أقصر الحكومات فى تاريخ بريطانيا.. الأزمة الاقتصادية تنهى ولاية «تراس» بعد 45 يومًا
قالت شبكة «سي إن إن» الأمريكية، إنه من الصعب تصديق استقالة رئيسة وزراء بريطانيا «ليز تراس»، بعد مرور أقل من 6 أسابيع على اعتمادها قبل يومين من وفاة الملكة إليزابيث الثانية، لتصبح رئيس الوزراء رقم 56 في تاريخ المملكة المتحدة.
أزمة اقتصادية كبرى
وذكرت الشبكة الأمريكية أنه بعد انتهاء فترة الحداد على وفاة الملكة إليزابيث الثانية، وضعت «تراس» وحليفها المقرب المستشار «كواسي كوارتنج»، خططًا لحزمة مالية أطلق عليها اسم "الميزانية المصغرة"، ولكن مع عواقب قد تبدو كبيرة للغاية.
وأضافت أن مقترح «تراس» و«كوارتنج» لدفع الاقتصاد بقوة لتحقيق النمو من خلال التخفيضات الضريبية غير الممولة، تسبب في اضطراب الأسواق، مما أدى إلى تراجع قيمة الجنيه الإسترليني، وإجبار بنك إنجلترا على التدخل لمنع انهيار صناديق المعاشات التقاعدية.
وأشارت الشبكة إلى أنه في الأسبوع الماضي عادت «تراس» و«كوارتنج» من واشنطن العاصمة، حيث كانا يحضران اجتماعًا لصندوق النقد الدولي، لتصدر قرار إقالته، وعينت في منصب المستشار «جيريمي هانت»، وهو مرشح من الجناح المعتدل المقابل للحزب، لكنه جاء في المركز الثامن خلفها في المنافسة ليحل محله بوريس جونسون الصيف الماضي.
وأوضحت أنه في يوم الإثنين، اتخذ «هانت» خطوات لاستقرار الأسواق من خلال التخلي عن الميزانية المصغرة بالكامل، بما في ذلك التخفيض المخطط له في ضريبة الدخل بمقدار بنس واحد، وزيادة ضرائب الشركات والتسوق الخالي من ضريبة القيمة المضافة للسياح، وكان «تراس» و«كوارتنج» قد اضطرا بالفعل للتخلي عن خططهما بإلغاء أعلى معدل ضرائب 45 بنسا.
أقصر حكومة بريطانية
وفي السياق، ذكرت صحيفة «الجارديان» البريطانية، أن رئيسة الوزراء البريطانية «ليز تراس» أثارت جدلًا كبيرًا باستقالتها بعد 45 يومًا فقط من توليها مهام منصبها، لتصبح ولايتها الأقصر في تاريخ حكومات المملكة المتحدة.
وقالت ليز تراس إنها تولت منصبها في وقت تشهد فيه بريطانيا عدم استقرار اقتصادي ودولي كبيرين، حيث كانت العائلات والشركات قلقة بشأن كيفية دفع فواتيرهم، كما هددت الحرب الروسية- الأوكرانية أمن القارة بأكملها، وتأخرت بريطانيا لفترة طويلة بسبب النمو الاقتصادي المنخفض، مشيرة إلى أنها اُنتخِبَت من قبل حزب المحافظين بتفويض لتغيير هذا الوضع.
وذكرت «تراس» في خطابها، أنها قامت- في أقصر حكومة بريطانية في التاريخ- بتسليم فواتير الطاقة وقطع التأمين الوطني، مشيرة إلى أنها وضعت رؤية لضريبة منخفضة واقتصاد عالي النمو، من شأنه أن يستفيد من حرية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
واعترفت بأنها لا تستطيع تنفيذ تفويض حزب المحافظين، وقالت: «لذلك تحدثت إلى جلالة الملك لإبلاغه بأنني سأستقيل من منصب زعيم حزب المحافظين».