في ذكراهما.. الروم الملكيين: الشهيدَين سرجيوس وباخوس كانا سوريان
تحتفل كنيسة الروم الملكيين البيزنطية الكاثوليكية في مصر، اليوم برئاسة المطران جان ماري شامي، بتذكار القدّيسَين الشهيدَين سرجيوس وباخوس، واستشهد هذان الشهيدان في عهد الامبراطور مكسيميانوس غاليروس حول سنة 297، وكانا قائدين في الجيوش الرومانية، وهما من مدينة الرُّصافة (سوريا).
وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: ذات يوم، فيما كان الخطأة يستمعون إلى عقيدة ذاك الذي يودّ استقبالهم في السماء، وجدتكِ واقفة معهم على التلّة، يا مريم؛ قال أحدهم للرّب يسوع إنّك ترغبين في رؤيته.
فأجاب ابنك الإلهي أمام الحشود كلّها، وقال معبّرًا عن حبّه الكبير لنا: مَن أُمِّي ومَن إِخوَتي؟... هؤلاءِ هم أُمِّي وإِخوَتي. لأَنَّ مَن يَعمَلُ بِمَشيئَةِ أَبي الَّذي في السَّمَوات هو أَخي وأُختي وأُمِّي"، أيّتها العذراء الطاهرة، الأكثر حنانًا من بين الأمّهات، حين سمعتِ كلام الرّب يسوع، لم تحزني، بل فرحتِ لأنّه أفهمنا إنّ نفسنا أصبحت عائلته على الأرض. أجل، لقد فرحتِ لأنّه منحنا حياته، كنوز ألوهيّته اللامتناهية! كيف لا أحبّكِ، أيّتها الأمّ الحبيبة، بعد رؤية هذا الحبّ كلّه وهذا التواضع كلّه، لقد أحببتِنا كما أحبّنا الرّب يسوع، ووافقتِ على الابتعاد عنه من أجلنا. الحبّ يعني إعطاء كلّ شيء، وبذل الذات؛ أردتِ إثبات ذلك من خلال الاستمرار بدعمنا.
كان المخلِّص يعرف حنانك الفائق، كان يعرف أسرار قلبك الأمومي. يا ملجأ الخطأة، لقد تركَنا لكِ حين نزل عن الصليب لينتظرنا في السماء، أصبح منزل القدّيس يوحنّا ملجأكِ الوحيد؛ كان على ابن زبدى أن يحلّ مكان الرّب يسوع، هذا هو التفصيل الأخير الذي ذكره الإنجيل عن ملكة السموات، لكن ألا يكشف صمته العميق أنّ الكلمة الأبدي أراد بنفسه أن يتغنّى بأسرار حياتك لسحر أولادك، مختاري السماء كلّهم؟.