في كراه.. من هو إيلاريون الكبير قديس البيزنطيين؟
تحتفل كنيسة الروم الملكيين المعروفة باسم الكنيسة البيزنطية اليوم، برئاسة المُطران جان ماري شامي، بذكرى القديس البار إيلاريون الكبير.
عاش القدّيس إيلاريون في غزة، في جنوب فلسطين، في عهد الامبراطور قسطنطين الكبير، وقد جاء الإسكندرية سعياً وراء العلم، ونال فيها سرّ العماد المقدس، وإذ سمع بحياة البار انطونيوس الكبير، ذهب إليه وعاش بالقرب منه تلميذاً له في التنسّك. ثم رجع إلى بلاده واستوطن القفار، ولقد منحه الرب موهبة النبوءة، وقد مات في الثمانين من عمره سنة 371.
وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة قالت خلالها إنّ مَن تحتقرُه اليوم كان في زمن معيّن أعلى منك؛ ومَن هو إنسان اليوم كان كاملاً إلى الأبد. كانَ في البدء من دون سبب، ثم تنازلَ والتفت إلى حال هذا العالم ومشاكله، وقد اتخذ طبيعتَكَ الخشنة من أجل خلاصِكَ، أنتَ مَن يقوم بإهانة الربّ وباحتقاره، لقد لُفَّ بالأقمطة، لكنّه تخلّصَ من كفنه عند القيامة. أُضجِعَ في مزود، لكنّ الملائكة مجّدَتْه، ودلَّ النجمُ عليه، وسجدَ له المجوس، اضطر إلى الهرب إلى مصر، لكنّه خلّصَ هذا البلد من خرافات المصريّين. كانَ "لا صورَةَ لَهُ وَلا جَمالَ" أمام أعدائه، لكنّه في نظر داود "أكثرَ جمالاً من بَني البشر" وعلى الجبل أضاءَ وجهُه كالشمس. قبل العماد بطبيعته الإنسانيّة، لكنّه محى خطايانا بطبيعته الإلهيّة. لم يكن بحاجة إلى التطهير، لكنّه أرادَ أن يُقدّسَ المياه. تعرّضَ للتجربة بطبيعته الإنسانيّة، لكنّه انتصرَ بطبيعته الإلهيّة، هو مَن "غلبَ العالم"، جاعَ، لكنّه أطعمَ الآلاف، هو "الخبر الحيّ الذي نزلَ من السماء"، عطشَ، لكنّه صرخَ “إنْ عَطِشَ أَحَدٌ فَليُقبِلْ إليَّ وَليَشْرَبْ”، عرفَ التعب، لكنّه الراحة “لكلّ المُتعَبين والمُثقَلين”، قيل عنه "إنّه سامري وإنّ به مسًّا من الشيطان"، لكنّه خلّصَ الرجل الذي وقعَ بين أيدي اللصوص، وجعلَ الشياطين تهرب، صلّى، لكنّه يستَجيبُ للصلوات. بكى، لكنّه يُكفكِفُ الدموع، بيعَ بثمن زهيد، لكنّه اشترى العالم بثمن باهظ: اشتراه بدمه.
سيقَ إلى الموت كالنعجة، لكنّه قادَ إسرائيل والعالم كلّه اليوم، إلى المرعى الخصيب سكتَ كالخروف، لكنّه الكلمة الذي أعلنَه الصوت الصارخ في البريّة ضُرِبَ وأُصيبَ بجروح، لكنّه يشفي كلّ الأمراض وكلّ الإعاقات، رُفِعَ على خشبة وسُمِّرَ عليها، لكنّه خلّصَنا بواسطة شجرة الحياة، ماتَ، لكنّه أحيا من الموت. دُفِنَ، لكنّه قامَ وصعدَ إلى السماء وحرّرَ النفوس التي كانَتْ في المطهر.