رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اليوم.. ذكرى القدّيس العظيم في الشهداء أرتاميوس في الكنيسة البيزنطية

جان ماري شامي
جان ماري شامي

تحتفل كنيسة الروم الملكيين المعروفة باسم الكنيسة البيزنطية اليوم، برئاسة المُطران جان ماري شامي، بذكرى القدّيس العظيم في الشهداء أرتاميوس.

كان القدّيس أرتاميوس من أشراف الإسكندرية وصديقاً للإمبراطور قسطنطين الكبير، واستشهد في عهد يوليانوس الجاحد في مدينة أنطاكية سورية، وتعيد له الكنيسة المارونية تحت اسم القدّيس شلّيطا.

وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة قالت خلالها: "لا تَظُنُّوا أَنِّي جِئتُ لأَحمِلَ السَّلامَ إِلى الأَرض، ما جِئتُ لأَحمِلَ سَلاماً بل سَيفاً: جِئْتُ لأُفِّرقَ بَينَ المَرءِ وأَبيه والبِنْتِ وأُمِّها، والكَنَّةِ وحَماتِها فيكونُ أَعداءَ الإِنسانِ أَهلُ بَيتِه".  

في كلّ مقاطع الإنجيل تقريبًا، يلعب المعنى الروحي دورًا مهمًّا؛ إنما في هذا المقطع بشكل خاص، يجب البحث في حبكة المعنى عن العمق الروحي، كي لا نتراجع أمام صعوبة تفسير مبسّط... كيف يقول بنفسه: "السَّلامَ أَستَودِعُكُم وسَلامي أُعْطيكم" إن كان قد أتى ليفصل بين الآباء وأبنائهم، والأبناء وآبائهم، بكسره الروابط التي تجمعهم؟ كيف يمكن أن يكون "مَلْعون المُحتَقِرُ أَباه" وصالح إن تركه؟

إن فهمنا أن الإيمان يأتي في المرتبة الأولى، والمحبّة البنويّة في المرتبة الثانية، يمكننا أن نفهم كيف تتضّح هذه المسألة؛ يجب أن يأتي كلّ ما هو إنساني بعد كلّ ما هو إلهي. 

فإن كانت علينا واجبات تجاه الأهل، فكم بالحريّ تجاه آب الأهل، الذي يجب أن نكون ممتنّين له من أجل أهلنا؟... إذَا هو لا يطلب أن نتخلّى عن الذين نحبّهم، لكن أن نفضّل الله فوق كلّ شيء. 

ففي كتاب آخر قال: "مَن كانَ أَبوه أو أُمُّه أَحَبَّ إِلَيه مِنّي، فلَيسَ أَهْلاً لي". لا يُمْنَعُ عنك محبّة أبويك، إنما تفضيلهما على الله. فالعلاقات الطبيعيّة هي نعمة من الرب، ولا يجب على أحد أن يحبّ هذه النعم المعطاة، أكثر من الله الذي يحفظ النعم التي يهبها.