سنكسار الكنيسة: رأس مارمرقس عادت عام 360 للشهداء
تُحيي الكنيسة الأرثوذكسية، برئاسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، ذكرى ظهور راس مارمرقس الإنجيلي الرسولي وتكريس كنيسته سنة 360ش.
وقال كتاب التاريخ الكنسي «السنكسار» الذي تُتلى فصوله على مسامع الأقباط يوميًا والذي يحتوي على الوقائع والأحداث والتذكارات المهمة في التاريخ الكنسي، إنه في مثل هذا اليوم تذكار تكريس كنيسة القديس البتول مار مرقس الإنجيلي كاروز الديار المصرية ، وظهور رأسه المقدس بمدينة الإسكندرية.
وتعيد الكنيسة بظهور رأس القديس مارمرقس الإنجيلي وتكريس الكنيسة التي بنيت عليها ؛ فقد ظل الجسد والرأس محفوظين معًا في تابوت واحد في كنيسة بوكاليا أو دار البقر بالإسكندرية.
وفي أحد الأيام من سنة 644م؛ دخل أحد البحارة العرب إلى الكنيسة، فوجد التابوت وتوهم أن فيه ذهبًا ووضع يده في التابوت فوقعت على الرأس فأخذها في الليل وأخفاها في أسفل المركب.
ولما عزم القائد عمرو بن العاص على المسير، أبحرت كل السفن وخرجت من ميناء الإسكندرية، عدا تلك السفينة لم تتحرك إطلاقًا بالرغم من محاولات البحارة، عند ذلك علموا أن في الأمر سرًا، فأمر عمرو بن العاص بتفتيش السفينة، فوجدوا الرأس مخبأة فيها، فأخرجوها من السفينة.
واحتفظ بها عمرو بن العاص وبعدها تحركت السفينة فورًا، ففهم عمرو بن العاص ومن معه سر تأخر السفينة كان بسبب وجود الرأس المقدسة فيها، فأحضر البحار الذي خبأها، فاعترف بجريمته فعاقبه.
وسأل عمرو بن العاص عن بابا الأقباط وكان هو البابا بنيامين البطريرك الثامن والثلاثين، وكان هاربًا ومختبئًا في أحد أديرة الصعيد، فكتب له عمرو بن العاص خطابًا بخط يده يطمئنه ويعطيه الأمان، ويطلب منه الحضور، فحضر البابا بنيامين واستلم منه الرأس المقدس، وبعدها قص عليه عمرو بن العاص المعجزة العظيمة التي حدثت منها ثم أعطاه عشرة آلاف دينار ليبني بها كنيسة عظيمة على اسم صاحب هذه الرأس.
فشكره البابا واحتفظ بالرأس في قلايته بدير مطرا إلى أن يتم بناء الكنيسة، ثم بدأ في بناء الكنيسة التي عرفت باسم المعلقة بالاسكندرية الكائنة في شارع المسلة بالثغر، ولكنه لم يستطيع إكمالها، فاتهمها خليفته البابا أغاثون وكرسها في مثل هذا اليوم ووضع فيها الرأس المقدس.
وكان من طقس رسامة البطاركة خلفاء القديس مارمرقس الرسول أن يتوجه البابا ثاني يوم رسامته إلي رأس مارمرقس الإنجيلي الرسول وبصحبته الأساقفة والكهنة والشعب، فيضرب المطرانية أمام الرأس المقدسة، ثم يرفع البخور أمام الرأس ويقرأ مقدمة إنجيل مرقس.
ويختتم بالصلاة والتحليل والبركة، ثم يدخل إلى حجرة وحده، ويأخذ الرأس المقدس ويضعها في حجره، وينزع عنها الكسوة القديمة، ويكسوها بكسوة جديدة من الحرير، ويخيط عليها، وبعد ذلك يظهر للناس وهي في حجره ليقبلوها واحدًا تلو الآخر حسب رتبهم، ويتبارك هو من مؤسس الكرازة المرقسية.