الكنيسة الأرثوذكسية تحيى ذكرى نياحة أسقف أورشليم
تُحيي الكنيسة الأرثوذكسية، برئاسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، ذكرى نياحة كرياكوس، أسقف أورشليم.
وقال كتاب التاريخ الكنسي «السنكسار»، الذي تُتلى فصوله على مسامع الأقباط يوميًا والذي يحتوي على الوقائع والأحداث والتذكارات المهمة في التاريخ الكنسي، إنه نشأ في مدينة كورنثوس ببلاد اليونان ابنًا لأبوين مسيحيين أرثوذكسيين، أدباه بعلوم الكنيسة ثم قدّماه إلى الأب بطرس أسقف كورنثوس- وهو ابن عمه- فرسّمه أغنسطسًا، فداوم على القراءة والبحث في معاني أقوال الكتب الإلهية، حتى فاق فيها كثيرين، وسلمه الأسقف مسئولية القراءة على الشعب في الكنيسة بل وكان يطلب منه أن يقرأ له في القلاية، وكان فرحًا بذلك.
وتابع كتاب التاريخ الكنسي: لما بلغ من العمر ثماني عشرة سنة، عرض عليه أبواه الزواج فأبى وطلب منهما السماح له بزيارة أحد الأديرة للتبرك من القديسين الذين به، وكثر تردده عليه من حين إلى آخر، فاشتاق إلى لباس الرهبنة.
- ذهابه إلى أورشليم ورغبته فى الرهبنة
ذهب إلى أورشليم المقدسة واجتمع بالقديس كيرلس، أسقفها، وعرض عليه رغبته في الرهبنة، فاستصوب رأيه وتنبأ عنه بقوله: "سيكون هذا أبًا كبيرًا ويقوم بمجهودات كثيرة وتستضيء بنور تعاليمه نفوس شبان كثيرين". ثم باركه وأرسله إلى الأب الكبير أوتيموس، أبى رهبان فلسطين، فقبله فرحًا وألبسه ثياب الرهبنة، ثم سلّمه إلى بعض شيوخ الدير ليرشدوه إلى طرق العبادة ويكشفوا له حيل الشيطان.
وأضاف «السنكسار»: سار هذا الأب بالسيرة الفاضلة والتقشف الزائد وغير ذلك من النسك والتواضع والورع. فأعطاه الله نعمة شفاء المرضى، حيث كان يشفى كل من يقصد الدير ممن به علة أو سقم فشاع فضله وقداسته، وصحب القديس الأب كيرلس، أسقف أورشليم، إلى مجمع القسطنطينية الذي اجتمع على مقدونيوس عدو الروح القدس. فناضله وقاومه بالحجة والبرهان. ثم بعد ذلك تنيّح في شيخوخة صالحة.
أظهر الله من جسده بعد نياحته آيات كثيرة، ولا يزال جسده هذا باقيًا بمدينة أورشليم بأحد أديرتها لم ينله أي تغير، حتى ليعتقد كل من يراه أنه قريب العهد بالموت، وقد مضى عليه إلى يوم تدوين سيرته أكثر من 700 سنة، حيث كان في زمان الإمبراطور ثيؤدوسيوس الكبير في أواخر القرن الرابع المسيحي.