بـ«50 قرشا».. كيف خرجت الأغنية الأولى للفنانة رجاء عبده؟
عاشت الفنانة رجاء عبده في عزلة عن المشهد الفني بداية من فترة الخمسينات إلى أن توفيت إثر نوبة سكر عن عمر يناهز 79 عاما.
ظهرت رجاء عبده في الجيل التالي لجيل منيرة المهدية وأم كلثوم، ونافست مطربات جليها، نور الهدي وليلى مراد ونجاة علي وأسمهان، وجميعن شاركن الفنان محمد عبد الوهاب في بعض أفلامه السينمائية.
كان الظهور الأول للفنانة رجاء عبده في السينما في فيلم "وراء الستار" عام 1937 إخرج كمال سليم في ظهور السينمائي الأول، وشاركها البطولة الفنان عبد الغني السيد.
ولدت رجاء عبده في شبرا بالقاهرة، لوالد يعمل في هيئة التلغراف، وفي ظروف أسرية غير مستقرة لخلافات بين والديها، وعاشت مع 5 أولاد، ثلاث صبيان وبنتين.
اسمها الحقيقي اعتدال جورج عبد المسيح، حاولت والدتها أن تجهض نفسها وهي حامل بها بسبب شجار بينها وبين زوجها، وانتهى الأمر بالانفصال بينهما، وظل شعور "رجاء" بالظلم من والدتها بداخلها دوما.
انتقلت والدة رجاء عبده إلى منطقة الزيتون، وعندما وصلت الابنة لعمر 5 سنوات، ألحقت بمدرسة "سيدة الرسل" للراهبات، ولم تكن "رجاء" طالبة متوفقة طوال فترة الدراسة، لأنها كانت شغوفة بالاستماع للموسيقى.
بدأت الغناء والترتيل في العاشرة من عمرها وقتما كانت والدتها تصطحبها إلى مولد القديسة دميانة في مدينة بلقاس. استمع إليها جارهم إسماعيل نجل حسين باشا كامل مدير هيئة سكك حديد مصر آنذاك، ففكر أن ينقلها من مرحلة الهواية إلى الاحتراف، فبدأ فاصطحابها إلى محطات الإذاعة الأهلية مثل محطة "فؤاد"، و "سابو"، و"مصر"، ووافقوا على أن تغني "رجاء" على ألحان إسماعيل مقابل أجر 50 قرشا.
وكانت الأغنية الأولى التي تغنيها رجاء عبده "يا سلام سلم على جمالك" للمحلن سيد عبد العزيز.