«الروم الملكيين» يحيون تذكار القدّيسَين الشهيدَين مركيانوس ومرتيريوس
يعيد الروم الملكيين اليوم بتذكار القدّيسَين الشهيدَين مركيانوس ومرتيريوس الكاتبَين.
وكان مرتيريوس شماساً رسائليّا، ومركيانوس مرنّماً وقارئاً. وكانا يقومان بوظيفة أمانة سر القدّيس بولس رئيس اساقفة القسطنطينيّة، في عهد الإمبراطور الاريوسي قسطنسيوس. وعندما نفي القدّيس بولس إلى أرمينيا حيث مات وقد خنقه الاريوسيون، قطع رأس الشهيدين مركيانوس ومرتيريوس لأجل الإيمان القويم سنة 358. وقد دفن جثمانهما بالقرب من أسوار القسطنطينيّة. وسرعان ما أضحى ضريحهما مزاراً ومكان عبادة وصلاة على غرار أضرحة الشهداء في أوائل النصرانية. وقد عمل على تشييده كلّ من رئيسي أساقفة القسطنطينيّة القدّيس يوحنا الذهبي الفم وسيسينيوس.
القت الكنيسة عظة احتفالية بهذه المناسبة قالت خلالها ان "لِيُقَدَّسِ ٱسمُكَ، لِيَأتِ مَلَكوتُكَ". أيّتها الفتيات، تأمّلنَ هنا حكمة ربّنا الواسعة! ماذا نطلب حين نطلب هذا الملكوت؟ كان ربّنا يعرف ضعفنا الكبير. كان يعرف أنّنا عاجزون عن تقديس الاسم القدّوس للآب السماوي، وعن مدحه وتمجيده بطريقة لائقة، إلاّ إنه استبدل ذلك من خلال إعطائنا ملكوته، هنا على الأرض. لهذا السبب، قام الرّب يسوع الطيّب بجمع هذين المطلبين.
برأيي، أحد أهمّ الخيرات التي يختزنها ملكوت السماوات، هو أنّنا نتخلّص من جميع الأمور الموجودة على الأرض، ونتذوّق راحة وغبطة حميمتين، ونستمتع بفرح الجميع وسط سلام دائم، وسط سعادة عميقة لرؤية جميع المختارين يقدّسون الربّ ويمدحونه، ويباركون اسمه، بدون أن يكون هنالك أحد لإهانته. يحبّه الجميع وليس للنفس أيّ انشغال آخر سوى أن تحبّه، وهي لا تستطيع التوقف عن محبّته لأنّها تعرفه.
حسنًا! لو أُعطي لنا أن نعرفه، لأحبَبناه أيضًا هنا على الأرض، لكن ليس بهذه الطريقة المثاليّة وليس بهذا الثبات. بالمختصر، كنّا سنحبّه بطريقة مختلفة عمّا نحبّه... هذا معقول بالنسبة إلى النفس، منذ هذا النفي، بنعمة الربّ. لكن يبقى صحيحًا أنّها لا تستطيع بلوغه بشكل كامل... لأنّنا ما زلنا نبحر على بحر هذا العالم، وما زلنا مسافرين. لكن في بعض الأوقات، حين يرى الربّ أنّنا تعبنا من الطريق، يقوم بوضع قدراتنا كلّها وسط الهدوء ونفسنا وسط السكينة. حينها، يكشف بكلّ وضوح، من خلال نكهة مسبقة، ما هي نكهة المكافأة المحفوظة لأولئك الذين يدخلهم إلى ملكوته.