في ذكرى رحيله الـ41.. أبرز المعلومات عن الأنبا صموئيل أسقف الخدمات الاجتماعية
تحيي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم، ذكري رحيل الـ41 للأنبا صموئيل أسقف الخدمات الاجتماعية والعلاقات المسكونية.
وقال ماجد كامل، عضو اللجنة البابوية للتاريخ الكنسي، أنه من بين الآباء الأساقفة الذين لعبوا دورا هاما ومؤثرا في تاريخ الكنيسة القبطية يأتي ذكر المتنيح الانبا صموئيل من بين هؤلاء خصوصا في مجال الخدمات الإجتماعية والعلاقات المسكونية، موضحا أن اسمه في شهادة الميلاد سعد عزيز ولد في 8 ديسمبر 1920، وتدرج في مراحل التعليم المختلفة حتي حصل علي ليسانس الحقوق عام 1942، ولقد عمل عقب تخرجه بالبنك الأهلي المصري ولكنه ما لبث أن قدم استقالته لرغبته الشديدة في حياة التكريس، ثم التحق بالكلية الإكليركية وكان يعتبر أول دفعة من الطلاب الجامعيين.
- تخصصه في علوم التربية
وتابع عضو اللجنة البابوية للتاريخ الكنسي، لكن شهوة الدراسة والعلم لم تقف عند هذا الحد فالتحق بالجامعة الأمريكية ليتخصص في علوم التربية فلقد شعر بأهمية هذا العلم في الخدمة، ثم انتدب للعمل مدرسا في الاكليركية بأديس أبابا خلال الفترة من( 1944- 1946 ) وكان معه في نفس الانتداب كل من المتنيح القمص مرقس داود وسعد عزيز ووهيب زكي مدرسين .
وأوضح "كامل" أنه نتيجة بعض الاضطرابات السياسية التي حدثت في أثيوبيا في تلك الفترة عاد إلى مصر وعاد إلى خدمة مدارس الأحد الجيزة، ولكنه ما لبث أن اتخذ قرارا تاريخيا، هو الرهبنة فتوجه لمقابلة أبيه الروحي القمص مينا المتوحد (المتنيح القديس البابا كيرلس السادس ) في كنيسته بمصر القديمة، وتمت رسامته راهبا باسم " الراهب مكاري" وكان ذلك خلال شهر مارس 1948 ولقد ظل في كنيسة مارمينا بمصر القديمة لمدة ثلاث سنوات، وبعدها قام القمص مينا المتوحد بإرساله إلي دير الأنبا صموئيل المعترف وعندما رفض المجمع المقدس الاعتراف برهبنة هذا الدير توجه إلي دير السريان وأصبح أسمه " الراهب مكاري السرياني ".
- تمثيل الكنيسة القبطية في المؤتمر الثاني لمجلس الكنائس العالمي
وتابع نظرا لإجادته التامة للغة الإنجليزية فضلا عن عقليته المنفتحة اختاره المتنيح البابا يوساب الثاني لتمثيل الكنيسة القبطية في المؤتمر الثاني لمجلس الكنائس العالمي المنعقد في ايفانستون Evanston في أغسطس 1954 ؛ وكان معه في نفس الوفد كل من القمص صليب سوريال ؛ والدكتور عزيز سوريال عطية ثم جاءت فرصة عمره لاشباع رغبته في الدراسة العلمية ؛ فجاءته منحة دراسية من جامعة برنستون ولقد شجع قداسة البابا يوساب الثاني الذي طالما اشتهر بحبه للعلم وتشجيعه له على هذه المنحة ؛وبالفعل تمكن الراهب مكاري السرياني من الحصول على درجة الماجستير في التربية ؛ وكان موضوع الرسالة "التربية المسيحية في الكنيسة القبطية " .
وأضاف "كامل"، ولقد رتب نفسه للحصول علي درجة الدكتوراة بعدها ولكن الظروف لم تمهله لكي يكمل فلقد طلبت منه الكنيسة العودة للوطن نظرا لحاجة الكلية الإكليريكية إليه، فعاد إلي أرض الوطن وعمل مدرسا بالكلية ومشرفا على القسم الداخلي الخاص بالكلية.
- تأسيس الدياكونية الريفية في 1959
واستكمل ومع تأسيس معهد الدراسات القبطية في خلال عام 1954، تولي القمص مكاري السرياني رئاسة قسم الدراسات الاجتماعية بالمعهد، ودعمه بالعديد من كبار أساتذة التربية في مصر، كما أنشأ معهد ديديموس للمكفوفينوجهزه بمكتبة خاصة معدة بطريقة " برايل "، كما أسس ما يعرف بالدياكونية الريفية في صيف عام 1959 وتوجه بكل قلبه لخدمة القرية وتنميتها روحيا واجتماعيا واقتصاديا ولقد استدعاه قداسة البابا كيرلس السادس ليكون ضمن سكرتاريته الخاصة فكان هو المسؤول عن استقبال الضيوف وترتيب لقاءاتهم، ومتابعة التعاون مع كنائس العالم والاشتراك في المؤتمرات العالمية.
- اختياره أسقفا عاما للخدمات العامة والاجتماعية
وتابع في سبتمبر 1962 وتحديدا في 30 سبتمبر 1962 إذ اختير أسقفا عاما للخدمات العامة والاجتماعية بأسم " الأنبا صموئيل " وكان معه في نفس الرسامة المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث ليكون أسقفا للتعليم الديني والتربية الكنيسة والمعاهد الدينية باسم " نيافة الأنبا شنودة " ولقد كانت رسامته نقلة كبرى في تاريخ الخدمة الاجتماعية في الكنيسة القبطية، فلقد امتد نشاط الأسقفية طولا وعرضا داخل مصر وخارجها
و استكمل خدمته في العمل المسكوني ؛ فلقد كان نيافته رائدا في هذا المجال منذ مشاركته في مجلس الكنائس العالمي في مؤتمر ايفانستون عام 1954 كما ذكرنا سابقا، ولكن لنيافته جهودا أخرى في هذا المجال نذكر منها:
1- تأسيس مجلس كنائس الشرق الأوسط ، وقد ظل نيافته حتى نياحته رئيسا لهذا المجلس .
2- دوره في مجلس كنائس كل أفريقيا، حيث كان نائبا لرئيسه لفترات طويلة وفي عام 1976 اجتمع المجلس في القاهرة والاسكندرية، ومن مقر الكنيسة المرقسية بالإسكندرية أجتمع المجلس وأصدر بيانا يعلن فيه تطلعه نحو كنيسة الإسكندرية يعلن فيه تطلعه إلي كنيسة الإسكندرية رائدة الكنائس الأفريقية حيث أنها تقدم نموذجا للتراث الأفريقي منذ فجر المسيحية .
3- شارك في العديد والعديد من المؤتمرات الوطنية .
4- شارك كمراقب في أعمال مجمع الفاتيكان الثاني بروما، وكان عضوا بارزا في لجنة الحوار بين الكنيسة القبطية والفاتيكان، وفي كل من لجنتي التعاون بين الكنيسة القبطية وكل من الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الإنجيلية في مصر .
5- اهتم نيافته بتأسيس كنائس قبطية في بلاد المهجر لخدمتهم هناك .
6- واهتم بوضع القانون الأساسي الذي تقوم بمقتضاه الكنائس، وتلتزم به كي يظل ولائها الأول لمصر والوطن.