الصادق المحمودى: طه حسين كان غزير الإنتاج ولم يتوقف عن التأليف
يعد الدكتور عبدالرشيد الصادق محمودى، الباحث الكبير، من الذين ولعوا بالكاتب الكبير طه حسين عميد الأدب العربي، وكرسوا كامل جهدهم ورحلتهم العلمية في تتبع تراث حسين، وتحليل منجزه في مجالات الثقافة والمعارف المتعددة، ومن الذين اهتموا بكل تفاصيل حياته.
وعن حياة طه حسين، قال «عبدالرشيد»: من الملامح البارزة التي خرجت بها من الكتابات عنه، أنه رغم فقد بصره، استطاع أن يحقق لنفسه مكانة عالية في تاريخ الأدب العربي تمتد إشعاعاتها إلى اللغات الأوروبية، فهو أبرز أديب عربي في القرن العشرين، وحقق مكانة عالمية وأصبح رمزًا للثقافة والأدب العربي.
وأضاف في حوار له لـ"الدستور": كان طه حسين غزير الإنتاج ولم يتوقف عن التأليف في مجالات مختلفة، ولم يترك نوعًا من النشاط الأدبي إلا وطرقه، فكتب شعرًا وقصصًا وروايات، إضافة إلى إسهاماته في دراسة الأدب العربى والتعريف بالآداب الأوروبية، وبصفة خاصة في الأدب الفرنسي، طه حسين كان متعدد الجوانب، ولديه أنشطة متنوعة.
وأكمل: "ومن هذه الكتابات «أنا لا أكتب وإنما أملي»، و«عن بدايات الأدب المسرحي في مصر»، و«الأستاذ الجليل محمد عبده»، و«هبة الحديث والثقافة»، و«مختار ومصر»، و«أونجاريتي»، و«الاتجاهات الدينية في الأدب المصري المعاصر»، و«جوتة والشرق»، و«مسيرة الشاعر الكبرى»، و«استخدام ضمير الغائب في القرآن الكريم كاسم إشارة»، و«نهضة الشعر في العراق في القرن الثاني الهجري»، وغيرها من الكتابات المهمة".
وأشار إلى أن الفترة التي شهدت صدور الكتابات الأولى لطه حسين، كانت قد تميزت بالأحداث والتطورات الكبرى في حياته، ففى سنة 1907 التقى أحمد لطفي السيد، وأخذ يتردد على مكتبه في صحيفة «الجريدة» التي كان يديرها، ثم أصبح من تلاميذه المقربين، وبدأ ينشر مقالات بالجريدة، ولم يمض وقت طويل حتى اتصل بعبدالعزيز جاويش وأخذ يدرب طه على الكتابة، وينشرها في صحف الحزب الوطني، ثم التحق بالجامعة، وهناك تعرف على أنواع من العلم، وأخذ لأول مرة في حياته يتعرض على نحو مكثف لتأثير العلوم الحديثة والمعارف الغربية من الأساتذة المستشرقين.
وأوضح أن موقف طه حسين من كتاباته المبكرة لا يخلو من المفارقة، فقد حجبها عن الناس وأراد لهم أن ينسوها، ولكنه احتفظ بها في مكان أمين في ذاكرته، وظل طيلة حياته يستلهمها سرًا أو ينتقدها ضمنًا، وكان هدفي من هذه الكتابات هو إنقاذ ما يمكن إنقاذه من تراث طه حسين قبل أن يندثر.