الهيئة العامة للاستعلامات ترصد أصداء قمة المناخ فى الإعلام الدولى
تصدر الهيئة العامة للاستعلامات، تزامناً مع بدء العد التنازلى لانطلاق الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف فى اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ «كوب – 27» بشرم الشيخ، بدءا من اليوم السبت نشرتين يوميا صباحية ومسائية ترصد من خلالها تناول الإعلام الدولى بمختلف أنواعه كافة تفاصيل وفعاليات المؤتمر على مدى أيام انعقاده حتى 18 نوفمبر الجاري.
وأوضحت الهيئة، أن الإعلام الدولى واصل اهتمامه بكافة تفاصيل القمة التى يشارك فيها قادة العالم وتحظى بتغطية إعلامية هائلة من كافة وسائل الإعلام العالمية بمختلف أنواعها.. لافتة إلى أن الإعلام الدولى نقل عن ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات أن هناك مشاركة كبيرة من الصحفيين الأجانب فى قمة المناخ فى مصر، كاشفاً عن أن أكثر من ثلاثة آلاف صحفى أجنبى سيغطون قمة المناخ (كوب- 27)، التى تنطلق، غداً الأحد، فى شرم الشيخ، موضحاً أن 2800 إعلامى ومصور صحفى من 450 وسيلة إعلامية بدأوا فى الوصول إلى المؤتمر، وينضم إليهم حوالى 300 مراسل معتمدين من قبل الهيئة العامة للاستعلامات، يمثلون ما يقرب من خمسين مؤسسة إعلامية ولها مكاتب فى مصر.
وأصدرت الهيئة النشرة الصباحية لليوم السبت متضمنة أهم التغطيات التى حفلت بها وسائل الإعلام العالمية من مختلف قارات العالم، حيث غلب الطابع الإيجابى والموضوعى على هذه التغطيات.
الإعلام الأمريكي
وأشارت نشرة الهيئة إلى أن الإعلام الأمريكى سلط الضوء على عدد من الملفات والقضايا المطروحة على أجندة القمة هذا العام، والتى تحمل آمالاً بإمكانية التوصل لاتفاق مماثل لـ«اتفاق باريس- 2015»، لمواجهة تداعيات تغير المناخ، وخاصة قضية «الخسائر والأضرار»، حيث أعلنت مصر تلك الاستراتيجية بهدف تعويض الدول الغنية للدول النامية عن الضرر المناخى الذى لا يمكن إصلاحه كأولوية.
ونوه الإعلام الأمريكى بأهمية انعقاد المؤتمر فى مصر التى تمثل قارة إفريقيا، باعتبارها أول مرة تعقد فيها محادثات الأمم المتحدة بشأن المناخ فى إفريقيا، مما يمنحها مزيدا من الاهتمام وسط توقعات بأن الدول الإفريقية والقضايا التى تهمّها ستشكّل محور نقاشات المؤتمر، مع إعطاء الأولوية لاحتياجات البلدان الضعيفة كأمر ضرورى لتحقيق نتيجة ناجحة هذا العام.
كما حظى الموقف الأمريكى من قضية التغير المناخى باهتمام مماثل مع الإشارة إلى أن الولايات المتحدة ستحاول إعادة تأكيد القيادة العالمية من خلال مشاركتها فى المحادثات العالمية للمناخ فى مصر، من خلال مشاركتها للمرة الأولى بمفاوضات الأمم المتحدة بخطة مناخية تدعمها قوة القانون، صادف ذلك تساؤلات مشروعة من قبل مراكز البحث الأمريكية بشأن التزام العالم المتقدم بمساعدة الدول الأكثر فقرا فى التكيف مع تغير المناخ.
وأشارت نشرة الاستعلامات فى هذه الصدد إلى إعراب وزير الخارجية الأمريكى عن تقديره قيادة مصر فى مجال المناخ والتزامها بمواصلة تعميق الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة ومصر، والتى تعززت من خلال إحراز تقدم ملموس فى مجال حقوق الإنسان فى مصر.
الإعلام الأوروبي
وفيما يعلق بتغطيات الإعلام الأوروبى فقد أبرزت نشرة الاستعلامات تناول الإعلام الأوروبى المسموع والمكتوب والمرئي، وباهتمام واضح بالخبر تارة والتعليق والتحليل تارة أخرى، استعدادات مصر التى تجرى على قدم وساق، لاستضافة الدورة 27 لمؤتمر المناخ برعاية الأمم المتحدة.
