اليوم.. الأقباط الكاثوليك يحيون ذكرى القديس لورنزو رويز ورفاقه
يحيي الأقباط الكاثوليك اليوم الأربعاء، ذكرى القديس لورنزو رويز ورفاقه، الذي قال عنهم الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني، في دراسة له نشرها عبر صفحته بموقع “فيس بوك”، إن "لورنزو" ولد في 28 نوفمبر 1594م، بضاحية بينوندو شرق العاصمة الفلبينية مانِيلاّ، لأبٍ صيني وأمٍّ فلـﭘينية، كلاهما مسيحيين، وأسماه والداه لورنزو على اسم القديس لورنزو الشماس الشهيد.
وتعلم من والده اللغة الصينية ومن والدته لغة بلادها الرئيسية وهي التاجلونج. وكطفل مسيحيي تربّىَ على أن يكون خادم مذبح وشماس صغير. أشرف على تعليمه الرهبان الدومنيكان الذين كانت لهم مقرات إرسالية بالفلـﭘين. أصبح يجيد القراءة والكتابة وعمل بتدوين الخطابات الرسمية، لكونه خطاط ماهر.
وانضم لأخوية الوردية المقدسة، وتزوج من فتاة فلـﭘينية تُدعى "روزاريو" وأنجب ولدان وبنت، وعاشت العائلة الصغيرة في عُمق الإيمان، حياة سلام روحي.
عام 1636م، أثناء عمله ككاتب برعية كنيسة بينوندو، تم اتهاماً زوراً بقتل رجلٍ إسباني، طلب لورنزو اللجوء على متن سفينة مع ثلاثة كهنة دومينيكيين: "أنطونيو جونزالز" (كاهن إسباني) و"جيوم كورتيه" (كاهن فرنسي) و"ميجيل دي أوثراثا" (كاهن اسباني)، و"ڨـيسنتي شيوزوكا دي لا كروز" (كاهن ياباني)، ورجل علماني مريض بالجُزام يُدعى "لازارو من كيوتو".
وأبحر لورنزو ورفاقه إلى جزيرة أوكيناوا اليابانية، في 10 يونيو 1636م، بمساعدة الآباء الدومينيكان.
كانت إمبراطورية اليابان تُحكم بنظام يُسمى " توكوجاوا باكوفو" وهو نظام إقطاعي، امتاز بمعاداة أي ديانة بخلاف ديانة الأغلبية اليابانية، وقد صب جام غضبه تجاه المسيحية لكون الإرساليات التبشيرية لا تتوقف بها، وقد تصادف حضور لورنزو ورفاقه مع حملة اضطهاد كُبرى في اليابان.
واعتُقِل المبشرين وتم الزجّ بهم في السجن وبعد عامين تم نقلهم إلى مدينة ناجازاكي لمحاكمتهم في ظروف قاسية تحت التعذيب، وبالطبع سقط لورنزو ورفاقه في يد السُلطات اليابانية في 27 سبتمبر 1637م، ونُقِلوا إلى مدينة نيشيزاكا هيل، وهناك ذاقوا الكثير من ألوان سوء المعاملة، ثم تم تعليقهم بالمقلوب فوق حفرة حتى الموت، عُرف هذا النوع من التعذيب باسم "تسوروشي" أي حبل المشنقة، وهي من أبشع طرق الإعدام وأكثرها تعذيباً وعناء، حيث كانت الضحية تُقيَّد بالكامل بحيث يصير التنفس صعباً، ونوبات الصداع شديدة، بينما كانت يد واحدة غير مقيدة حتى يتمكن الفرد من الإشارة بها إلى رغبته في التراجع عن إيمانه، مما يؤدي إلى إطلاق سراحهم. لم يقبل لورنزو ورفاقه التراجع عن الإيمان، بل قال إنه مستعد للتضحية بحياته آلاف المرات على أن يُجبَر على ترك الإيمان. وبالفعل لقيَ لورنزو مصرعه شهيداً للمسيح بعد نزيف حاد واختناق، في 29 سبتمبر1637م، عن عمر ناهز الثانية والأربعين، بعد استشهاده تم إحراق جثمانه وإلقاء الرماد في البحر.
وتم تطويب لورنزو رويز عن يد البابا القديس "يوحنا بولس الثاني" في 18 فبراير عام 1981م، مع 16 شهيداً يابانياً، ليصير أول قديس وشهيد فلـﭘيني.
وتم إعلان قداسته في 18 أكتوبر عام 1987م، أيضاً عن يد البابا القديس "يوحنا بولس الثاني"، بعد ثبوت معجزة شفاء موثقة لطفلة فلـﭘينية تُدعى "سيسليا ﭘوليكارﭘيو" في الثانية من عمرها كانت تعاني استشقاء وضمور في المخ، بعد أن استشفع والديها وأقاربها بالطوباوي لورنزو آنذاك.
ومزاره الرئيسي هو كنيسة رعيته بضاحية بينوندو في مانيلاّ، وهو شفيع دولة الفلبين، وشباب خدمة المذبح والمتهمين زوراً.