كاثوليك مصر يحيون ذكرى القديس بطرس دا الكانتارا الكاهن
تحتفل الكنيسة الكاثوليكية بذكرى القديس بطرس دا الكانتارا الكاهن، وفقًا لدراسة أعدها الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني، فقد ولد بطرس في عام 1499م في مدينة الكانتارا بإسبانيا، وتربي تربية فاضلة فأخذ عن والديه حياة التقوى والصلاة، والتحق بجامعة سالمنكا لمدة سنتين وتفوق في الدراسات الفلسفية وعلم الرياضيات. وكان يجالس العلماء من رجال الدين ن فأخذ منهم بعض مكنونات الحياة الرهبانية.
ومن خلال مناجاته الدائمة لله أدرك زوال العالم وأحب حياة التكريس.
ولما بلغ السادسة عشر من عمره التحق بالرهبنة الفرنسيسكانية وانضم إلى الرهبان المدعوين
"حفاة حراسة الإنجيل المقدس" وقضى سنة الابتداء في ممارسة جميع الفضائل الرهبانية ولم تمر عليه أكثر من ستة سنوات حتى اختاره رؤساؤه معلماً على رأس مجموعة من الرهبان، حيث برزت فيه فضيلة التواضع وخدمة الآخرين.
كما امتاز بالتقشف ولبس المسوح مدة عشرين سنة، وكان الخبز اليابس طعامه اليومي، أما في الأعياد فكان يستخدم بعض الخضروات، وكان يقول في هذا الصدد: "عهد بيني وبين جسدي، وهو أن أعامله معاملة سيئة في هذه الأرض وأنا وعدته أن أريحه في الآخرة".
وكان يرغب تطبيق فضيلة الفقر عملياً وليس ظاهرياً، وكان يقول للقديسة تريزا الأفيلية" لابد من تطبيق الفقر بدقة ومن الاعتماد على "العناية الإلهية كلية".
وعن فضيلة التواضع كان يقول "إني خادم بدون فائدة في بيت الله".
وفى أثناء توليته رئاسة الدير كان يقوم بالأعمال الوضيعة كالنظافة وغسل الاواني وتقطيع الأشجار وحملها على ظهره. ورفض ان يكون مرشداً للإمبراطور شارل الخامس والاميرة حنة. ولمن كان يتشكى من شكوك العالم كانت نصيحته:" لا تتألم هناك ما يصلح الأمور ألا وهو أن نبدأ انا وأنت في إصلاح ما يجب إصلاحه وبذلك يحدث التجديد. خطانا هو أن كلاً منا يريد تغيير الآخرين ولا يفكر في تغيير ذاته، هكذا يتمكن الشر دون إصلاح". احتلت الصلاة أكبر مساحة في حياته، فكان يصلي طوال النهار وفى أي مكان لذلك كان الشيطان يهاجمه ويرميه بالحجارة. وقال في شأن الصلاة:" هناك بعض الناس بعد ان ينالوا نعمة من الرب لا يقدرون الوقت ولا العبادة، وفى ذلك خطر عظيم. لقد أعطاه الرب موهبة الرؤى والاختطاف. فقد شوهد مراراً مرتفعاً فوق الكنيسة والأشجار.
وفى الليل شاهده الرعاة راكعاً يصلي على ارتفاع شاهق وجسمه يشع نوراً وأيضا أثناء احتفاله بالذبيحة المقدسة كان يختطف مراراً كثيرة. وقد حباه الله نعماً كثيرة منها شفاء المرضى والتنبوء ومعرفة خفايا القلوب والتواجد في أماكن متعددة في آن واحد. واستطاع بصلاته منع وقوع الجفاف وتفجير المياه. وكانت أكبر نعمة نالها هي ظهور السيد المسيح والعذراء مريم له. وتؤكد تلميذته القديسة تريزا الافيلية أنه شاهدته اثناء القداس الإلهي يشترك معه القديسان فرنسيس الأسيزي والقديس أنطونيو البدواني، وكان قد مر على انتقالهما أكثر من 300 سنة. لقد منح الرب عبده هذه النعم والفضائل بهدف الرسالة التي سيكلف بها، ولأنه كان اميناً عليها، فقد فتح باب السماء لأعداد لا تحصى من الخطأة وقاد كثيراً من النفوس التواقة الى الكمال.
كان همه الأول أن يفهم المؤمنون تعاليم الإنجيل وأن تصل الى الجميع. فى النهار يعظ ويسمع إعترافات المؤمنين ويعلم الصغار ويزور المرضى، وفى المساء ينزوي ليصلي. ويسجل لنا التاريخ ان القديس بطرس دا القنطرة كان في مقدمة من اشتركوا في تجديد قانون رهبنة الكرمل. وفى سنة 1528م أختير رئيساً للرهبنة، وقد اهتم بسد احتياجات الرهبان الروحية.
وكان يسافر ماشياً على الأقدام وبدون مؤنة معتمداً على ما يقدم من خبز في الطريق وكان يلجأ الى الأكواخ ليقض ليله فيها.
وفى 18 أكتوبر 1562م كان القديس بطرس دا الكانتارا يستعد لترك ارض المنفى الى الوطن السماوي. لذلك جمع تلاميذه ليزودهم بنصائحه الأخيرة.
وعند قرب الساعة تعزي بظهور مريم العذراء حاملة الطفل يسوع وبجوارها القديس يوحنا الحبيب. وبعد ان تزود بالاسرار المقدسة طلب الصفح من جميع الحاضرين عن كل ما تسبب من أخطاء.
وبدا يتلو مزمور الى الرب اصرخ، وأسلم الروح وامتلات الحجرة بالأنوار السماوية وسمعت أصوات ملائكية. وأعلن قديساً في 28 ابريل 1669م على يدي البابا اكليمنضدس التاسع.