على الانتخابات رايحين.. نازلين بالملايين
يقولون لى ما سر هذه الابتسامة التى لا تفارقك؟ ما سر هذا التفاؤل المستمر حتى فى أحلك الظروف واللحظات؟ أرد باسمة: لأننى أثق أن مصر محروسة بربها وشعبها، وأن شعب مصر العظيم لم يخذلها عبر لحظات التاريخ العصيبة التى تمر بمصر..
...شعب يهب فى لحظة الخطر عبر شعور جماعى بالحقوق التى عليه لمصر. مصر النيل، مصر الأمل، مصر الألم. فى الأسابيع الأخيرة ومع بدايات الدعاية الانتخابية لمرشحى الرئاسة كان من حظى أن أذهب إلى أماكن كثيرة فى مصر من أحياء شعبية مثل حى منشية ناصر إلى قرى ومدن فى المنوفية والإسكندرية والشرقية (قرى مثل بساتين بركات ببلبيس، وفى منيا القمح)، إلى مجموعة من أهالى مصر الطيبين فى شبرا فى مدرسة نوتر دام ديزا. كثير من الأماكن قابلت من خلالها وجوها مصرية أصيلة، وجوها تحمل الإرهاق وتحمل التفاؤل أو الإحباط تتساءل جميعها عن مستقبل مصر وعن استكمال تحقيق الحلم الذى بدأناه معا فى 25 يناير 2011، وعن حكومات لم تحقق أهداف ثورتنا منذ خلع مبارك فى 11 فبراير. تتساءل عن القصاص العادل وحق الشهداء، تتساءل عن عود العمال المفصولين وعودة الشركات وضخ الاستثمارات فى هذه الشركات والمصانع حتى تدور عجلة الإنتاج. يتساءل عن ارتفاع الأسعار وعن عدم تطبيق الحد الأدنى للأجور ولا الحد الأقصى. عن حريات التعبير السلمية التى ضحى من أجلها الشعب المصرى ولن يستطيع أحد انتزاعها منه، عن برامج المرشحين وكيفية تنفيذها، عن ارتفاع معدل النكو وعن خطة إنتاجية فى فترة زمنية محددة تجعلنا نشارك معا فى تحقيقها، عن البرلمان القادم وهو أخطر برلمان فى تاريخ مصر لأنه جاء بعد دستور يحمل مبادئ عامة بالحريات والمساواة على أساس تكافؤ الفرص والمواطنة وحقوق الطفل والمرأة وعدم التمييز بين المواطنين، بل وتجريم التمييز! دستور ينص على مجانية التعليم فى جميع مراحله وزيادة ميزانية التعليم والبحث العلمى، دستور ينص على حق الصحة والعلاج والتأمين الصحى الشامل الاجتماعى التكافلى لجميع المصريين ضد جميع الأمراض. وينص على حق السكن الصحى والغذاء الصحى. يتكلمون، يتساءلون، يتهامسون، يثرثرون، يختلفون أو يتفقون، ولكن الجميع فى حالة حراك سياسى، منهم من لا ينام من التفكير فى مسقبل مصر العظيمة الحرة الأبية.
ووسط هذا المشهد وكل صوره والذى يدفع بنا إلى الأمام لتحقيق خارطة المستقبل، خارطة الطريق لاستكمال مسارنا الديمقراطى، ووسط إصرار الشعب المصرى على عدم عودة أى من النظامين الخلوع والمعزول، ووسط تخوفات من عودة الفاسدين الذين يطلون كالثعابين برءوسهم، خلا هذا المشهد متصورين أنهم سيعيدون مجد فسادهم وإهدارهم للمال العام مرة أخرى، هذا غير الذين يحاولون القفز إلى المشهد السياسى مرة أخرى من الجماعات الإرهابية المتاجرة بالدين وبالشرف وبالعرض وبالوطن. من لا دين ولا وطن ولا أخلاق ولا ضمير لهم، يريدون القفز إلى المشهد لعدد من المبادرات البائسة حتى يتمكنوا مرة أخرى من الانقضاض على مصر لاستكمال مخططهم هم ومن يدعمونهم، مخطط التفتيت والتقسيم لبلدنا ووطننا.
وفى إطار محاولاتهم البائسة الفاشلة يبدأون فى تصعيد مخططهم الإرهابى فى كل أنحاء مصر لإفشال يومى التصويت فى 26 و27 مايو الأسبوع القادم، ولكن هيهات، فالشعب المصرى ماض بخطوات ثابتة شجاعة فى طريق استكمال خطواته وأولها النزول للإدلاء بصوته فى الانتخابات ونحن شعب لا نخشى ولا نخاف إلا الله سبحانه وتعالى، ونعرف أن العمر واحد والرب واحد، وسننزل فى أكبر عرس ديمقراطى وفى يوم فرحة نزف فيها الملايين، مصر عروسة لابسة الطرحة!
القوى المضادة للثورة البائسة واليائسة تحاول أن ترمى بإشاعات منها أن نتيجة الانتخابات محسومة وأنه مش لازم نخرج من بيوتنا وصوتى مش هايفرق. لأ الصوت الواحد هايفرق لأن العالم الذى شاهد أكثر من ثلاثين مليون خرجوا فى 30 يونيو ليسقطوا نظام حكم المرشد متربصين بنا وينتظرون خروج عدد أقل ليبرروا أن ما حدث انقلاب وليس ثورة. وهذا معناه أنه يجب علينا أن ننزل أكثر من الثلاثين مليونا للتأكيد على ثورتنا ونخرس الألسنة التى تريد لنا شرا. أصوات أخرى تتعالى محاولة التشكيك فى المرشحين، هذا سيتصالح ويمد يده للجماعات الإرهابية وذاك سيعيد لنا دولة مبارك، دولة الفساد والاستبداد وتزاوج السلطة ورأس المال والتبعية. وأرد على هؤلاء قائلة وبصوت عال: إن شعب مصر الأصيل العظيم الواعى الذى قام بثورة سلمية أذهلت العالم فى 25 يناير 2011 واستكملها فى 30 يونيو 2013 لعزل نظام المرشد العام لجماعة الإخوان الإرهابيين ومن يدعمونهم، بل وأفشل مشروع الدول الطامعة الاستعمارية الكبرى وذراعها فى المنطقة قطر وتركيا أقول لهم إن شعب العظيم لن يسمح مرة أخرى بعودة أى من النظامين المخلوعين والمعزولين وسيستمر فى نضاله لتحقيق حلمه فى العدالة الاجتماعية والحرية والكرامةواستقلال الإرادة وإنهاء التبعية. لذا سيخرج شعب مصر ليسطر فى تاريخ البشرية وبحروف من ذهب أن أكثر من أربعين مليونا خرجوا ولأول مرة فى تاريخ البشرية، وبحروف من ذهب، أكثر من أربعين مليونا خرجوا ولأول مرة فى التاريخ يختارون رئيسهم، فكلنا يعرف أن الظهير الشعبى للرئيس سيكون السبب الرئيسى لاستكمال أهدافنا.