وأبرز الإعلام البريطانى تأكيد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن مصر ستعمل على جعل المؤتمر «نقطة تحول جذرية فى جهود المناخ الدولية بالتنسيق مع جميع الأطراف لصالح إفريقيا والعالم بأسره».
وأشاد الإعلام الأوروبى باستعدادات مصر لاستضافة المؤتمر، وتسخير كافة إمكاناتها للخروج بمؤتمر ناجح تنظيمياً، وأن من شأن استضافة مصر رفع أسهم ومكانة مصر فى المحافل الدولية، كما ثمنت تغطيات أوروبية بجهود مصر للتحول نحو الأخضر، وإطلاق مبادرات صديقة للبيئة مثل مبادرة سوبر بايك، وتحويل مدينة شرم الشيخ لأيقونة الأخضر.
وأشار الإعلام الأوروبى إلى تقدير خبراء قضية تغير المناخ لإمكانية تحقيق نتائج مرجوة من قمة شرم الشيخ مقارنة بما أفضته قمة جلاسكو السابقة فى ظل التغيرات المتطرفة التى بات يشهدها المجتمع الدولى بغض النظر عن مستوى تقدم أو تأخر الشعوب والدول.
وأكدت تقارير أوروبية أخرى أن دورة هذا العام من المؤتمر ستشهد بقوة تكرار كلمتين على مسامع الحاضرين فى مؤتمر المناخ «الخسائر والأضرار»، تعبيراً عن إشكالية الخسائر والتعويضات، ولماذا تتسببان فى خلق خلافات بين الدول، وتلخصت الرؤية الإعلامية فى أن المفاوضات ستتركز لحد كبير حتى الآن على مسألة كيفية خفض غازات الاحتباس الحراري، وكيفية التعامل مع آثار تغير المناخ.. وكذلك تأكيد الخبراء أن مؤتمر المناخ لهذا العام يمكن أن تهيمن عليه قضية ثالثة وهى ما إذا كانت البلدان الصناعية التى تتسبب فى ارتفاع نسبة الاحتباس الحراري، يجب أن تدفع للبلدان الفقيرة التى تعانى بشكل مباشر من آثاره السلبية، خاصة مع تكرار وتعاظم الكوارث التى يشهدها العالم من فيضانات وجفاف وأعاصير والانهيارات.
الإعلام العربي
وأبرزت نشرة الاستعلامات مواصلة الإعلام العربى تناوله باهتمام كافة تفاصيل القمة المنتظرة فى شرم الشيخ، مبرزاً أن مصر ستنتهز الفرصة لتسليط الضوء على إمكاناتها فى مكافحة التغير المناخى، وكذلك سعى مصر بشكل سريع لاستخدام الطاقة المتجددة وتوقيعها صفقات بملايين الدولارات لانتاج الوقود الأخضر، كما أبرز الإعلام العربى أن استضافة مصر هذا العدد من القادة سيعزز مكانة مصر الدولية وقوتها الإقليمية، كما أنه بمثابة اعتراف دولى بأنها دولة مستقرة يمكنها حماية مؤتمر بهذا الحجم وتتحمل الانتقادات الموجهة لها فى الوقت نفسه.
وأشار تقرير الاستعلامات إلى إبراز العالم العربى لسعى مصر إلى التحول إلى الصناعة الخضراء الصديقة للبيئة والتى تعكس رؤيتها فى 2030 من أجل التنمية المستدامة دون أن يؤدى ذلك إلى التدهور البيئي، كما لفت إلى أول رحلة تجارية لمصر للطيران باستخدام الوقود المستدام، وإلى الإعلان عن قرية فارس كأول قرية صديقة للبيئة فى مصر.
فيما أشار موقع إماراتى إلى أن القاهرة تركز على ضمان أن تسفر القمة عن نتائج ملموسة فى مكافحة التغير المناخى فيما تكافح أزمة اقتصادية ناجمة بشكل أساسى عن تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية، وأبرز الموقع قول الرئيس السيسى «إن الانتقادات الموجهة بشأن حقوق الإنسان فى البلاد تتجاهل القفزات التى تحققت فى مشروعات الصحة والطاقة وملايين الدولارات التى أنفقت على البنية التحتية لتزويد 104 ملايين مصرى بالسكن اللائق والتعليم والرعاية الصحية» وأبرز الموقع أنه بصرف النظر عن قمة المناخ فقد أطلق الرئيس السيسى حواراً وطنياً وأعاد إحياء لجنة العفو الرئاسي.
