بعد تصفيته.. إهداء مخطوطات ووثائق مركز البحوث العربية والإفريقية إلى مكتبة الإسكندرية
أهدى حلمى شعراوي، رَئِيس مركز البحوث العربية والإفريقية وثائق ومخطوطات المركز، بعد غلقه لأسباب مالية، إلى مكتبة الإسكندرية، خلال الأيام الماضية، وتسلمها الدكتور أحمد زايد مدير المكتبة.
لعب مركز البحوث العربية للدراسات والتوثيق والنشر بعد تفعيله كمبادرة أطلقها حوالي ستين من المثقفين والشخصيات العامة المهتمة بإعادة قراءة الخريطة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية للمجتمعات العربية والإفريقية، وفي علاقتها ببلدان الجنوب خاصة والظواهر العالمية، ومن ثم تأسيسه عام 1987 برئاسة الراحل فؤاد مرسي دورًا كبيرًا في إطار تقريب العلاقات العربية الإفريقية؛ رغم كونه مؤسسة ثقافية غير حكومية للبحوث الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، مرورًا بإعادة تسجيل المركز أوائل 1998 حتى أصبح يحمل اسم مركز البحوث العربية للدراسات العربية والإفريقية والتوثيق.
ويهتم المركز بالبحث والتوثيق وأن يكون ساحة للمناقشات والمناظرات حول البدائل الممكنة للأوضاع والسياسات الراهنة من أجل مجتمع أفضل عن طريق التقدم والتنمية بالمشاركة الشعبية الديمقراطية، وهو ما ترجم عبر العديد من المؤتمرات والندوات والإصدارات طوال 44 عامًا من النشاط والتفاعل على الساحة الإفريقية بفضل من تولى إدارته من الخبراء والأكاديميين الكبار أمثال الدكتور سمير أمين، والدكتورة شهيدة الباز، عبدالغفار شكر نائب رئيس المركز، والمدير الحالي حلمي شعراوي، عاصم الدسوقي، عبدالعال الباقوري، عواطف عبدالرحمن، مصطفى مجدي الجمال، ممدوح حبشي، هاني شكر الله.
ـ المركز مهدد بالتصفية بسبب الضرائب ورواتب الموظفين
نشر موقع "الدستور" خلال شهر مارس الماضي تقريراً حول أن هناك اتجاهًا لتصفية المركز أو بيعه بعد كل ما قدمه من بحوث وإسهامات في كافة المجالات التي عبرت عن المشترك الثقافي والاقتصادي والاجتماعي والمعرفي بين مصر وأشقائها من القارة الإفريقية؛ وأن السبب يعود لمستحقات ضريبية متراكمة على المركز تخطت حاجز نصف المليون جنيه مصري، إضافة إلى عدم قدرة المركز على سداد رواتب العاملين به والتي تقدر بحسب ما علمنا بحوالي 24 ألف جنيه مصري شهريًا.
ـ عضو مجلس إدارة المركز: منظمة إثيوبية السبب لضرب العلاقات العربية الإفريقية
تواصل "الدستور" مع المؤرخ الدكتور عاصم الدسوقي، عضو مجلس إدارة مركز البحوث العربية والإفريقية، والذي أكد صحة ما ذكرناه بأن المركز مهدد بالتصفية أو بيعه خلال الفترة القادمة.
وكشف "الدسوقي" عن أن السبب الرئيسى وراء ذلك يعود لتوقف منظمة "كوديسيريا" عن إرسال الدعم الشهري للمركز دون أسباب خلال الفترة الماضية، الأمر الذي يهدد المركز بالإغلاق خلال الفترة القادمة.
وبسؤاله حول أبرز البدائل لتفادي إغلاق المركز قال "الدسوقي" لـ"الدستور"، إنه في تقديره محاولات يعد توقف منظمة "كوديسيريا" عن إرسال التمويل الشهري يعود إلى محاولات من بعيد لتحطيم العلاقات العربية والإفريقية، وأن ليس هناك مصدر بديل للمركز مثل بيع دراساته للصرف عليه وتفادى الأزمة، وأن معظم الأفكار المطروحة تذهب فى اتجاه بيع المركز أو تصفيته.
يذكر أن المركز يهدف إلى تدريب جيل جديد من الباحثين وإضاءة طريق المعرفة العلمية أمام المجتمعات المحلية والجماعة الثقافية.
يضم المركز العديد من اللجان المتخصصة؛ أبرزها لجنة توثيق تاريخ الحركة الشيوعية المصرية حتى عام 1965، توثيق التعددية السياسية في مصر وعلاقاتها بتطور المجتمع المدني، المسألة الفلاحية ـ الزراعية في مصر، جماعة اللغويين في القاهرة.
يطلق المركز جائزتين هما جائزة في الاقتصاد السياسي "سمير أمين"، جائزة الدراسات الإفريقية "حلمي شعراوي".