الاحتجاجات مستمرة.. عمال النفط ينضمون للتظاهرات في إيران وملاحقات أمنية واسعة للمواطنين
دخلت الاحتجاجات الإيرانية أسبوعها الرابع، وسط حالة من تصاعد التوترات والغضب عقب مقتل الفتاة مهسا أميني على يد شرطة الأخلاق أثناء احتجازها بسبب ارتداء الحجاب، و نرصد التقرير التالي أبرز تطورات الوضع في إيران مع استمرار الاحتجاجات واتساع حدتها.
- زيادة حملات القمع مع انضمام عمال النفط إلى الاحتجاجات
كثفت قوات الأمن الإيرانية حملتها على الاحتجاجات المناهضة للحكومة في عدة مدن كردية، مع انتشار المظاهرات في أماكن أخرى في البلاد إلى قطاع الطاقة الحيوي في البلاد.
وأظهرت تقارير على وسائل التواصل الاجتماعي، أن العاملين في مصافي نفط عبدان وكانجان ومشروع بوشهر للبتروكيماويات انضموا إلى التظاهرات، وساعد مزيج من الاحتجاجات الجماهيرية والإضرابات من قبل عمال النفط وتجار البازار في اكتساح رجال الدين للسلطة في الثورة الإيرانية قبل أربعة عقود.
وأظهر مقطع مصور على موقع تويتر، قيام عشرات العمال بإغلاق الطريق المؤدي إلى مصنع بوشهر للبتروكيماويات في عسلوية على ساحل الخليج الإيراني، وهم يهتفون "الموت للديكتاتور".
وتصاعدت التوترات بشكل خاص بين السلطات والأقلية الكردية التي تقول جماعات حقوق الإنسان إنها تعرضت للقمع منذ فترة طويلة وهو اتهام تنفيه إيران.
وقال مسؤول إقليمي، اليوم الثلاثاء، إن العمال الإيرانيين الذين أضربوا عن العمل يوم الاثنين في مصنع البتروكيماويات في عسالوي غضبوا من الخلاف على الأجور بالإضافة إلى الغضب الكبير بسبب وفاة امرأة في حجز الشرطة.
وقال المحافظ علي هاشمي ،إن بعض الإيرانيين حاولوا اختطاف احتجاجات العمال من خلال ترديد شعارات مناهضة للحكومة، بحسب حساب تليجرام من نادي الصحفيين الشباب الإيراني.
- المتظاهرون يخشون الذهاب الى المستشفيات
فيما قالت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية ومقرها النرويج، إن عدد القتلى ارتفع إلى 185 على الأقل ، بينهم 19 طفلاً على الأقل ، مع استمرار غضب الإيرانيين على قادتهم الثيوقراطيين في الأسبوع الرابع.
وحسب شبكة سي بي إس الامريكية، قُتل بعض الإيرانيين الذين انضموا إلى الاحتجاجات على أيدي قوات الأمن بينما تشن حملة قمع واسعة النطاق لقمع الاضطرابات، بينما لقي آخرون مصرعهم لاحقًا متأثرين بجراحهم.
يخشى العديد من الإيرانيين الذين أصيبوا على يد قوات الأمن وسط الاحتجاجات من الذهاب إلى المستشفى لتلقي العلاج، لأن بعض المتظاهرين الذين يسعون للحصول على المساعدة الطبية تم احتجازهم، وفقًا لمصادر مطلعة من داخل إيران وخارجها.
وفي السياق ذاته، أشارت تقارير إخبارية إلى أن شرطة الاخلاق الإيرانية - القوة ذاتها المتهمة بتعذيب وقتل مهسا أميني البالغة من العمر 22 عامًا قبل شهر تقريبًا، مما أثار الاضطرابات الحالية - تستخدم حتى سيارات الإسعاف في العاصمة طهران لنقل المتظاهرين المصابين مباشرة إلى مراكز الشرطة.
- المخابرات تلاحق مصابي التظاهرات
وقال طبيب إيراني لشبكة "سي بي إس" نيوز، إنه "بمجرد دخولهم المستشفى، يوجد عملاء استخبارات وأفراد من الحرس الثوري يسجلون أسمائهم، وتابع لقد رأينا حالات خضع فيها المرضى المصابون لعملية جراحية في المستشفيات وخرجوا من المستشفى فيما بعد ثم اعتقلوا".
وأوضح الطبيب أن هذا هو السبب وراء بقاء العديد من المتظاهرين المصابين في منازلهم ويطلبون المساعدة من الأطباء مثله، مشيرا إلى أنه رأى مجموعة كبيرة من المصابين وعالجهم.
وقال الطبيب لشبكة سي بي إس نيوز: قوات الأمن تستخدم أسلحة متنوعة لقمع الناس وحتى نيران القناصة، حيث كانت لدينا حالة شخص أصيب برصاصة لكنه فضل أن يصاب بالعمى على دخول المستشفى.
وقال الطبيب إنه هو وغيره من المهنيين الطبيين الذين عالجوا المتظاهرين المصابين في الخفاء تعرضوا للتهديد المستمر من قبل السلطات الإيرانية، وتعرض بعضهم لضغوط لتوقيع تعهدات مكتوبة بالامتناع.