كما اعتبر الإعلام السعودى والبحرينى أن مؤتمر كوب- 27 هو محاولة من عالم منقسم لمعالجة مشاكل الأرض.. فيما اهتم الإعلام العراقى باستعداد مصر لتأمين عقد المؤتمر، فيما اهتم الإعلام السودانى بالإشارة إلى حضور مسئولين أمريكيين رفيعى المستوى لقمة شرم الشيخ يتقدمهم الرئيس الأمريكى ذاته.
وأوضحت نشرة الاستعلامات إلى غلبة الجانب التحليلى على تناول المواقع الإعلامية لدول الجوار الثلاث: تركيا، إيران وإسرائيل لقمة المناخ، وإلقاء الضوء على استعدادات مصر اللوجستية والاستراتيجية والأمنية لتوفير حُسن الضيافة للوفود المشاركة، حيث أوضح الإعلام التركى أن المؤتمر رقم (27) يُنظم فى مصر، كممثل عن القارة الإفريقية، وأن عدد المسجلين للحضور بلغ 40 ألف شخص، وهو أعلى رقم للحضور، فى تاريخ مؤتمرات المناخ، ويُنتظر حضور 100 رئيس دولة وحكومة، وعشرات الآلاف من ممثلى المجتمع المدنى والإعلام وأصحاب المصالح.
وأشار إلى أن الحكومة المصرية أعدت 11 مبادرة لإطلاقها خلال المؤتمر: المرونة الحضرية المستدامة للجيل القادم، العمل المناخى والتغذية، المياه والتكيف والقدرة على الصمود، الغذاء والزراعة من أجل التحول المستدام، النفايات العالمية الهادفة لتدوير نصف المخلفات الصلبة فى إفريقيا، التحول النظيف والميسور فى الطاقة فى إفريقيا، الحياة اللائقة للمرونة المناخية من أجل رفع القدرات الإفريقية على التكيف مع تغير المناخ.
وفى إطار التناول الموضوعي، نوهت مواقع إسرائيلية إلى أن دائرة الأديان فى وزارة الخارجية الإسرائيلية، عقدت الخميس الماضى أول مؤتمر بين الأديان من نوعه بشأن دور القيادة الدينية فى التعامل مع تغير المناخ، بهدف تشجيع المجتمعات الدينية فى إسرائيل وحول العالم، على التخفيف من آثار التغير المناخى الذى يسببه البشر وتعزيز استخدام الطاقة المتجددة.
الإعلام الآسيوي
كما أبرزت نشرة الاستعلامات متابعة الإعلام الآسيوى لاستضافة مصر مؤتمر قمة المناخ (COP 27) بشرم الشيخ، حيث أبرزت أن مصر تعول كثيرا على مؤتمر المناخ لإلزام الدول المتقدمة بالتزاماتها بتمويل مشروعات التكيف وتخفيف الآثار الضارة والتغيرات المناخية، وأوضح المشاركون بالمؤتمر أنهم لن يكتفوا بإلقاء بيانات على غرار الجلسة العامة، ولكن لديهم ست موائد مستديرة لمناقشة قضايا شائكة، كما صرح الأمين العام للأمم المتحدة «أنطونيو جوتيريش» بأن الوقت قد حان لعقد «اتفاق تاريخي» بين البلدان المتقدمة والناشئة، حيث تقدم الدول الأكثر ثراء المساعدة المالية والفنية لمساعدة الدول الفقيرة على تسريع تحولات الطاقة المتجددة.
كما أشار الاعلام الآسيوى إلى أن تداعيات الأزمة الروسية- الأوكرانية ومطالبات المساعدات تلقى بظلالها على محادثات المناخ فى مصر، كما طرحت تساؤلا حول اعتماد استراليا بشكل كبير على الكربون، فهل تستغل قمة المناخ COP 27، لتتحول إلى دولة رائدة فى الطاقة المتجددة.
فيما أشار الإعلام الهندى إلى أن التركيز الرئيسى هذا العام سيكون على تمويل المناخ، حيث ستضغط الهند من أجل تمويل أفضل لدول مجموعة العشرين، كما دعا الإعلام الباكستانى إلى مطالبة العالم بالالتزام بمساعدة الدول التى تعرضت لخسائر وأضرار ناجمة عن الاحتباس الحراري، حيث تعرضت باكستان لكوارث مناخية متتالية فى السنوات الأخيرة.