البيزنطية: مار لونجينوس أشرف على تنقيذ الحكم بالإعدام على المسيح
تحتفل الكنيسة البيزنطية، الأحد، بتذكار القدّيس لونجينوس قائد المئة الواقف بإزاء الصليب.
وتذكر التقاليد القديمة أن قائد المئة الروماني الذي اشرف على تنقيذ الحكم بالاعدام بيسوع والمصلوبين معه، كان اسمة لونجينوس. وأصله من كبادوكية. وانه على أثر الايمان الذي انبثق نوره في نفسه عندما اسلم يسوع الروح، رفض الفضة التي عرضها عليه رؤساء اليهود ليخفي قيامة يسوع، وغادر مع رفيقين له الجيش الروماني وعاد إلى بلاده يكرز بالوهة المسيح. غير أن بيلاطس الوالي، اذ اغراه اليهود بالمال، شكى لونجينوس إلى الامبراطور طبياريوس فأمر هذا بأن يقطع رأسه ورأس رفيقيه. وارسلت هامته المكرّمة من كبادوكية إلى المدينة المقدسة حتى يتأكد لليهود ولبيلاطس انه مات.
في هذه المناسبة، ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: أنا لم أُقنِعْ سامعي اليوم، ولكنّني قد أُقنِعُه غدًا، أو ربّما بعد يومين أو 3 أو بعد زمن، فالصّياد الذي رمى شباكه بدون جدوى في البحر يومًا كاملاً، يصطادُ أحياناً في المساء السمكة التي لم يتمكّن من صيدها طوال النهار. والمزارع لا يتوقّف عن حراثة أرضه حتّى لو لم تأتِ حصادًا جيّدًا لسنواتٍ عديدة. لكن في النهاية، غالبًا ما تُصلِح سنةُ حصادٍ واحدةٍ، كلّ الخسائر السابقة.
لا يَطلبُ الله منّا أن نَنجحَ، بل أن نَعملَ؛ وسيُكافأ عملنا حتّى لو لم يُصغِ إلينا أحد... كان يسوع المسيح يعلمُ بأنّ يهوذا لن يتوبَ ولكنّه بقيَ حتّى النهاية يحاول أن يُهديه، مُؤنِّبًا إيّاه على خطيئته بعبارات مؤثِّرة: "يا صديقي، افعَلْ ما جِئتَ له".. إذًا، إن كان المسيح، وهو مثال الرعاة، قد عَملَ حتّى النهاية على إهداء إنسان ميؤوس منه، فماذا يجب أن نعملَ بدورنا من أجل أولئك الذين يفترض بنا ألاّ نفقد الأمل من احتمال توبتهم؟