتقسيمه بالتساوى بين أعمال التكيف والمرونة وجهود خفض الانبعاثات، التى تتضمن مساعدة البلدان النامية على توسيع أنظمتها للطاقة النظيفة.
واستطرد: «نحن بحاجة إلى موارد لتطوير الاستجابة للتغيرات المناخية فى أمريكا اللاتينية وإفريقيا وآسيا، ففى العالم هناك ملايين من الناس يموتون سنويًا بسبب التلوث، لأن كل جزىء من الكربون يضاف إلى الغلاف الجوى هو مميت لمستقبلنا ومستقبل أبنائنا، لذا لا يمكننا السماح بالتوسع فى إنتاج واستخدام الوقود الأحفورى بعد الآن».