في ذكرى رحيله.. صورة نادرة للمعلم الجوهري من غلاف مجلة كل شيء عام 1926
نشر المؤرخ ياسر يوسف غبريال، صورة نادرة للمعلم جرجس الجوهري، أحد أشهر الكوادر القبطية في مصر، بمناسبة احتفالات الكنيسة برحيله، كانت قد نشرت على غلاف مجلة كل شيء عدد ١٢ أبريل ١٩٢٦
وقال في تعليقه على الصورة: الصورة مأخوذة عن لوحة اصليه رسمها للمعلم جرجس الفنان الفرنسي ميشيل ريجو ..وهي موجودة الآن في متاحف فرنسا ومنه نحو أربع أو خمس نسخ قريبة الشبه ..
الصورة تظهر عظمة ومكانة المعلم جرجس كبير المباشرين أيام الحملة الفرنسية ثم وزير مالية محمد علي باشا لفترة من الزمن.
وتظهر على رأس المعلم جرجس عمامة فخمة وكوفية وفي فمه الغليون وهو عادة عثمانلية كانت منتشرة وقتها وكان الغليون يصنع من الخشب الفاخر والمبسم من الأبنوس وربما يتم تزيينه بالذهب ..نوع من الوجاهة الاجتماعية.
يقول الجبرتى فى كتابه عجائب الآثار فى التراجم والأخبار عن المعلم جرجس:
(( ومات المعلم جرجس الجوهري القبطي كبير المباشرين بالديار المصرية وهو اخو المعلم ابراهيم الجوهري ولما مات اخوه في زمن رياسة الامراء المصرية تعين مكانه في الرياسة على المباشرين والكتبة وبيده حل الامور وربطها في جميع الاقاليم المصرية نافذ الكلمة وافر الحرمة وتقدم في ايام الفرنسيس فكان رئيس الرؤساء وكذلك عند مجييء الوزير والعثمانيين وقدموه واجلسوه ولما يسديه اليهم من الهدايا والرغائب حتى كانوا يسمونه جرجس افندي ورأيته يجلس بجانب محمد باشا خسرو وبجانب شريف افندي الدفتردار ويشرب بحضرم الدخان وغيره ويراعون جانبه ويشاورونه في الامور وكان عظيم النفس ويعطي العطايا ويفرق على جميع الاعيان عند قدوم شهر رمضان الشموع العسلية والسكر والازر والكساوي والبن ويعطي ويهب وبنى عدة بيوت بحارة الونديك والازبكية وانشأ دارا كبيرةوهي التي يسكنها الدفتردار الآن ويعمل فيها الباشا وابنه الدواوين عند قنطرة الدكة وكان يقف على أبوابه الحجاب والخدم ولم يزل على حالته حتى ظهر المعلم غالي وتداخل في هذا الباشا وفتح له الأبواب لأخد الأموال والمترجم يدافع في ذلك واذا طلب الباشا طلبا واسعا من المعلم جرجس يقول له هذا لايتيسر تحصيله فيأتي المعلم غالي فيسهل له الامور ويفتح له ابواب التحصيل فضاق خناق المترجم وخاف على نفسه فهرب الى قبلي ثم حضر بأمان كما تقدم وانحط قدره ولازمته الامراض حتى مات في اواخر شعبان وانقضى وخلا الجو للمعلم غالي وتعين بالتقدم ووافق الباشا في اغراضه الكلية والجزئيه وكل شيء له بداية وله نهاية والله اعلم ))
انتهى كلام الجبرتى وفيه وصف دقيق للمعلم جرجس الذي كان لقبه معلم مصر وصاحب خراجها ( الضرائب ) وكانوا يقولوا له جرجس أفندي في عهد محمد علي تكريما له حتي انقلب عليه الوالي وذهب جرجس الجوهري الي الصعيد وعاش هناك ٤ سنوات وقبل هجرته قام بتسليم كل حجج ممتلكاته للبطريركية للصرف منها على الكنايس والديورة .. وعاد في ١٨٠٩ الي القاهرة وأكرمه الباشا محمد علي ونزل في بيت أعده له المعلم غالي لكنه تنيح سريعا في ١٨١٠ ودفن إلى جوار أخيه المعلم ابراهيم الجوهري في قبر مازال قائما إلى جوار كنيسة مارجرجس مصر القديمة.