تطور تراث صعيد مصر.. من رايحة فين يا حاجة للجري نص الجدعنة
التراث الشعبي في صعيد مصر متعدد ومختلف ويحمل عبر ألوانها المختلفة سمات وخصوصية مغايرة عن أي منطقة جغرافية أخرى داخل مصر ومن تلك الألوان التراثية ما أشار إليها الباحث والأكاديمي غريب محمد علي أحمد عبر كتابه "ألوان من التراث الشعبي في صعيد مصر".
الأغنية الشعبية في صعيد مصر
يشير دكتور غريب إلى أن الأغنية تحتل مكانًا بارزًا بين ألوان الإبداع الشعبي فهي من أكبر أفراد عائلة المأثورات الشعبية، ولعل ارتباطها بالمناسبات العامة والخاصة التي يحتفل بها المجتمع الشعبي ومسايرتها لدورات لدورات الحياة يمر بها الإنسان كان له أكبر الأثر في انتشارها وازدهارها واحتفاظ المجتمع بها وتريديده إياها.
ولفت إلى ان الأغنية الشعبية تختلف عن غيرها من عائلة المأثورات الشعبية في أنها تكون نتيجة تزاوج النص الشعري مع اللحن والموسيقى.
وذهب دكتور غريب إلى تعريف إلى الاغنية الشعبية بع رصد تعريفات كبار الباحثين مثل ريتشارد فايس، وكراب، هانز موزر، بوليكافسكي، والذي يرى أن الاغنية الشعبية المنسوبة إلى الشعب فهو صاحبها ومؤلفها وهي التي أنشأها الشعب، وليس ترديدها أو شيوعها هو الذي يضفيي عليها صفة الشعبية".
ومن جاء تعريف غريب بعد ان وضع سمات رئيسية للأغنية الشعبية والتي منها الذيوع والانتشار، المرونة، الرواية الشفوية التعبير عن الوجدان الشعبي، ركن تجهيل المؤلف، ملكية الشعب لها تأليف وإبداع وتغير.
يقول غريب: "الأغنية المرددة التي تستوعبها حافظة الجماعة التي تتناقل أدبها شفاها وهي غالبًا ما تكون مجهولة المؤلف، وهي من إبداع الشعب قابلة للتغيير والتبديل، يتزاوج فيها النص الشعري مع اللحن الشعري، وتكون معبرة عن وجدان الجماعة الشعبية، وهي متعددة بتعدد مناسبتها.
والأغنية الشعبية أنواع منها: ما يأتي في صيغة موال، أغاني الطفولة، أغاني الخطبة، أغاني العمل، أغاني دينية، البكائيات.
ومن أغاني الطفولة والتي تأتي في مناسبات الميلاد وترقيص الأطفال، والختان، وألعاب الأطفال منها: “لما قالوا لي عروسة/ ندي المبشر جاموسة / حلتين بغطاهم / وسبع صحون منقوشة / حلتين بغطاهم / سبع صواني مرصوصة”.
أما عن الأمثال الشعبية كواحد من ابرز ألوان التراث الشعبي الصعيدي فهناك مئات الأمثال التي سجلها الباحث والأكاديمي محمد غريب وقدمها عبر كتابية الوان من التراث الشعبي في صعيد مصر، وتلك الأمثال تعبر عن مراحل للتطور الحضاري والاجتماعي التي مربها المجتمع ومن تلك الأمثال: “الجري نص الجدعنة، الحظ لما يواتي يخلى الأعمى ساعاتي، العفش ما يتصلح لو بنى بيت بالمسلح وغيرها”.