«لاتين مصر» يحتفلون بكاتب ثالث بشارة من بشائر الإنجيل
تحتفل الكنيسة اللاتينية، الثلاثاء، بذكرى القديس لوقا البشر، كاتب ثالث البشائر الانجيلية.
وولد لوقا من أسرة يونانية، ارتد إلى الإيمان ورافق القديس بولس، وكتب إنجيله بحسب كرازته. كتب أيضاً حياة الكنيسة الأولى في كتاب آخر هو سفر أعمال الرسل، حيث سرد الحوادث حتى مجيء القديس بولس الى روما.
وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية، قالت خلالها:«حسنة هي كلّ كلمة صادرة عن الرّب يسوع المسيح، لها رسالتها وهدفها، ولا تسقط على الأرض. إنّه لَمُستحيلٌ أن يكون الرّب يسوع، وهو كلمة الله، قد نطق قطّ بكلام زائل، وهو مَن عبَّرَ وفق ما يحلو له عن النصائح العميقة والإرادة القدّوسة لله غير المرئي. فكلّ كلمة صادرة عن الرّب يسوع هي حسنة. لكن حتّى لو نقلها إلينا أناس عاديّون، يمكننا أن نثق أنّه لا يمكن لأيّ ممّا حُفظَ لنا، سواء كان كلامًا لتلميذ أو لمعارض، أو إخبار أو تنبيه أو تأنيب أو تعزية أو إقناع أو إدانة، لا شيء من كلّ هذا له معنى محض عرضيّ، أو مغزى محدود أو جزئي...
على العكس، لا يقلّ كلّ كلام الرّب يسوع المسيح المقدّس قوّة مع مرور العصور وتغيّر الأزمنة، رغم أنّه مكسوّ بلباس مؤقّت ومنظّم بهدف فوريّ، ممّا يُصعّب استخراج ما فيه من معنى آنيّ وطارئ. إنّ هذا الكلام الذي يبقى في الكنيسة، مخصّص ليبقى للأبد في السموات؛ فيمتدّ إلى الأبديّة. إنّه نظامنا المقدّس، العادل والحسن، "مصباحٌ لخُطَاي ونورٌ لسبيلي" ، وينطبق كليًّا وبعمق على زماننا تمامًا كما عندما نطقَ به في البداية.
كان يمكن للكلام أن يكون صحيحًا حتّى لو قامت العناية البشريّة بجمع هذا الفتات عن مائدة الرّب يسوع المسيح. لكنّ ثقتنا أكبر، لأنّنا لم نتلقّاه من البشر بل من الله لم يضعْ لنا الرُّوح القدس، الذي أتى لتمجيد الرّب يسوع المسيح وإعطاء الوحي للإنجيليّين ليكتبوا، إنجيلاً عقيمًا. فليتمجّد اسمه لأنّه اختار وحفظ لنا الكلام الذي يجب أن يكون مفيدًا تحديدًا في الأزمنة الآتية، الكلام الذي يمكن أن يكون شريعة الكنيسة، للإيمان والأخلاق والسلوك. وليست شريعة مكتوبة على ألواح الحجارة، بل شريعة الإيمان والحبّ، الخاصّة بالروح وليس بالحرف، شريعة للقلوب النبيلة التي تقبل أن "تحيا بكلّ كلمة تخرج من فم الله"، مهما كانت متواضعة ومتّضعة.