في الإثنين الـ32..
اللاتينية: الله لا يتعامل معنا بحسب ما نستحق.. بل برحمته
تحتفل الكنيسة اللاتينية في مصر، برئاسة المُطران كلاديو لوراتي، بحلول الاثنين الثاني والثلاثون من زمن السنة.
وفي هذه المناسبة قالت الكنيسة في عظتها الاحتفالية: "سُبُلُ الرَّبِّ جَميعُها رَحمَةٌ وحَقٌّ لِمَن يَحفَظونَ عَهدَه ووَصاياه". ما ذكره هذا المزمور عن الرحمة والحقّ هو في غاية الأهمية.. لقد تكلّم عن الرحمة، لأنّ الله لا ينظر الى استحقاقاتنا، بل الى طيبته لكي يغفر لنا خطايانا ويعدنا بالحياة الأبديّة. تكلّم هذا المزمور أيضًا عن الحقّ، لأنّ الله يفي دائمًا بوعوده. فلنعترف إذًا به مثالاً إلهيًّا ولنَتشبّه بالله الذي أظهر لنا رحمته وحقّه... لننجز مثله، في هذا العالم، أعمال مفعمة بالرحمة والحقّ... لنكن طيّبين تجاه الضعفاء والفقراء وحتّى تجاه أعدائنا.
فلنَعشْ بالحقّ محاولين تفادي أعمال الشر قدر المُستطاع، دعونا لا نُضاعف أخطائنا، لأنّ من يستغلّ طيبة الله، يُدخل فيه إرادة جعل الله غير عادل. فهو يظنّ أنّه حتّى لو استمرّ في خطاياه ورفض أن يتوب، فإن الله سيعطيه مع ذلك مكانة بين خدّامه المؤمنين. ولكن هل سيكون من العادل أن يضعك الله في المكانة ذاتها مع الذين تابوا عن خطاياهم، في حين أنك تثابر في ارتكاب الخطايا؟ لماذا تريد جرّ الله إلى الانصياع لإرادتك؟ عليك بالحري أن تنصاع لإرادته.
قال مؤلّف المزامير في هذا الخصوص: "لِيَجلِسْ على العَرشِ أَمامَ اللهِ لِلأبد ولْيَحْفَظْه الحقُّ والرَّحمَة". لماذا قال "أمام الله"؟ يحاول الكثيرون أن يتعلّموا رحمة الربّ وحقيقته عبر قراءة الكتاب المقدّس. وحين يتوصّلون إلى ذلك، يعيشون من أجل أنفسهم، وليس من أجله. ويبحثون عن مصالحهم الخاصّة، لا عمّا يريده الرّب يسوع المسيح. هم يبشّرون بالرحمة والحقّ، ولا يمارسونهما. أمّا ذاك الذي يحبّ الله والمسيح، حين يبشرّ بالرحمة والحقّ الإلهيَين، فهو يبحث عنهما من أجل الله، لا من أجل مصلحته الخاصّة. هو لا يبشّر من أجل أيّة غاية ماديّة، بل من أجل خير أعضاء جسد الرّب يسوع المسيح أي المؤمنين. هو يوزّع عليهم ما تعلّمه بروح الحقّ، "كَي لا يَحْيا الأَحياءُ مِن بَعدُ لأَنْفُسِهِم، بل لِلَّذي ماتَ وقامَ مِن أَجْلِهِم". فمَن سيبحث عن رحمة الله وحقّه؟