أول من تنبأ بعالمية «أديب نوبل».. كُتاب: وديع فلسطين الحارس الأخير لبوابة الكبار
غيّب الموت الكاتب الصحفي والمترجم وديع فلسطين، عن عمر ناهز الـ99 عامًا، والذي يعد أحد أهم وأبرز الكتاب الصحفيين في مصر وعالمنا العربي، وذلك يرجع لموسوعيته الثقافية والسياسية ومساهماته في مختلف مجالات المعرفة ما بين الصحافة والأدب إلى جانب الترجمة.
«الدستور» يرصد في السطور التالية، ردود أفعال المثقفين والكتاب على وفاة الكاتب وديع فلسطين..
وكتب عنه الكاتب محسن جمال الدين، بمجلة الأديب تحت عنوان "وديع فلسطين بين العطاء والحرمان"، أن وديع فلسطين تنكر له الأقربين، وجهل قيمته الأبعدون، ولو أني اردت أن أكشف عما أصابه من منغصات الحياة التي سمعت عنها، ومن غيره لحملت طاقة قلوب المحبين، مالا يستطيع حمله ولجرحت أفئدتهم.
وكتب عنه الكاتب أنور الجندي في مجلة الأديب عدد يناير 1964، مقالًا أشار فيه إلى ان “الاستاذ وديع فلسطين، كاتب خصب الانتاج، موفور الثقافة، عميق أوجه الفكر، من أابناء تلك المدرسة الوسطى التي تجمع بين القديم والجديد وثقافة الشرق والغرب على هدى وبصيرة”.
وقالت عنه الكاتبة ولاء أبوستيت صاحبة كتاب"حارس بوابة الكبار الأخير.. وديع فلسطين" كان من رواد الصحافة المصريين إلا أن مكان عمله كان بمثابة كارثة عليه تحملها طوال حياته إهمالا وتغييبا، وظل يعيش بعيداعن أي ضوء، رافضا السياسة أو مجرد الخوض فيها ولو كلمة واحدة، إذ كان يعمل بجريدة "المقطم" آنذاك، ووصل به الأمر أن يكتب افتتاحيتها في الكثير من الأحيان، بل قال إنه في السنوات الأخيرة من عمر الصحيفة كان هو المحرر الدائم لهذه الافتتاحية بالرغم من عدم ورود اسمه بها.
وتابعت “أبو ستيت” أنه رجل رماه القدر لأن يحسب على المعسكر الآخر من ثورة 23 يوليو، فعاش عقودًا طويلة بعيدًا مظلومًا، صامتا وربما خائفا من الحكي يصدر دائما كلمة:"أنا لا دخل لي بالسياسة"، حتى جاءت ثورة 25 يناير 2011، فتحرر الشيخ الكبير الذي يقف على مشارف التسعين، ليبدأ الخوض في السياسية وحكاياتها رغم أن مسار حياته لم يتغير.
من هو وديع فلسطين؟
ولد عام 1923 بمركز أخميم بمحافظة سوهاج، وتخرج في قسم الصحافة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، عام 1942، وعمل بالصحافة السياسية والاقتصادية والأدبية، وكانت بدايته في جريدتي "المقتطف" و "المقطم" بين عامى 1945 و 1952.
وألف وديع فلسطين وترجم ما يجاوز عدده 40 كتابا في الأدب والإقتصاد والسياسة وعلوم الصحافة التي قام بتدريسها في الجامعة الأمريكية بالقاهرة على مدى عشر سنوات بين عامي 1948 و1957.
ومن ابرز ماقدمه فلسطين "وديع فلسطين يتحدث عن أعلام عصره"، وهو في جزئين، يسجل فيهما علاقاته بنحو مئة من الأعلام في مصر والبلاد العربية والمهاجر وديارات المستشرقين. وقد ذُكر بأنه أول من تنبأ بأن نجيب محفوظ سوف يصبح ذا شهرة عالمية، وبالفعل فقد حاز على جائزة نوبل للأدب عام 1988.
شارك في إخراج عدد من الموسوعات منها الموسوعة العربية الميسرة، و"موسوعة الإقباط" باللغة الإنجليزية الصادرة في ثمان أجزاء عن جامعة يوتاه في الولايات المتحدة الأمريكية، و"موسوعة أعلام مصر والعالم"، و"موسوعة من تراث القبط".
انتخب وديع فلسطين عضوا في مجمعي اللغة العربية في كل من سوريا (1986) والأردن (1988) الشهيرين، ومن المستغرب أنه لم يدعى لدخول مجمع اللغة العربية في بلده، وهو أحد الأدباء المصريين القلائل الذين لهم شهرتهم في أنحاء العالم العربي وليس فقط ضمن حدود مصر.