في ذكرى القديسة بيلاجيا.. الروم الملكيين: كانت لاهية وتابت في القدس
تحتفل كنيسة الروم الملكيين البيزنطية الكاثوليكية في مصر، اليوم، برئاسة المطران جان ماري شامي، بذكرى القديسة بلاجيا، وولدت هذه البارّة في أنطاكية سورية، في الشطر الثاني من القرن الخامس، وبعد سنين قضتها في الترف والملاهي، انتحلت الإِيمان بالمسيح، ونالت معمودية الخلاص.. ثم ذهبت إلى جبل الزيتون بالقرب من القدس، وأنهت حياتها هناك في أعمال توبة شاقة.
وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: ماذا يعني مجيء الرّب يسوع المسيح؟ إنّه تحرير من العبوديّة ونَبذٌ للقيود القديمة، هو بدايةُ الحريّة وشرفُ التبنّي، هو نَبعُ غفران الخطايا، وهو الحياةُ الأبديّةُ للجميع. لمّا رآنا "الكلمة"، كلمةُ الله، مِن عَلُ، مظلومين بسبب الموت، مُنحَلّين، ومُكَبَّلين بقيود الفساد، وسائرين في طريق مسدود، جاء لِيَتَّخِذَ طبيعة آدم، الإنسان الأوّل، حسب مشيئة الآب. لم يوكِل أَمرَ خَلاصِنا إلى الملائكة، ولا إلى رؤساء الملائكة، بل أخذ هو نفسه على عاتقه كُلَّ المعركة من أجلنا، طائعًا أوامِرَ الآب... جاءَ بالحَجم الّذي أراده، جامعًا ومُختصِرًا في كيانه عظَمَةَ ألوهيَّتِهِ كُلَّها...؛ بِقُوَّةِ الآب، لم يَخسَر ما كان يملكه، إنّما، إذ أخذ ما لم يكن يملكه، جاء محدودًا كما كان عليه أن يكون.
اعلَمْ بأنّه ربٌّ: "قال الربّ لِسيّدي: اجلس عن يميني"... اعلَمْ بأنّه ابنٌ: "فيدعوني أبًا، وأنا أجعله بِكرًا"... واعلَمْ أيضًا بأنّه إله: "العظماء يَعبُرون إليك ويرتمون أمامك؛ يتضرّعون إليك، لأنّ الله فيك" .. اعلَمْ بأنّه مَلِكٌ أبديّ: "صَولَجانُ مُلكِكَ صولجانُ استقامة... مَسَحَكَ اللهُ إلهُك بزيت الابتهاج".. اعلَمْ بأنّه ربُّ القوّات: "مَن هذا مَلِكُ المجد؟ ربّ القوّات هو مَلِكُ المجد".. واعلَمْ أيضًا بأنّه عظيمُ أحبارٍ أبديّ: "أنت كاهن للأبد".. ولكن، إن كان رَبًّا وإلهًا، ابنًا ومَلِكًا، ربًّا وعظيمَ أحبارٍ أبديًّا، حين أراد ذلك، "فهو إنسان أيضًا: فَمَن يَعرفه؟".
فيسوع العظيم هذا قد جاء إلينا حقًّا كإلهٍ وإنسان... لقد لبس جسدنا البائس والمائت... لقد داوى أجسادَنا من عاهاتها، وشفى كلَّ أمراضنا بقدرته، لكي تَتِمّ الكلمة: "أنا هو الربّ... سآخذك بِيَدِكَ اليُمنى وأشدِّدُك... أنا الربّ، وهذا اسمي... وآخِر عَدُوّ أُبيدُهُ هو الموت. فأين يا موتُ نَصرُك؟ وأين يا موتُ شوكتُك؟".