في ذكرى وفاته.. التراث العربي المسيحي في كتابات «غريغوريوس» أسقف البحث العلمي
تستعد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بإحياء ذكرى رحيل الأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمي خلال أكتوبر الجاري.
وقال ماجد كامل عضو اللجنة البابوية للتاريخ الكنسي: إنه تميز الأنبا غريغوريوس بعشقه الشديد للغة العربية والتراث العربي المسيحي المكتوب بهذه اللغة، ولعل كل من يستمع إلى عظة أو صلاة قداس لنيافته كان يلاحظ تدقيقه الشديد في نطق اللغة العربية فلم يكن يتوانى لحظة عن مراجعة أي قسيس أو شماس يخطىء في قراءة النطق العربي، وكان كاتب هذه السطور شاهد عيان على هذا الموقف العديد والعديد من المرات.
وأوضح أنه من يتتبع التراث المكتوب للمتنيح الأنبا غريغوريوس يجد نص مقالة بالغة الأهمية لنيافته بعنوان "من آيات التلاقي بين الإسلام والمسيحية" بمجلة الهلال عدد شهر أغسطس 1981، وذكر في سياق المقالة أن نيافته قام بإلقاء محاضرة بمعهد الدراسات الشرقية ثم معهد الدراسات العربية بروما وقام بزيارة مكتبة المعهد وطلب منه الآباء الرهبان بالمعهد إلقاء كلمة في المعهد باللغة العربية فذكر في المحاضرة أن اللغة العربية هي إحدى مجموعات اللغات السامية، وهى من أقدم اللغات الإنسانية ومن أخصبها وأغناها وأجملها وأحفلها بالمعاني، وهي لغة أدب ودين وفن وحضارة.
وذكر نيافته في سياق المحاضرة من بين الأدباء العرب؛ ذكر من بينهم "الأخطل" (640- 708) وكان مسيحيا من بني تغلب، ومنهم قس بن ساعدة المتوفي نحو 600 للميلاد؛ وكان أديبا من نصارى نجران، وصار أسقفا لنجران وكان خطيبا وشاعرا مفوها ومنهم أيضا "ورقة بن نوفل" المتوفي نحو 611م، وهو من حكماء الجاهلي، وكان نصرانيا؛ وروي عنه أنه ترجم الإنجيل إلي العربية.
وكتب دراسة هامة بعنوان "إنصافا لابن العسال" جاءت في كتاب "مقالات موضوعات في المجامع والقوانين الكنسية ذكر فيها أهمية قوانين إبن العسال "مجموع القوانين" حيث ذكر في مقدمة كتاباته "المجد لله الذي شرفنا بأفضل الإيمان والأعمال؛ وثقف أفعالنا الظاهرة والباطنة بشريعتي البدء والكمال، وبعد فإن هذا الكتاب مجموع من الكتب الإلهية والقوانين البيعية، وما فرعه العقل عليها ورده القياس إليها جمعا يخلو مع الاختصار من الإخلال؛ ويجمع بين فائدتي التفصيل والإجمال.
وتابع: لقد جاءت الفرصة للأنيا غريغوريوس لتحقيق حلم عمره؛ ورغبة عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين. في تنقيح الترجمة العربية للكتاب المقدس؛ عندما أمر المتنيح القديس البابا كيرلس السادس (1959- 1971) بتشكيل لجنة لإعادة ترجمة الأناجيل الأربعة إلي اللغة العربية وتكونت من:
1- نيافة الأنبا غريغوريوس – رئيسا.
2- الأستاذ زكي شنودة – عضوا.
3- الدكتور مراد كامل – عضوا .
4- الدكتور باهور لبيب – عضوا .
5- الأستاذ حلمي مراد – عضوا .
وبالفعل أنجزت اللجنة ترجمة الأربعة أناجيل، وصدرت تباعا عن دار المعارف.